البشرُ لغةٌ تُكتَب عموديّاً
كلماتٌ واقفةٌ نحن
لذا أيّها الحطاب
إنتبه لكل هذا الموت
إنه يكسر اللغة !
نحن الموتى كلماتٌ نائمة
خطٌ أفقي
فراغٌ نشاز بين ناطحتي سحاب
مكانٌ تتجمعُ فيه الأخطاء
التي يرفضُ أن يتبناها أحد !
نحن الموتى أغنيةُ الريح
لا صوتَ لا موسيقى
ننبحُ في حظيرة حيواناتٍ نافقة
نستجدي غصناً أن يميل قليلاً
لتعرف الشجرة
إن روحاً تتدلى منها كثمرة
و إن المنجل الذي يحصدُ البشر
لن يعرف أبداً كيف يقطف روحاً !
نحن الموتى نتكدّس في الغرف المدوّرة
مثل زاويةٍ لن يعثر عليها أحد
غير أن كلماتنا المكسورة حادة
جرحٌ في المعنى
هذا كلّ ما نستطيعُ أن نكونه !
نحن الموتى بذورٌ صامتة
لن نفهم أبداً
لماذا تُجازف بزارعتنا
أرضٌ تصرخ !
نحن الموتى لن يتذكرنا أحد
ربما نحن أيضاً لن نتذكر أنفسنا
لكن ،
حين يُواجه أحد الأحياء
صعوبةً في إسترجاع مواعيده الهامة
أرقام هواتفه
فصيلة دمه
أو حتى تأريخ ولادته ،
سنتيقّن أننا ننمو
من داخل قبورنا
و من خارجها أيضاً !
نحن الموتى نجعل لسان الحياة مشلولاً
فكما يعرف الجميع
الكلماتُ الميّتة ثقيلة !
أنا مثلاً
لن تكفيني دقيقةُ حدادٍ واحدة
كلمةٌ طويلة كنت
و صمتٌ أطول سأكون ..
نحن الموتى سنعاتب الله
هل كان حريّاً بك
أن تكتبنا
في هذه الصفحةِ
تحديداً ؟
نحن الموتى لا نعرفُ الكثير عن الموت
لكننا نفهم جيداً
إنّ كل هذا التراب فوقنا
حبرٌ أبيض
يُحاول محوَ آثار كلمةٍ خاطئة !
زينب حامد سرمك
كلمات جميلة وتعبير اروع