(1)
قالَ الحرفُ الحكيمُ للنقطةِ الشاعرة:
تعالي إليّ!
فأجابت النقطة:
بل أنتَ تعال إليّ!
قالَ الحرفُ:
إنْ جئتكِ عشقتك
وأصبحتُ ساحراً،
وأنا لا أحبُّ السحر.
فأجابت النقطة:
إنْ جئتكَ ذبتُ فيك
وأصبحتُ نبيّةً،
والنُبُوّة لا تصلحُ للنساء!
(2)
قالَ شاعرُ الملوكِ الظَلَمةِ للشاعرِ الفقير:
انظرْ إليّ: لقد ضحكتُ من الملوك
وبنيتُ بدنانيرهم قصراً عظيماً
وضحكتُ من الناس
حين أوهمتهم أنني مِن الثائرين.
فردّ الشاعرُ الفقير:
أمّا قصرك
فعمّا قريب ستموت
وستسكنه من بعدكَ الغربان،
وأمّا ذكراكَ عند الناس
فستتحوّل إلى شتيمة
تخفقُ في الهواء
مع رفّةِ كلِّ جناحِ غراب!
(3)
قالَ الشاطئ للبحر:
أما تعبتَ من السفرِ طوال الدهور؟
أما آنَ لأمواجكَ الزرق أن ترتاح
بين يديّ قليلاً؟
أما تعبتَ مِن هذا المكتوب؟
فأجابَ البحر:
لستُ بطالبِ راحةٍ أبداً.
لو أردتها لنمتُ بين يديك
منذ آلاف السنين
إلى أن يضمحلّ لوني
وتنهار أشرعتي وأسطورتي.
لكنّه السفر،
لكنّه المجهول،
يا صديقي، وشقيقي، ورفيق الشموس.
أديب كمال الدين : أقوال
تعليقات الفيسبوك