أسعد الجبوري : الممحاة ؛ تَرَفُ الجُنُون

asaad 6على متن الريح
دون كيشوت:وماذا تظن أنت يا سانشو بهذا الذي يجري أمامنا ؟
سانشو: أنه ليس غير سراب يا سيدي الدون.
دون كيشوت:ومتى كان الماء سراباً أيها الأحمق! فهل كلما رأيت شيئاً يلمع ،حسبتهُ سراباً ؟!!
سانشو: هاتان المادتان تتداخلان على الدوام،لينتج عنهم شئ ثالث يا سيدي الدون.
دون كيشوت:وهل تريد أن تخترع لي نظرية في الفيزياء يا سانشو ،لأصدقكَ ؟؟
سانشو: السراب والماء ،مثلهما مثل الحرب والسلم يا سيدي الدون.ما أن ينامان على سرير واحد،حتى ينجب عنهما شئ ثالث .
دون كيشوت:لقد بدأت تخرّف يا سانشو،وكأن زلزالاً ضرب مخك فهاج وماج وضاع !
ومع ذلك ،قُلْ لي ما الشئ الثالث الذي سينتج عن جماع الاثنين في ذلك السرير؟
سانشو: أولاد الحرام .
دون كيشوت:يا لك من حاذق ماكر لعين يا سانشو.ولكن متى تعلمت ذلك ومن أين ؟
سانشو: بمجرد أن تضع الحربُ أوزارها في رحم السلام،سرعان ما تحدث عن ذلك تفاعلات مضطربة لإنتاج مخلوقات غرائبية ،تحاول التنصل من أب الحرب وأمها، ولتخلق بالتالي نماذج من جينات طارئة ،سبق وأن شُحنتْ بدم وخراب الوالدين .أي الحرب والسلم .
دون كيشوت:ويحك يا سانشو.. كأنك تتحدث عن نسل عائلة ،لا عن مقاتلين وقذائف ودماء وجثث؟؟
سانشو: وهذا ما يوضح كل العملية الآن:فما أن يرمي المتقاتلون قذائفهم في الرحم البلد،حتى تبدأ تلك الحيوانات بخلق ما يشبها أدباً وخُلقاً وصوتاً وسلوكيات وأسلحة من أنماط أخرى.
دون كيشوت:لن ينفع هذا الكلام أبداً.
سانشو: وهل نفعتْ الحروبُ أحداً من صناعها يا سيدي الدون؟
دون كيشوت:كف عن الهذيان يا سانشو..فنحن على أبواب سبأ.وربما ستفتح لنا اليمن باباً ،فنقابل الملكة بلقيس.
سانشو: ولدينا ملابس مناسبة ،سنقدمها هدايا للعرس .
دون كيشوت:عن أي عرس تتحدث أيها المخبول الأبله ؟؟!!
سانشو: أتحدثُ عن زفافكَ على بلقيس يا سيدي الدون.
دون كيشوت:كم أودُ لو ذهب برأسكَ رمحي هذا ،فأستريح من تصريحاتك الخرافية يا سانشو .
سانشو: ولمَ تريد فعل ذلك يا سيدي الدون؟؟
دون كيشوت:لأن فرسان التحالف كلهم،وقد عجزوا عن لمس أصبع الملكة،فكيف لبلقيس أن ترضى بفارس نخرت الشيخوخة عظامه، ولم تبقِ فيه حروبُ الطواحين غير الزهايمر والبراميل الفارغة وهذا الجواد المنهك الذي ينتظر رصاصة الرحمة !!اسعد 10

آبار النصوص

كانت تتبعهُ في أزقتهِ.
وكان يفرّ بالنسيان طريداً.
يقرأ في الوحدةِ عن ذبوله مردداً:
قل يا أبتِ،
أيهما مني الماء وأيهما في نهايتهِ
الصرخة سرابي.
ومن يحيي رميم العاشقين على خط
البريد.
الكلماتُ مثل العجلات.
والوجدُ شوارعٌ بطيور.
طالما تتشقق
طالما تتفسخ
وطالما تحمل في ترابها عطر
الجنايات.
تسمرّتْ بين يديهِ،
في موقف شقائق النعمان../
فسألتهُ عن ترف الجنونِ.
وكيف يشرقُ عليه.
آنذاك..
تحركت فوق رأسهِ أسرارهُ،
وصار لمستقبلها ذكرى ما بين تشرد
وسيوف.
غرفة للغرائز
منذ بدء التاريخ العاطفي والشعرُ يكتسبُ أهمية روحية خالصة،ليس باعتباره طوق نجاة أو حبل خلاص من الكوارث ،بل لأنه حبل غسيل يعلقُ الشعراءُ عليه تفجيراتهم وألعابهم النارية،ليشرق تحتها البشر الآخرون ،مفتونين ولو بقيلولة جزئية خالية من الآلام وما وراء النفس من حطام يتناثر في الباطن الإنساني.

بنك الخيال

الحلمُ في رأس الشاعر،
نَوْبةٌ هِستيرية.

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| كريم عبدالله : كلّما ناديتكِ تجرّحتْ حنجرتي.

مُذ أول هجرة إليكِ وأنا أفقدُ دموعي زخّةً إثرَ زخّة أيتُها القصيدة الخديجة الباهتة المشاعر …

| آمال عوّاد رضوان : حَنَان تُلَمِّعُ الْأَحْذِيَة؟.

     مَا أَنْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاهَا الْيَقِظَتَانِ سَوَادَ حِذَائِهِ اللَّامِعِ، حَتَّى غَمَرَتْهَا مَوْجَةُ ذِكْرَيَاتٍ هَادِرَة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *