حكاية الجندي الطيب والأرنب غريب الأطوار
لقد صبًّ جُل همه في الإمساك بهذا الأرنب وانقاذه من المصير الذي ينتظره جراء القصف العنيف الذي تعرض له قاطع الجبهة، لقد نسى نفسه ونسى احتمال تعرضه للإصابة أكثر من الأرنب، انسانيته المفرطة دفعته لمحاولة انقاذ هذا الحيوان المشاكس الذي كان يراوغه من خلال التخفي والظهور من مكان لآخر .
الأكيد، أنه كان جندياً غريب الأطوار وأن الأرنب كان حيواناً طيباً، ولكن الذي حدث أنه حين أسلم الروح جراء إصابته بشظية، وقف الأرنب رافعاً اذنيه وعلى وجهه خيال ابتسامة ماكرة ثم سرعان مالجأ للإختباء في أقرب جحر وكأن مهمته إنتهت بمقتل الجندي الطيب.
انتظار
هدأت العاصفة، استغرق القصف فترة قصيرة هذه المرة لكنه كان كثيفاً وسريعاً أكثر مماعهدته، ميت ام متماوت كنت هذه المرة ؟ لست أدري، لقد اغرقتني الجثث والدم لطخ حاضري، بصعوبة أدرت وجهي ناحية اليمين، سقط بصري على احدهم، بصيرتي ليست حاضرة في تلك الساعة، لايمكنني تمييزه هل هو عراقي أم ايراني، لكنه يشبهني، لقد كان شديد الإعتناء بشاربه كذلك، لكن الدم قد ضيع ملامح وجهه وأغرق التفاصيل، ساعات طويلة، انتظرت الموت الذي كان غائباً لكن انفاسه تلطم كياني، سمعت همهمات جنود قريبين….
لم أمُت بالرصاصة او الشظية التي استقرت في مكان ما من جسمي لا اعلم أين كان موقعها بالضبط .. لكن فرحاً أسلمت الروح.
خسارة
جَمعَ طَرحَ ضَربَ قَسمَ بدون جدوى
حاول إكتشاف عمليات حسابية جديدة
علهُ …يتوصل لحل مشاكله المالية.
وصمة
شبَ ليصبح شيوعياً …
إكتهلَ، تبرجزَ، ترسملَ …
شاخَ، تأسلمَ، تمشيخَ…
ماتَ، دُفِن، حُوسِبَ، وفي طريقه الى …. كان حاملاً كتابه في يساره
مسخ
قال الأول: القرد أصل الإنسان
قال الثاني: القرد أصله إنسان
أما الثالث فأحتار في معنى المسخ.
خسران
سافرَ ليبني مجداً،
عادَ ليجد روحه وقد هُدمت.