لم نكنْ أذكياء بما ينبغي
لنقدّم ولاءنا المطلق
إلى النخلة.
انشغلنا بأدويةِ ضغطِ الدم
ومُسكّناتِ الألم.
لم نكنْ أذكياء، إذن،
رغم أننا نعرفُ بهدوءٍ لا يسبقُ العاصفة
أنّ النخلةَ رمز الله
بل هي فاتحة قصيدته الغامضة.
وهي صورة حرفه
وبوّابة نقطته
وبيت نبيّه
وسكينة مريمه.
انشغلنا بأخبارِ الفيضان
وأسماءِ مدنِ الزلازل والنكبات
وأسعارِ العملاتِ وعُري النساء العجيب.
وحدّقنا كثيراً في تيجان الملوكِ الظَلَمة
وقصورِ شعرائهم السَفَلة.
كنّا أرضيين تماماً،
واأسفاه,
ولم نرفعْ الرأس
لنرى النخلة
ببهائها السحريّ
ولطفِها الإلهيّ
وبركتِها الأموميّة
وحنانها الأخضر
ورطبِها الذهبيّ
إلا في آخر لحظة!
أديب كمال الدين : النخلة ..
تعليقات الفيسبوك