باسم فرات : شـروق أطـول من التـاريخ

basim foratالصفحةُ بيضاء
القصيدةُ تَتَشَكّلُ
وأنتَ هنا مُحاطٌ بألفِ بوذا
ينهمرونَ برهبانِهِم وتراتيلِهم
وبخورِهم
تَستنشقُ آلامَهم المستعادة
تتدفقُ المياهُ حولك
لكن أصواتَ الكائناتِ تُربكُ زهوَك
علقٌ أبيضٌ، أخضرٌ، أحمرٌ، أسودٌ
وأعلاقٌ أطفأتها الريحُ
ابتهالاتٌ تتَواشجُ، فتسقطُ اللغاتُ عنها ويبقى الندم
أضحيةٌ لم يمسسْها الغفران
تسيلُ معابدَ وأطفالاً حُفاةً
بقايا فتوحاتٍ عطشى
راياتٌ تحرقُ راياتٍ
أسواقٌ ينبتُ في أجنتِها الكلام
كثيرون باعوا صلبانَهم بثمنٍ بخسٍ
جفَّ الحبرُ في قراطيسِ رعاةِ الغنم
ولا عصا تُوزّعُ الْمَنّ والسلوى.
جبالٌ حَمَلَتْ أسرارَ عُزلتِها
ورمتها في طفولةِ الأنهارِ
حيواتٌ كثيرةٌ مرت على البوذيّ الأعزل
وهو يقتفي قدرَه
(آثامُ أسلافِهِ)
مدنٌ استظلت بنظرته
شنتويٌّ هو
يحملُ بشارةَ الآرامي ويُطعمُ الدودَ جراحاتِهِ
يعزف لحبيبتِهِ نشيدَه
ويخطّ على ساعديه وصايا أحيقار
ينصتُ لحكمةِ الهنديّ التائِهِ
حتى يشرئبَّ النورُ في أكفِّ شيفا
والصوتُ يهطلُ في أسوارتِهِ
الآخا سقوهُ وصايا الطبيعةِ في إناء التأمل
وحين فتحَ عينيهِ
رأى شروقاً أطوَلَ من التاريخ.
وندوبُ أيامِه تتوارى.

أواخر كانون الأول 2010
شمال تايلند
شنتويّ: معتنق الديانة الشنتوية وهي الديانة اليابانية
الآراميّ: السيد المسيح له المجد
أحيقار: حكيم عراقيّ
شيفا: أحد الثالوث الهندوسي، ويضم هذا الثالوث الآلهة براهما وفيشنو وشيفا، واعتبر في مذهب براهما ممثلا للدمار والكوارث. أنقذ مخلوقات الأرض بشربه السم الذي تدفق من ملك الأفاعي. له شكل بشري بثلاث عيون وأربع أذرع ، يتزين بالأفاعي ويحيط رقبته بعقد من الجماجم !
الآخا: وتلفظ الآكا، أو هو حرفٌ بين الخاء والكاف، إحدى الإثنيات التي تشرق بها جنوب شرق آسيا.

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| عدنان عبد النبي البلداوي : قالوا  وثَـقْـتَ .

لـكـــلِ قــافــيـةٍ عَــزْفٌ ، تــوَلاّهــا وحُسـنُ مضمونها، إشراقُ مَغْـزاهـا أجـواؤها إنْ حَواها الصِدقُ عامـرةٌ وعَـذْبُ …

| د. قصي الشيخ عسكر : همسات من الشعر .

1 مثقلة بالحزن منفضة السجائر لا أعقابَ سجائر تلسعها لا بعض رمادْ تبقى ،عالمها المنفى: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *