* مسقط
أطفأت المسارح نجومها
وانصرفت الغيوم
الى الحقول البعيدة
والمقاهي
بعيدا عن المفخخات
فأفتح يا(كريم جثير)
ستارة قبرك الخشبي
وانهض الليلة من سكرتك الأخيرة
إنهض
فالحرب لاتزال مشتعلة في (وادي السلام)
والرقاب تقطع على الإسم
واللهجة
وفصيلة الحزن !
إنهض
وقل لبابلو نيرودا إن صادفته في حانة من حانات الجحيم
تعال الى بغداد المغضوب عليها
وانظر الجثث في الشوارع
جثث في الساحات العامة
وخلف الأبواب
جثث في المساجد
جثث في المطاعم
جثث في العمائم
جثث في المزابل
جثث في المعامل
جثث في حروف العلة
وسوق الغزل
إنهض ياكريم
لدي نص جديد
بطله عماد الجميل
عماد الذي لم يبلغ العشرين وجعا
عماد الذي خرج صباحا من دعاء أمه
وعاد من الطب العدلي
بقلب مثقوب
وصدر قد من قبل
وأصابع معصوبة الى الخلف
عماد الجميل
عماد القتيل
الذي لم يجرح نسمة
ولم يضرب إشارات المرور
لم يقطع شارعا خارج المتن
عماد العاشق الذي كان يخطط
لإحتضان وردته في المساء
قتلوه
لأنه كان حليق الذقن
ويلبس قميصا نصف كم
ويتحدث بلهجة الأنهار
لا تحدثني يا (حاتم الصكر) عن غوغول
و” اللاإنسانية في الإنسان ”
ولا تشرّح جثة ( أكاكي أكاكافينش )
أمام العدسات
وأنت تواصل البحث عن وجه (عدي )
في مرايا الذئاب
التي غيبته
قبل أن يشيع الوطن بدقائق !!
فعماد الذي علق دمه
بحائط سهرتهم
لم ينقطع رنين هاتفه
حتى عندما رموه وسط تل الجثث
جثث الهواء
جثث قصائد المتنبي
جثث النشيد الوطني
إنهض ياكريم
إنهض
لا تفكر طويلا
كل شيء جاهز على خشبة التابوت
سنعرض الليلة بلا ديكورات
فالجنازة حفظت الدور جيدا
والرصاص
صار يباع بسعر الهواء
في أسواق الفجيعة
والقماش الأسود يتبختر على الحيطان
والجثث لاتحتاج الى ثلاجة
الجثث لا تحتاج الى تمرين على الموت
الجثث في الهواتف النقالة
وعلى طوبع البريد المستعجل
وتحت جدارية جواد سليم
الجثث في جرار كهرمانة
وكأس أبي نؤاس
الجثث في الكنائس والأجراس
وفي بحة الأنهار
الانهار التي غرقت بالدم
قبل بدء العرض !
——————————————————————————————————————–
كريم جثير مخرج عراقي عاد من المنفى ليعثروا بعد شهور قليلة على جثته في شارع السعدون ببغداد
وعماد هو عماد هاشم عطية قريبي الذي قتل على الهوية بعد يوم من اختطافه في منطقة الفضل ببغداد مع حوالي اربعين شابا كانوا يستقلون شاحنة
و( أكاكي أكاكافينش ) بطل قصة (المعطف ) الشهيرة ل(غوغول )
و(عدي ) ابن الناقد الدكتور حاتم الصكر الذي أختطف قبل عام قرب الحدود العراقية الأردنية وانقطع خبره
نيرودا شاعر تشيلي الشهير الذي لقي حتفه عام 1973 بعد الانقلاب الدموي الذي تم برعاية امريكية على حكومة اليساري سلفادور الليندي وفي أحد المقاطع تناص مع قوله “انظروا الدم في الشوارع “
* عن موقع النور