موفق محمد : فارق بسيط

mowaffaq mohammadأسوداً كان الصمتُ
والعيونُ دامية تنتقلُ بين صورته وجثته
هي ليـــــست جثة
فهنالكَ فارقٌ بسيط
إنما هي قطع غيار بشرية محروقة ملمومة في صرة
تصرخ بين صورته والرماد
الرماد الذي يفرش جناحيه وبنفض قوادمه وخوافيه
ليغرق العراق بالسواد
بين صورته والعباد
عــم تتذابحون ! ؟
عن الخراب الذي فيه ترفلون
بين صورته والبلاد التي كانت بلادا ً
وانفجرت بالزائدة الطائفية
فلا موجة في دجلة
إنما هي جثث تتدافع باحثة عن رؤوسنا
رؤوسنا المحشوة بالظلام الذي تلمع خناجره في عيوننا
بين صورته وصرته
مزنة من جهنم تصهل مبرقة مرعدة
يـــــا إلهـــــــــي …
فيدلهم القتل ويسيل الموت على الأجساد

***********

هذا القبر المرحوم عراق
فتى الأوطان
ناي العالم
يعزف خيرا ً وعلما ً
اُدخل غرفة العمليات قبل خمسين سنة
ولا داع للتفاصيل
لسبب بسيط
فالفراشة لا تحتمل كل هذه البساطيل
ولا تحتمل الأباطيل
ومن جاء يطلب ثأراً وهلم جرا قتل قي يوم 9 \ 4 بالسكتة الطائفية
ولم يسمع أحداً من مشيعيه

*************

حسنا ً فلنفترض
إن العراق غابة تعيش بها ملايين الوحوش
فهل يصبح قتلاها يوميا ً أكثر من قتلانا
نحن الذين خلقنا الله إن كنتم تعرفون في أحسن تقويم

***********

في المقبرة فانـــوس يهذي
والموتى يقلبون بردة الموت
ليعترفوا على آخر صيحات المودة في الميتات القادمة
وهي ليست من تصميم عزرائيل أصلاً
فحين تنفتح الشاحنات في المقابر
ويبدأ العرض يأيمه
فيصعقون من هولها
ويطلبون الرحمة لمن قتلهم رمياً بالرصاص

************

ياسكان العالم
من يرغب منكم في ميتة ما أنزل الله بها من سلطان
فليأت العراق
ففي المناطق الساخنة من ارض الله الواسعة
وكما تعلمون
يقتل الإنسان رمياً بالرصاص
أو بسيف أعمى رفقاً برقبته
أو صاعقاً كهربائياً … عفواً ورد هذا سهواً
أو منشار للاستفادة من بعض أعضاءه
أو طـُبر لنتأكد من جودة حديده
أو ( درين ) ليتنفس القتيل جيدا ً
والى آخره من أطباق الموت الطازجة
أما أن يقتل العراقي بكل هذه الآلات مجتمعة
فهذا والله هو العز الذي تباركه الأمة
( وِچْ يُـــمَه !! )

**************

في مطعم الموت الذي كان في يوم مـــا وطناً
أصر الطباخون المهرة
على أن تكون أكلة اليوم عبوة ناسفة
تقدم لروادها الأبرياء مجانا ً

****************

العراقيون اليوم مثل خبز السبعينات
فهم ينتقلون بحرية تامة من جمر التنور
إلى التجميد إلى فرن الغاز
إشـــلـَع ناقش 21

***************

العراقيون مثل السمك
هذا ماسمعته من مفكري الأمة
مع فارق بسيط جدا ً
فالعراقي مقتول مذموم
لان دماءه لا تشفي غليل ذابحيه

***************************

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| كريم الأسدي : مركبُ الأرض ..

قاربٌ يتحطمُ فوقَ الصخورْ  فيغرقُ طفلٌ ويأفلُ في مقلةِ الأُمِّ نجمٌ ونورْ يريدونَ حريةً وحياةْ  …

| عدنان عبد النبي البلداوي : قالوا  وثَـقْـتَ .

لـكـــلِ قــافــيـةٍ عَــزْفٌ ، تــوَلاّهــا وحُسـنُ مضمونها، إشراقُ مَغْـزاهـا أجـواؤها إنْ حَواها الصِدقُ عامـرةٌ وعَـذْبُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *