علي رحماني : انشودة الساتياغراها

ali rahmani((ان اللاعنف هو اعظم قوة متوفرة للبشرية…..انها اقوى من اقوى سلاح دمارصنعته براعة الانسان ))
المهاتما غاندي…..

قرأته في بغداد
وشاهدته حيا في مدن الهند
يعلمهم كل يوم كيف تكون الحياة
انه المهاتما
**((Mohands karmamachand Gandh))
هو الروح الاعظم والمعنى الاشمل للوجود
أو كما يردد ه الهنود
ذلك الرجل البسيط الذي كنا نقرؤه,
في كتب اللغة الانكليزية في مدارسنا
ونستشهد بمسيرة الملح وانتصاره في النهاية
ليكون رمزا للاعنف بكل مكان
……….
رايته يحكم شبه القارة الهندية كلها
بتنوع مللها واديانها واطيافها
ويقود امة عجيبة التركيب
وجدته هنا في الجنوب الشرقي
…. في ((بمبورا ))الخضراء
وعيون البسطاء و قلوبهم الراعفة
في الساحات والحدائق العامة
ومزارع القصب وشطوط الجاموس
و كل الاسواق الشعبية واماكن الهنود كلها
في التعامل و العملات
في الجوامع والكنائس والمعابد والصوامع
والحدائق والساحات …..و….و…
((وجدت اسلاما ولم جد مسلمين ….!!))
……..
في شوارع ((بيجاوادا ))المترامية الاطراف
و((كانتور ))المكتضة بالخضرة والناس
المجمع السكني مع الطلبة الاجانب وعوائلهم ((IJM))و
حتما سيأخذ الغرباء بعضا من حكمته
ويحملونه بكتبهم الجامعية حين يرجعون
…….,
المدن الهندية على بساطتها
تفتح ابوابها للأجانب من كل حدب وصوب
من الشمال والجنوب والشرق والغرب
يقرأون فقرهم وتواضعهم
هكذا علمهم ان يتفتحواكزهور الجبال
في ((الرامايانا والمهابهارات))*
يرحبون بأبتسامة طاغور العظيم
……ومحمد اقبال شاعر السلام
ويستقبلون الطلبة الاجانب بجامعاتهم الرصينة
………
في الاحتفال الجامعي البسيط الذي اقامته ((نكرجونا ))
شاهدت صورة المهاتما تتنقل بين المدعوين
رأيته متوسما ((الدوتي والشال ))
وابتسامته التي ترصد نظارتيه
كان يحدثني عن بساطته
وعشقه للحرية والبناء ومجد الفقراء
ادهشني بقوته الكامنة وبساطته الحالمة
فاخبره عن صعوبة بغداد
وحروبها القائمة بسياراتها المفخخة
وانتهاكاتها الدائمة وصراع طوائفها
والموت الذي ينتظر الطرقات فيها
فأعرف اني انتبهت
الى وحشتي في الطريق
وقلة زادي وعناء سفري
وأضطر للبكاء والرغبة بأنعزال غريب
كنت اتمنى ان نأخذ شيئا من حكمته
……..
لم اجد للمهاتما ابهة
اوحمايات ولا قصورا محصنة
فلم يستخلف غير هذا الصفاء
وهذي القلوب المجنحة بالصبروالكبرياء
……
ليس ثمة غير ضريح بعيد
تمنيت ان أزوره او اضع اكليل ورد عليه
وأحيَ روحه السامية تحية المؤمن به
هذا الرجل العجيب البسيط المتعفف
الخالد في قلوب الهنود النابض في كل وجود
الذي قاد ثورات الهند الكبرى حتى ثورة الاستقلال
وحملات تخفيف الفقر وزيادة حقوق المرأة
و ناضل ضد التمييز العنصري والاضطهاد العرقي
منذ ان كان في جوهانسبرغ او في ايطاليا
او في المملكة المتحدة وحتى وجوده في الهملايا
ليوحد شعوبا في امة واحدة…. عجيبة التركيب
كيف كان ذلك …!!؟؟…..
هذا السؤال الذي احمله لبلادي
التي تغرق في بحر صراع الظلمات
وانهار الدم واشتداد الازمات
اذ تتشتت وهي واحدة في لغتها ودينها ومصيرها
تمزقها الاحقاد والضغائن وياكلها التخلف والخوف
وينهش قلبها العنف و الفساد
وليس فيها رجل مثل هذا الحكيم العظيم
هذا الذي عرف تأريخنا وتتقمص روح اجدادنا وانتقى الأقتداءَ
هذا الرجل العجيب النحيف …كان يؤمن(( بالساتياغراها))*
يرفض العنف…ويشهر الحق لينتصر بالنهاية من دون سلاح
هذا الناسك الزاهد القائد الصادق
تجاهلوه …وحاربوه …واضطهدوه…
وحاولوا قتله مرات ومرات واخيرا فاوضوه
لينتصر وتنتصر ارادة الحق في الحياة
……
لم تقتله طلقات ((ناتورم جوتسي))*1
لقد عاش في القلوب والكتب الجامعية
وكراريس الاطفال وقبعات الجنود وعمامات العمال
وشالات النساء ورداء الفلاحين
وصباحات ((الاوتوو))و((الركشات.))و((الباصات))*2
والاعلانات وبرامج الانتخابات
هو الان بكل المدن الهندية يمشي
ويشاركهم موسم الانتخابات
وينافسهم بل يشاكسهم لعبة الفوز
وهم ينتظرون التحدي به
……
لم يغيبه الموت ولاالحرق
فهو الان يطير كالرذاذ
في صباحات ضباب نيودلهي
وفي مساءات بومباي الصاخبة
((Gandhوفي كل مكان يعرف معنى ((
غاندي الخلود /وغاندي الوطن /غاندي الهنود
هو لا ينسى ابدا
لقد صار دستورا للجميع
وصار رمزا للحرية والانعتاق والتوحد
وهو الان يحكم العالم بمبادئه الى يوم يبعثون
ويعشقه المظلومون بكل زمان و مكان
…………………….
…………
_____________________________________________
**الاسم الشائع للمهاتما
**((الرامايانا والمهابهارات ))أقدم واروع الملاحم والاساطيرالهندية أوملحمة الاله راما وهي آخر كلمة نطق بها المهاتما *
((الساتياغاراها)) …. فلسفة اللاعنف وهي كلمة سنسكريتية قديمة معناها قوة الحقيقة حيث ان ((ساتيا)) تعني القوة وغراها تعني الحقيقة وقد قام غاندي بتسويقه م لهذا المفهوم بربطه بين الحب والحقيقة باذرا بذلك البذرة الاولى لحركة شعبية توسعت وتعددت وسائلها السلمية لينحني لها العالم بأحترام وما احوجنا في عراق اليوم لتلك فكرة العظيمة …
الاسماء بين الاقواس لبعض المدن الهندية
ناتورم جوتسي))… هو قاتل المهاتما))*1
وسائل النقل في المدن الهندية

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| كريم الأسدي : مركبُ الأرض ..

قاربٌ يتحطمُ فوقَ الصخورْ  فيغرقُ طفلٌ ويأفلُ في مقلةِ الأُمِّ نجمٌ ونورْ يريدونَ حريةً وحياةْ  …

| عدنان عبد النبي البلداوي : قالوا  وثَـقْـتَ .

لـكـــلِ قــافــيـةٍ عَــزْفٌ ، تــوَلاّهــا وحُسـنُ مضمونها، إشراقُ مَغْـزاهـا أجـواؤها إنْ حَواها الصِدقُ عامـرةٌ وعَـذْبُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *