لأن الأمر صعب
خُطَّتْ خلف لجنة التحكيم الموقرة المؤلفة من إمرأتين ورجل، يافطة كتب عليها شعار المسابقة “ليست الحقيبة مجرد وسيلة تضعين فيها حاجياتك، بل هي عنوان الاناقة والانسجام”. حيث كان على المتسابقات أن يبرهن عن أعلى إنسجام وإستخدام للحقيبة لاظهار جمال المرأة وتغطية عيوبها بما يجعلها جزءا مكملا لاناقتها وإنسجامها مع شكل جسدها:-
المتسابقة الاولى
فتاة في العشرين من عمرها.. حسناء الوجه لكنها طويلة ونحيلة.. دخلت القاعة وهي تعلق على كتفها حقيبة متوسطة الحجم لكنها جريئة الشكل ومثيرة، تعمدت أن تكون حمالاتها قصيرة لتبقى قريبة من وجهها، فتخلق لوحة جميلة تجلب إنتباه أعضاء اللجنة الذين تبادلوا نظرات ذات مغزى وكتبوا شيئا.
المتسابقة الثانية
إمرأة قاربت الثلاثين ذات قامة تشبه ثمرة الكمثرى…
دخلت القاعة بخطى واثقة، وهي تعلق على كتفيها حقيبة تميل للكبر، تستقر على نتوء خصرها، لتشكل مع كتفيها خطاً يغطي على وركها العريض ويعطيها تناسقا أفضل بين مناطق الجسم جذب انتباه اللجنة التي تبادلت نفس النظرات وكتبت شيئا.
المتسابقة الثالثة
فتاة في العشرينات من العمر.. رشيقة القد لكن الجزء العلوي من جسمها صغير وقصير مقارنة بالجزء السفلي.
دخلت القاعة وهي تعلق على ذراعها حقيبة صغيرة، تركتها تتدلى الى اسفل منطقة الورك لتخفي عدم التوازن في جسدها وتبدو في نظر اللجنة أنيقة ومنسجمة.
فتبادلت اللجنة ذات النظرات وكتبت شيئا.
المتسابقة الرابعة
فتاة رشيقة أخرى في العشرينات.. يكاد جزئي جسدها ان يتساويا.. دخلت القاعة وهي تحمل على كتفها حقيبة صغيرة تعمدت أن تصل بها حمالتها لتغطي أسفل الخصر وأعلى الورك، وتغطي بذلك حالة التساوي ولتبدو أنيقة وأكثر إنسجاما أمام اللجنة التي تبادلت ذات النظرات وكتبت شيئا ايضا.
المتسابقة الخامسة
إمرأة في الثلاثين تملك قامة طويلة ممتلئة لحد ما مع ردفين كبيرين.. دخلت القاعة وحقيبة صغيرة ملونة بحمالات طويلة ورفيعة تتدلى من كتفها لتستقر على طرف الخصر ولتجذب بألوانها الانتباه الى الردفين وتبدو أمام اللجنة أنيقة ومنسجمة أكثر..
فتبادلت اللجنة النظرات نفسها وكتبت شيئا..
وعندما حان موعد إعلان النتائج تداولت اللجنة في ما دونته من ملاحظات، وسلمت مقدمة البرنامج نص القرار.. حيث ابتسمت وقالت أن اللجنة تركت القرار لاصواتكم لأن الامر صعب.
تساؤلات
تطلعت إليهما العيون بشيء من الاستغراب والتساؤل، وهما تسيران على ناصية الشارع أمام فرن الصمون الكبير في ذلك الحي، بالبنطلون والبودي على خلاف نسوة الحي اللواتي يأتين بملابس البيت لشراء الصمون أو الخضار، وهن يحملن بعض الاوراق النقدية المحسوبة سلفا.
ولعل مصدر الاستغراب والتساؤل الذي أطل من عيون الواقفين في الشارع والذي انطوى على إعجاب مبطن بهما، يعود الى أنهما لم تكونا تحملا شيئا، حتى ولا حقيبة نسائية.. مما دفع الواقفين الى التساؤل عن سبب وجودهما في الشارع دون هدف.. لكن وجهي الفتاتين كان يشع بهجة وعيونهما تلتمع بفرحة غامضة، وهما تحسان دون تطلع بهذا الاستغراب والتساؤل.. ولما نكصتا عائدتين في الاتجاه المعاكس رفعت إحداهما يدها بمفتاح سيارة وجذبت بإشارة فتح الابواب الضوئية