يعود الفضل في تعرفي على عالم ” البراق ” الرائع ، إلى الفنافنة التشكيلية ، رسامة الأطفال المبدعة ، انطلاق محمد علي ، التي فازت بالعديد من الجوائز العربية والعالمية ، منها جائزة ” نوما ” اليابانية .
وقبل أن تعرفني انطلاق على ” البراق ” عرفتني على دار ” كندة ” في عمان ، وصاحبتها الأديبة المبدعة الأردنية ـ الفلسطينية روضة الهدهد ، وكان من حصيلة هذا التعرف ، أن نشرت لي العديد من قصص الأطفال ، حول القضية الفلسطينية ، في زاويتها للأطفال ، في جريدة الدستور الأردنية .
وقد جمعت هذه القصص ، فيما بعد ، وأصدرتها في كتاب جميل ، عن دار ” كندة ” بعنوان ” حكايات ليث ” ، وصدر الكتاب بمناسبة مرور ” 50 ” عاماً على نكبة الشعب الفلسطيني على أيدي الصهيونية ، المدعومة من قبل الامبريالية العالمية .
وتواصلتُ مع ” دار البراق ” ، وطلبوا مني بعض النصوص ، فأرسلتُ لهم أربع روايات للفتيان ، وافقوا على ثلاث روايات منها ، ثم أرسلت رواية أخرى ، فوافقوا عليها ، وضموها إلى الروايات الثلاث السابقة ، واتفقوا معي على نشرها ، في وقت لاحق .
وفي عام ” 2013 ” وبمناسبة مؤتمر للأطفال أقامته دار ثقافة الأطفال في بغداد ، التقيت بأحد مسؤولي الدار ، هو الأخ علي القاسمي ، وقال لي إنهم سيصدرون الروايات الأربع ، لكنهم يفضلون الآن قصصاً قصيرة ، ولتكن قصصاً قصيرة جداً .
وأخبرته بأن لديّ قصصاً عديدة ، بطلتها طفلة صغيرة ، في حدود الرابعة من العمر ، تعيش مع أمها ، في انتظار أبيها الذي غيبته الحرب ، فطلب مني أن أرسلها لهم على جناح السرعة .
وبالفعل وما أن عدت إلى الموصل ، حتى أرسلت لهم تلك القصص ، وعددها ” 89 ” قصة ، وقد أعجبتهم جداً تلك القصص ، واختاروا منها ” 34 ” قصة على ما أعتقد ، على أمل أن يصدروها في ” 6 ” أجزاء ، كما تعودوا أن يصدروا كتبي ، التي ينشرونا لي في دار ” البراق ” .
لكنهم طلبوا مني ، أن أكتب قصة جديدة ، أنهي بها تلك المجموعة ، على أن تكون قصة متفائلة ، فمعظم قصص المجموعة ، كانت رغم طرافتها ، يغشاها شيء من الحزن الشفاف ، وهذا ما فعلت ، فقد كتبت القصة رقم ” 90 ” ، ذكرت فيها عودة الأب سالماً إلى عائلته ، وإلى طفلته الصغيرة ” توتو ” .
ومما له دلالة ، أن هذه الدار أنشأها ويديرها ثلة من الشباب المتحمسين لثقافة الأطفال ، استطاعوا بجهودهم ، وايمانهم ، أن يجمعوا حولهم ، وحول براقهم ، أعداداً طيبة من المبدعين العراقيين والعرب ، من كتاب وفنانين ، على مختلف الصعد .
وقد أصدرت دار ” البراق ” خلال عمرها القصير ، العديد من الكتب الإبداعية ، كانت نموذجاً رائعاً ، على صعيد التأليف والرسم والتصميم والطباعة ، ويكفي أن أثنين من الكتب التي أصدرتها عام ” 2015 ” حظيا باهتمام كبير على صعيد الوطن العربي كله ، فقد رشح كتاب ” قصتنه صارت مثل ” لجائزة الشيخ زايد لكتب الأطفال ، وظهر في القائمة الطويلة للجائزة ، أي أنه كان واحداً من أفضل ” 8 ” كتب صدرت للأطفال خلال هذا العام ، بينما فاز كتاب ” بغلة القاضي ” من تأليف الكاتب العراقي المعروف شفيق مهدي بجائزة اتصالات لكتاب الطفل في الامارات العربية .. إن دار البراق لثقافة الأطفال في العراق دار ابداع .. وتفرد .. وجوائز .