أجرى الحوار … صفاء سعدي مزهر المعموري
مارأيك بالممثل العراقي
– الممثل العراقي – طراز راقي ومتفهم لحرفته بالإضافة الى انه موهوب بالفطره ويحترم عمله لكنه بحاجة الى خبرات مكثفة والى توجيهات سليمة من المخرج .
هل تعتقد ان الفنان يصنع ؟؟
تبسم قائلاً ” لا – وهل يصنع الشعر ؟؟ طبعاً لا .. الفنان لايصنع ولايمكن لمعهد او لكلية ان تصنع فناناً , إنما تشذبه وتثريه بالثقافات النظرية لا أكثر , ان عظمة الفنان تكمن في الموهبه الخاصة التي يمتلكها والراسخة في ذاته فالخزين الذهني الهائل من التجارب والمواقف الحياتية , هو القادر على التفاعل في فهم الاجزاء الدقيقة لمفهوم الحوار وطريقة الأداء والإحساس بالتعبير الفني لدى الممثل .
من هو برأيك الممثل الجيد ؟؟
هناك مثلاً ممثلين من طراز ” داتسن هوفمان ” هذا الرجل مبدع مثلاً في فيلم رجل المطر الأهبل , وفلم الشقه الساذج الكوميدي من خلال المواقف , وفلم الجنرال الشديد والصارم الذي لايرحم , وكان في كل فلم من تلك الأفلام كنا نرى ان له شخصيته المختلفة وتتغير من دور الى آخر , بذلك يشعرك ان للشخصيات أهمية كبرى تتفوق عليه كونه ممثل ,
والممثل العراقي أحياناً سبب إخفاقه وضعفه محدودية – نص المؤلف – او ضعف المخرج – فهؤلاء لم يخدموا الممثل ليكون شخصية متطورة .
من هم بريك افضل الكتاب العراقيين ؟؟
حالياً العراق يشهد ميلاد كتاب دراما كبار مثل البارع سعد هدابي والكبير فلاح شاكر والمبدع عمران التميمي والتحليلي علي زين العابدين .. وكثيرون غيرهم .
مارأيك بالسينما العراقية ؟
إذا أردت أن تعرف معنى السينما لدينا فهي ( فن طارئ ) نحن لسنا قادرين على الوصول الى قممه – السينما هي مثل فلم “حرب النجوم ” وفلم ” الحرب والسلام ” وفلم ” رياح الاوراس ” وفلم “كوفاديس ” وفلم ” سنوات الجمر ” وفلم ” باب الحديد ” ليوسف شاهين وفلم ” سبارتكوز ” وفلم ” العزيمة ” لاحمد سالم وفلم ” الاختيار العربي ” ….
فأين هي أفلامنا من هذه الأفلام المتكاملة فنياً ؟؟ إن أفلامنا هي عبارة عن صندوق الولايات الجوال .
مارأيك بالسينما الشبابية الحالية ؟
وماذا تريد مني ان اقول عنها ؟؟ إنها سينما تحتاج الى الكثير الكثير من الفهم السينمائي , أنا لا احترم المخرج الشاب المغرور والمشوش الذي يعتقد بانه شيء , ثم إنني لا احترم عشاق الدعاية الفارغة لأنفسهم , فهولاء نجحوا في صنع (سينما المناسبات ) , وسينما غزل ومجاملة السلطة او سينما الأفكار الهشة التي لاقيمة لها إلا من خلال وجهة نظر المخرج .
مارأيك بسينما الشباب الحالية ؟
هي سينما تحتاج الى سنين من العمل الميداني , وتحتاج الى دعم حقيقي لتنضج , ثم انها سينما مناسبات ومهرجانات وليست سينما صالات عرض جماهيري وشباك تذاكر .
مارأيك بمحمد شكري جميل ؟ كسينمائي ؟
محمد شكري مخرج كان محاصر بأهداف سينما الدولة , وظلموه حين سلبوه حرية اختيار أعماله بنفسه ولذلك كانت أفلامه مرحلية – دعائية لأهداف معينة لذلك عافها الجمهور وابتعد عنها .
هل تقصد انه لاسينما متطورة في العراق ؟
لم اقل هذا – لدينا ثقافة سينمائية ممتازة , ولكن منهجنا العملي السينمائي ليس فيه خبرة أو تجارب ميدانية مدهشة , وفنانو السينما العراقية يعملون بنظريات الثقافة المستقاة من أربع أو خمس كتب لا أكثر , وميدانياً هم يعملون بتقنيات وعقليات سينما الأربعينات القديمة وطبعاً هم لا يشعرون بهذا فلو سئلت أي منهم عن خفايا الكاميرا الفنية لا يعرفون إلا القليل عنها – فمثلاً لا يعرفون أهمية هذا الكم من تنوع ووظائف العدسات السينمائية وتأثيراتها في خلق المشهد الدرامي .
كثيراً ما نسمع عبارة ” الحبكة ” فماهي الحبكة ؟
فنياً : تنطبق على النص ليكون النص بالتالي محاسباً على صغائره وكبائره حتى يظهر بالشكل الجيد والخالي من الهفوات والشطحات الفنية والفكرية والادبية – هذه هي الحبكه – مقياس لترتيب النص نحو اكتماله وكماله .
لماذا لاتعود الى العمل في السينما ؟
وأين هي دور العرض ؟ وأين هو جمهور السينما حتى أعود ؟ وأين هو الموضوع الإنساني الذي سأعمل فيه ؟ ثم هل بقي لدينا جمهور له مزاج ليعرف معنى إنسانية الإنسان ؟ والاسلاميون الذين يُحرًمون الفن ! وبعد هذا تسألني لماذا لا اعمل ؟
هل انت سياسي ؟
السياسة عبارة عن مجموعات فئوية ضيقة تخدم أجندات معروفة , والحزب أي حزب هو عبارة عن قيد وطوق في معصم الانسان لذلك لست سياسياً ولن أكون سياسياً , لكنني أحب الثقافات السياسية المتنوعة واعتبرها كثقافة خاصة بي , كالماركسية والقومية وخصائص نشوء المجتمعات الاشتراكية والراسمالية , وأحب الأفكار الفلسفية والأممية الإنسانية – بصوره عامة – وأحب الله لأنه خالق الجمال وأحب كل ماهو بديع .
سمعنا انك شاعر ؟
عندي أربعة عشر مخطوط ديوان شعري لم تظهر الى الوجود – أفكر بطبعها ولكن يعوزني المال – ولا اعرف موقف الشؤون الثقافية من أشعاري ؟ .
سمعت انك كنت تقرأ كثيراً في السابق , فهل تقرأ في هذه الأيام ؟
لم أعد بحاجة لقراءة المزيد من الكتب – ربما نسيت بعضاً منها او معظمها – ولكنني لم انسى خطوطها العامة التي تركتها تلك الكتب في نفسي وعقلي .
وفي الختام ودعنا الفنان المخرج علي هادي الحسون بمثل ما استقبلنا بطيبته المعهودة
- عن منتدى الإذاعة والتلفزيون