لو تعلم تلك الصحراء بداخلكِ
حجمَ الندم الجاثمِ في قلبي
لاختارت أن تحرق تاريخ علاقة وهمٍ حمقاء..
أشجارُ الشارع كانت ترقبني
حين أجرُّ ورائي زمناً تثقله الخيبةُ
صوب محطة (لاهاي) لأمضي نحو سرابٍ
في (لايدن) .. ما أتعسني..!
كم هو أعمى
من يبحث عن حبٍّ أفلاطونيٍّ
في عرض الصحراء..!
*****
في (بوسهاوزر كادا)
ليس هناك سوى جسدٍ فضيٍّ
يتلوى تحت الضوء الأحمر
يشنق أيامي بالعطر الماكر
يترك في صدري حزناً أزلياً
وشظايا حلمٍ
وركام..
*****
ويلاحقني وجهكِ في كل محطات العالم..
أهربُ منكِ إليكِ
قطارُ العمرِ يمرُّ.. وهذا الناي ينوح..
وجهُكِ طيفٌ
يظهرُ حيناً
في نافذةِ المترو الملأى
بضبابِ صباحٍ مجروحْ
يتلاشى
بين الشارع والمقهى..
يتركُ فوق الأفقِ سؤالاً
كيف سرقتِ الأحرف من بين سطوري
كيف استوطنتِ الروح؟!..
*****
ليلةَ نمتِ على صدري
استيقظ في أوردتي ألف ربيعٍ من ورقٍ
وتوهمتكِ سرّ خلاصي
من قاع العتمةِ يا امرأة الزمن القادم..
صوت الناي الباكي أيقظ في رئتي بغداد بهيبتها
زلزل أرض الشوق النائم..
لكني في لحظات رحيلي
يعصرني ندمٌ قاسٍ
كيف وهبتكِ مفتاح أحاسيسي
كيف استأمنتكِ في الليل على شمسٍ
لايطفؤها برد أمستردام ولاالغيم القاتم؟!
*****
يا امرأةً فقدتْ في المنفى نصف هويتها
واغتالت سحر العشق الشرقي
بخنجر قسوتها
والعشاق نيام..
سأقايضُ حبةَ منعِ الحمل بعمري
كي لاتولد من صُلبي متسكعةٌ
أو حشاشٌ
يوقظه الكنّاس صباحاً من غفوتِهِ
في طرقات أمستردام..
قصي صبحي القيسي : نَدَم ..
تعليقات الفيسبوك