خضر عواد الخزاعي : رواية “لا الناهية” للروائي صادق جواد الجمل دراسة قيّمة في تأثير العوامل الإجتماعية على الجوانب النفسية للشخصية

????????العتبة الأولى للنص هي عتبة العنوان، و”لا الناهية” في رواية الروائي صادق الجمل والصادرة عن دار المرتضى 2015 . بدت وكأنها عنوان صادم أو جرس تنبيه سنقرؤه موخزاً ومُوقِفاً “Stop ” للكثير من مجريات النص وانسيابيته، لكن من خلال قراءة الرواية سنتعرف على مدى مطابقة العنوان واقترابه من روح النص، أو متنه الحكائي والسردي. الرواية رغم ماضمته من بيلوغرافيا معرفية في توثيق أمهات الكتب التي كانت تزخر بها مكتبة الشخصية الرئيسية مجيد، كذلك يمكن اعتبارها “Biography” ضمت أكبر حشد عرفه المشهد الثقافي العراق خلال فترته الذهبية في منتصف الخمسينيات والسبعينيات من القرن الماضي، فهي رواية أبطال حيث يتقاسم بطولتها الشخصيتان الرئيسيتان مجيد وزوجته وحيدة، ويمكن اختصار “Theme ” ثيمتها الرئيسية بأنها رواية صراعات متعددة، ومن المؤكد ان أبرز تلك الصراعات كان الصراع الذي يمكن أن يوصف بالصراع الملحمي” Epic conflict” بين مجيد بكل ما يحمله من رصيد وإرث ثقافي ومعرفي وتربوي، رغم عدم امتلاكه لشهادة أكاديمية، وبين زوجته وحيدة الفتاة الساذجة ذات الامتداد الأسري والثقافي المتواضع، والتي حرص السارد على أن يقدمها في معظم صفحات الرواية، بطريقة مقترنة بالغريزة والحاجة الجنسية، وخلال أكثر من 156 صفحة من صفحات الروايةبقيّ العنوان الرئيسي للرواية”لا الناهية” مغيّباّ في متون النص، ولم يظهر جلياً إلا بعد أن شارفت الرواية بأحداثها على الانتهاء، فقرئناه ثلاث مرات، الأولى: كانت على لسان وحيدة حين تصف زوجها وهيّ في حيرة من أمره”احتارت وحيدة بزوجها، شيخ مكروه ساكن لا يتحرك،لا يبتسم.ص157″.
والمرة الثانية يأتي ذكر العنوان على لسان السارد”كم من مرة سمعها تستهزيء به أمام جيرانهم..تهز يدها استخفافاً برأيه..تعلمت أن تقول لا في كل ما يقوله حتى صارت لازمة لابد من ترديدها.157″. وهي بالنسبة للسارد قد تملكتها “اللا” حتى في المواقف التي ليس عليها خلاف”ذكرته بصديق عنيد مشاكس لايعرف سوى أن يعترض ..حدثه مرة عن شجاعة وفلسفة الامام علي وشخصيته التي لا يختلف عليها اثنان عاقلان..أجابه بلازمته محتجاً وقال:لا !!!ليس علي مثل ماقلت! بل إنه أكبر مما قلت،المهم أن صاحبه قال لا ووحيدة مثل صاحبه لاتعرف إلا أن تقول “لا”….ص157-158”. والمرة الثالثة والأخيرة والمهمة التي ورد فيها ذكر “لا الناهية” على لسان السارد أيضاً، وهو بطل الرواية مجيد، حين يكتشف في وقت متأخر القيمة الكبيرة لهذه “اللا”، حينما تُقال في وقتها ومكانها المناسبين “التف حوله أولاده والصبي، وضع يده على رأسه وقال هامساً:- لا تسكت ابداً قل لا ولو لمرة واحدة.ص190″.
ماحاول أن يقدمه الروائي صادق الجمل في روايته هذه، شيء أكبر من العنوان الذي بدا محايثاً لروح النص أكثر منه بروازاً معلقاً بين ثنياته أو علامة سيمولوجية تقود إلى دلالات مُجلية لقيمة النص.
العتبة الثانية للنص السردي الذي نحن بصدده، هو المقدمة التأريخية والأدبية التي قدم بها الكاتب روايته بمقتطف من أحدى قصص الأديب الروسي مكسيم جوركي”حكايات من ايطاليا” والتي تتحدث عن محاورة استثنائية جرت بين الملك الأوزبكي تيمورلنك وبين الشاعر أبو العطاء كمال الدين، حين سأله الملك وهو في حالة من السمو والأبهة تفوق الخيال “- بكم تشتريني لو عرضت في السوق؟ – فيجيبه الشاعر كرماني – بخمسة وعشرين ديناراً سيدي..ص10″، وهيّ قيمة الحزام الذي يرتديه تيمورلنك، بعد أن جرده كرماني الشاعر من كل ما يحيط بها من مُلك وخيلاء، مختتماً مقدمته”فليرتفع مجد الشاعر فوق ملك تيمولنك.ص10″وفي هذه المقدمة اشارة كبيرة تُلقي الكثير من الضوء على النص، فنحن إزاء نص سردي يقف فيه المثقف الذي تمثله شخصية مجيد، بمواجهة قوى متعددة، يكون بسببها مضطراً لخوض سلسلة عنيفة من الصراعات المتباينة تستنزف الكثير من فكره وجهده وقوته ووقته وتحوّله في بعض فصول الرواية إلى رجل مجنون، وكان قمة تلك الصراعات، هو صراعه مع زوجته وحيدة”ولكن شيئا جديداً لم يعتده أنها وحيدة التي لم تدعه في تأملاته وقراءاته كانت تتحجج باعذار شتى.كان صراعا عنيفا مدمرا غيّر نظامه مما اضطره أن يبقى في المحل حتى ساعة متأخرة، يقرأ ويلقم الأحرف ليعوض امسياته الجميلة تلك.ص51”. هذا الصراع المرير تتطور في مراحل لاحقة إلى سلسلة كبيرة قيدت مجيد وجعلته عاجزاً حتى بالدفاع عن نفسه أو حقوقه المشروعه كرجل بكل السياقات المتعارف عليها في ذلك الزمان في ان يكون له القرار في إدارة بيته وتربية أولاده،”جاء الطفل الثاني، فسموه sadek aljamalسعيداً،اشتدت عدواته وشعر بمنافس وكم حاولت الأم ان توازن بينهما الا انه كان يشعر شعوراً آخر، وكلما يدب العراك بينهما يترك مجيد مكتبه ويحاول ان يلطف اجوائهما فتترك وحيدة مايشغلها وتركض تأخذهما منه ايغالاً في ضربه بصميم فؤاده وحنان الأبوة..حاول كم مرة أن يستفهم منها السبب وكل عذرها أنها مسؤولة عن تربيتهم ولما حاول أن يعترض قالت له:خليك بشغلك وبكتبك..ذولة ولدي واني اربيهم على ايدي وما اريدهم يشغلوك عن القراءة.ص52-53″. في خضم هذا الصراع المتنامي يمكن ملاحظة الاسباب والظروف التي ساعدت وهيأت لمثل هذا الصراع ونجاح وحيدة في ادارة كفة ذلك الصراع لصالحها، فمجيد لم يكن بالشخصية المثالية، فخبراته الحياتيه لم تكن تتجاوز محيط الدائرة التي وضع نفسه بها، بين البيت والمحل وقراءة الكتب وعلاقاته الكثيرة في الوسط الأدبي وبالتالي فهو كان عاجزاً عن مواجهة التجارب الحياتية الحقيقية التي تنشأ ين الحين والاخر”وكلما ينتابه شعور الغربة يلجأ الى غرفته منعزلاً يلوم نفسه وسلبيته وكيف سيطرت عليه هذه الأمية وغلبته وهو الذي علمته الحياة وقسوتها وكتبه وكراريسه كل تجارب الاخرين.53″ بالمقابل كانت وحيدة ماهرة، في الاستفادة من ذلك الصراع، واستطاعت ان توظفه بنجاح في الحصول على كل ماتريد من زوجها مجيد، مستغلة حاجة زوجها لها في رعاية أمه خلال غيابه من البيت،”حين تركتهم وحيدة وأخذت اولادها وأغلقت باب أهلها عليهم، حار مجيد كيف يدبر أمر العجوز الكسيح المشلولة، وكان يوما عصيباً بقي في البيت يداريها ولم يستطع ان يلبي حاجاتها الخجولة…ومنذ ذلك اليوم صار لوحيدة اليد الطولى تأمر وتنهي ولا يستطيع لامجيد ولا أمه الا تنفيذ رغباتها وأوامرها.ص53-54″ في مرحلة لاحقة يدخل هذا الصراع في منعطف جديد حين يتلبس اليأس وعدم الجدوى مجيد ويسيطر على كل حواسه فيتحول أو تحوله وحيدة إلى رجل مجنون وتعرض مجيد لهذه الحالة مرتين، المرة الاولى:”فجأة انطوى على نفسه …ص114″ كان ذلك في واحدة من صفحات الصراع العنيفة التي خاضها مجيد ووحيدة، ليجد نفسه عاجزاً عن ردعها بوجود أمه وأولاده الذين وقفوا معها كالند، فاستسلم بطريقة عفوية الى حالة من الجنون اخذته معها بعيداً عن نفسه وبيته وحقيقته”كان منظره غريباً على أصحاب المحال والجالسون في المقهى وعلى الارصفة يتسائلون أحقاً هذا الاستاذ مجيد الأنيق الواثق الخطوة! مسربلاً بدشداشةٍ عتيقة ممزقةً ونعالاً!ص115″ ولأن المجتمع الشرقي قد تعود أن يحقق انطباعاته وفرضياته على مايراه لا عما يعرفه ويحلله، فلقد اعتبر الناس مجيد مجنوناً، وهنا يشير الروائي صادق الجمل الى هذه الناحية المهمة في التفكير المحلي القاصر باشارة من مقتبس للعلامة الشيخ جلال الحنفي”تذكر حديث الشيخ جلال الحنفي حين قال مرة:إن كل انسان لو خطا خطوة سريعة أو تلفت كثيراً نعت بالجنون.ص116″.
المرة الثانية التي يجد فيها مجيد نفسه في حالة من الجنون أو يضطر للاستسلام لها، هو في بيتهم الجديد الذي انتقلوا اليه في محلة الفضل، بعد مشادة مع زوجته وحيدة يضطر خلالها الى صفعها بشدة، فما كان منها الا ان ترد له صفعته باخرى اقوى منها، لكنه فجأة ينهار”في تلك اللحظة سمع اصواتاً في الزقاق، لغط وعياط، تذكر الاولاد والملاعين في باب السيف ..انطوى على نفسه واتجه نحو السرير واختبأ تحت الغطاء يرتجف يئن متقوقعاً.ص143″.وكانت هذه المرحلة من الصراع هي المفتتح لما حدث بعدها من أحداث قادت الى نهاية الرواية، حين تسقط وحيدة في فخ الرذيلة مع الشقي رحيم ابو عوف، لا لشيء سوى لاشباع حاجتها الغريزية التي لم يعد مجيد قادرا على تلبيتها في خضم الصراعات والمناكفات المتزايدة، وحالة التوتر التي كانت تصبغ علاقتهما”أصبح مجيد بالنسبة لها حاجة يكمل بيتها مثل اي كرسي أو اي حاجة أخرى كمالية وتغيرت تلك المفاهيم النبيلة التي كانت في يوم ما محترمة الى مفاهيم رذيلة.ص157″.وربما كان من الأسباب التي دعت الروائي الى الاستغراق في كتابة مشاهد kh sadek 2الجنس والاهتمام بها هو لإظهار هذا الجانب المهم من حياة وحيدة الخالية من أي اهتمام، ولقد أفرد لها الكاتب حيزاً كبيرا من النص في الصفحات”29-31/37-39/46-47/68-69/76-77/108-110/ بالاضافة الى اشارات كثيرة عابرة، أخذت النص الروائي بعيداً عن قيّمه الأصيلة في ملاحقة وتتبع حياة مجيد منذ وفاة أبيه حتى ظهوره بالشكل النهائي الذي كرجل سوي.
الزمن في رواية “لا الناهية” كان مهماً إذا ما اخذنا بعين الاعتبار التحولات الكبيرة التي شهدها العراق، والتي عاصرها مجيد في كل مراحله العمرية، وإن كانت الإشارة إليه تتم ضمنياً من خلال ما يقع من أحداث، كان أهمها التهجير الذي تعرضت له الطائفة اليهودي في العراق في العام 1950 وما تلاه مما سميّ “بالفرهود” الذي تعرضت له ممتلكاتهم وما يمتلكون من عقارات، والذي كان سبباً في انتقال اسرة مجيد من الكرخ الى الرصافة بعد شراء المنزل الجديد في محلة الفضل والذي يكتشف الحاج ابراهيم والد مجيد بأن ملكيته تعود الى الفنان العراقي اليهودي صالح الكويتي والذي كان سببا مباشرا في موته في نفس اليوم الذي انتقلوا فيه الى البيت الجديد، وإن لم يكن الكاتب موفقاً ودقيقاً في إشاراته لتك الأحداث من خلال مطابقتها لأعمار شخصيات الرواية، كمجيد الذي كان في ذلك الوقت الذي توفيً فيه والده وهو نفس الوقت الذي تم فيه شراء البيت في الثالث متوسط” اتجه مجيد يؤدي امتحان البكالوريا للصف الثالث المتوسط مكسور الجناح … لن أقدر ياوالدي أن أحقق امنيتك كما أردت.ص23″ وإذا ماعرفنا ان الفنان صالح الكويتي قد غادر العراق في العام 1951فإن مواليده تكون في منتصف عقد الثلاثينات أو بعدها بقليل، لكن الروائي في فصل آخر يشير الى مرحلة مهمة من تأريخ العراق وهيً نهاية السبعينات، خلال عملية انتقال السلطة من البكر الى صدام، ليؤرخ من خلالها، نجاح ولده حميد في امتحانات الثالث متوسط أيضاً”تمكن حميد ان يجتاز الامتحان النهائي للثالث متوسط ، كانت فرحة لاتوصف ففي ضحى ذلك اليوم احتفل بطريقة اذهلت كل السوق … كان الساهرون يستمعون للراديو، فلم تمض دقائق حتى يذيع التلفزيون والراديو أن خطابا هاماً سيذاع بعد لحظات، للرئيس بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة، ظهر الرئيس والقى خطابه وفي نهايته، قال: إنه تنازل عن الحكم لرفيقه ونائبه.94″وفي هذا اشارة الى ان مواليد الابن حميد يعود الى منتصف الستينات، وتكون هناك فترة زمنية غامضة تقارب العشر سنوات ما بين زواج مجيد وميلاد ابنه، لكن الطريقة التي استخدمها الروائي في تضمين التواريخ أو الاشارة اليها من خلال تتبع الاحداث التاريخية التي وقعت في العراق مثل حرب الثمان سنوات والحصار الاقتصادي وتأثيرها في الشخصيات الرئيسية في الرواية، وكذلك في المشهد العام للعراق تأثيراً مباشراً، ساهم في إحداث تغييرات مهمة وخطيرة في مصائر الكثيرين ومنهم مجيد ووحيدة، بالاضافة الى طائفة كبيرة ممن أثروا في الساحة الثقافية العراقية، حيث آثر البعض منهم على مغادرة العراق، فيما صمت البعض الاخر، وقرر البعض الاخر ركوب الموجة الجديدة،”أصبح بعض اصدقائه في واجهة الاعلام وتذكر مجيد أولئك الشباب الذين ما نفكوا ينتقدون حكم العارفين وقاسم والسعيد.132″. ولم يخض الكاتب في تلك التجارب وشخوصها الذين تقلبوا بين معارض ومؤيد خلال تلك الحقب، وأراد لها أن تكون اشارات عابرة حتى لا تأخذ النص الى غايات بعيدة عن ثيمته الرئيسية، لكنه لم يستطع الافلات من سطوتها وتاثيرها على الشخصية الرئيسية مجيد، كما حدثت أو كما خطط لها الروائي نفسه، لتكون تلك الاحداث بما حملته من مرارة وانتكاسات وسلطة مستبدة، هيّ من يفتح له باب النجاة الى مستقر حياته النهائية، بعد أن يتهم بقيامه بتصفية أشقياء المحلة وكذلك هروبه من اداء خدمة الاحتياط، الذي كان سببا في استسلامه لوحيدة، التي كانت تبتزه، من هذا الجانب، وكان لحضور أحمد الشخصية الهامشية، والتي وضعها الروائي في النصف الاول من النص، بطريقة مخططاً لها بما ستفعله في النهاية، وهي تحمل الحلول غير المتوقعة لحياة مجيد التعيسة والمتشابكة، حين جعل منه ضابطاً في الاستخبارات العسكرية، ويطلع بحكم وظيفته على أهم الملفات الأمنية ومنها ملف التخلص من الأشقياء الذين كانوا يستحوذون على مقدرات ومصائر الناس في المحلات التي يعيشون فيها، “جماعتنا همه وراء تصفيات الاشقيائية وصفحتهم انتهت من زمان، ولم يعد هناك شقي يسشكل خطر والدولة والدولة استفادت من مقتل ابو عوف وتركتهم يتقولون عليك والدولة تعرف انت بريء من دمه.ص185”. مما يمهد الطريق لعودة مجيد لممارسة حياته الطبيعية بعد أن آثر الهروب والاختباء لسنوات بعيداً عن بيته وأولاده، لكن هذه المرة يكون في موقع قوي اتاحته له السلطة، فيعود ليلقي درسه الأخير على جيل جديد لم يدخل بعد معترك الحياة، ليعلمهم أهمية ان تقول “لا الناهية” في وقتها المناسب وان لاتهرب من المواحهة مهما كانت قوة الخصم.
في رواية “لا الناهية” حاول الروائي صادق الجمل أن يقدم قائمة طويلة من رموز الحركة الثقافية في العراق في أخصب فتراته بين الخمسينات والسبعينات، كالجواهري ومحمد مهدي البصير وجبرا ابراهيم جبرا وغائب طعمة فرمان وفؤاد التكرلي وحسين مردان وعبدالامير الحصيري وبلند الحيدري وذنون ايوب وجلال الحنفي، وتوثيق مهم لأمهات الكتب التي كانت تزخر بها مكتباتنا المحلية كدواوين المتنبي وابو فراس والمعري وابو نؤاس ومقدمة ابن خلدون ونهج البلاغة وكتاب الأمير لميكافيلي وكفاحي لهتلر ومذكرات الجادرجي والسويدي ومسسز بيل وكتب افلاطون وسقراط وارسطو والتوراة والانجيل والقران وسيرة الخلفاء وروايات فكتور هيجو وبلزاك ومحمود احمد السيد وعبدالملك نوري وغيرها الكثير مما كانت تعمر به مكتبة مجيد.
تكمن القيمة الكبيرة في رواية “لا الناهية” في هذا التناغم العفوي الذي تتم فيه أحداث الرواية وإدارة حبكة صراعتها المدوّية من خلال إسقاط العامل الإجتماعي كأداة مهيمنة في فرض حضورها على الشخصيات الرئيسية، وكذلك ما حفلت به الساحة العراقية من أحداث خطيرة كانت المحرك الرئيسي في حسم تلك الصراعات وتوجيه مصائر الناس بالطريقة التي كانت تتم بها إدارة تلك الصراعات، ولقد نجح الروائي صادق الجمل في قيادة دفة روايته وعبورها تلك المنعطفات الخطيرة لتستقر في النهاية التي أرادها لها.

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| مهند النابلسي : سينما ارتجالية وشهرة مجانية وشخصيات سطحية:وصف دقيق لتحفة ترفو”الليلة الأمريكية”-1973/الفيلم الفائز باوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام:1974 .

*يلعب Truffaut نفسه دور مخرج سينمائي يُدعى Ferrand ، الذي يكافح ضد كل الصعاب لمحاولة …

| عبدالمجيب رحمون : كيف نتواصل بالحكي؟ أو الرواية والحياة عن رواية “عقد المانوليا”

لماذا نقرأ؟ وكيف نقرأ؟ هذان السؤالان الإشكاليان اللذان طرحهما الناقد الأمريكي “هارولد بلوم” لم يكن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *