آسيا رحاحليه : من وحي العقل و الجنون (9)

asiaرسالة وصلتني على الإيمايل :
صندوق الذاكرة ممتلئ …نرجو تفريغه !

رغم قوّة الشمس إلا أنها غير قادرة
على كشف ما بيني و بين الليل من أسرار .

غريبة… كلما كبرنا امتلأت الذاكرة بنا
و نحن امتلأنا …بالفراغ.
كيف تأمل أن ترى وساعة السماء و أنت تنظر إليها من ثقب في الحائط ؟

لو أنّ فكرة التناسخ حقيقة لتمنّيت أن أعود إلى الحياة
في شكل فراشة أو غيمة أو حرف من حروف الهجاء .

حدّثها لساعات طوال عن الحب العفيف..
عن عشق الروح و عن الإنتماء ..
و حين أخبرته أن اللقاء بينهما من ثامن المستحيلات ..
نظرت ..فلم تجده !

الحياة بشعة ..
دائرة مغلقة ..
الموت أجمل..
لأنه بوابة الأبدية.

لا يهزم الموت سوى الشعر .
سأجرّب الصمت فما عاد الكلام
يتّسع لجنوني .

الليل عادل ..
يوزّع الأحلام بالتساوي.. على الجميع ..
الكوابيس من أثر النهار.

الليل حبيبٌ وفيّ..
يلتقيني دائما في الموعد ..
يحمل عني سلال همومي ..
في انتظار فجيعة النور .

تأكّد قبل بزوغ الفجر ..
بأنّ نوافذ القلب ..
مشرّعة .

على حين دمعة ..
يطلّ الليل ..يبتسم لي ..
فأعرف أني لست وحيدة .

منذ ولادتي و أنا هنا ..أنتظر أن أبدأ
و الوقت هنا..ينتظر أن ينهيني .

قالت السكين للخروف :
لولا وجودك أنت ما وُجدت أنا .

نعم ..لنضع النقاط على الحروف ..
و لكن علينا أن نجد الحروف أوّلا !

من حق الليل أن يثور…
فقد شوّهت وجهه المصابيح .
التقينا كسحابتين مشتاقتين للعناق…
لكن فرّقتنا… خيوط الشمس .

الحياة لعبة مثل كرة القدم :
هجومٌ
دفاع
أهداف
فوز
هزيمة
خطوط تماس
ضربات قضاء
بطاقات ، صفراء و حمراء.
ينقصها..فقط ..
الوقت الإضافي و بدل الضائع .
ذاكرة واحدة للتذكّر و للنسيان أيضا ؟
ما أصعب ذلك !
تمنّت أن تغنّي فلم تجد لها صوتا..
غنّت بجسدها فأصبحت فنّانة العرب ..
و العجم !
في البدء كانت الكلمة ..فقط ..
ثم جُنّ الإنسان ..فاخترع الممحاة .
كان سقوطي وشيكًا..
وكنت بحاجة لشيءٍ أتوكّأ عليه..
شكرا .. للحرف.

تكسّرت المزهرية ..
فتيتّمت الأزهار..
مرّة أخرى .

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| كريم الأسدي : مركبُ الأرض ..

قاربٌ يتحطمُ فوقَ الصخورْ  فيغرقُ طفلٌ ويأفلُ في مقلةِ الأُمِّ نجمٌ ونورْ يريدونَ حريةً وحياةْ  …

| عدنان عبد النبي البلداوي : قالوا  وثَـقْـتَ .

لـكـــلِ قــافــيـةٍ عَــزْفٌ ، تــوَلاّهــا وحُسـنُ مضمونها، إشراقُ مَغْـزاهـا أجـواؤها إنْ حَواها الصِدقُ عامـرةٌ وعَـذْبُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *