تزخر الساحة الشبابية بالعديد من الاصوات التي تحاول تكريس هويتها في مجال الانشاد الديني الذي هد إزدهارا في السنوات القليلة المنصرمة ويبدو ذلك واضحا ً من خلال ما تبثه الفضائيات من أناشيد دينية تنوعت طرق الاداء فيها واختلفت مديات تأثيرها على المتلقي الذي يعود له الحكم في النهاية ، والمعروف عن الانشاد الديني هو الاداء الذي له سمة دينية كالعشق الالهي ، أو مدح الرسول ( ص ) والوجدانية والملكوت الاعلى وغير ذلك من الاغراض والموضوعات الروحية ذات البعد الوجداني ، ولاشك أن تلك الموضوعات قابلة للتعديل والتغيير وفق حاجة المجتمع ، وبالتأكيد يعاني المجتمع الآن من ثمة تصدعات فكرية واجتماعية ويعيش حالة من فوضى الذوق ، لذا تبرز الحاجة الآن لإنتعاش هذا النمط من الاداء الصوتي الذي له بالغ الأثر على أذن المتذوق الذي هو بحاجة الى الاستماع لمعاني إنسانية ووجدانية ترسخ قيم الايمان والجمال والحب بين شرائح المجتمع ، والمعروف أن من يتصدى لهذا اللون من الاداء من ذوي الاصوات الجميلة الجذابة وفي إطار الحديث عن هذا الموضوع لابد أن نتوقف هنا في مجتمع جاليتنا في ميشيغن عند صوت المنشد الشاب فراس الخيال الذي أثبت تميزه وحضوره في عدد من المناسبات التي أحياها في أمريكا وكندا ، حيث أحيى عددا ً من المناسبات الدينية التي كانت فرصة مناسبة لهذا الصوت الجميل الذي يتمتع بقدر أدائية جيدة من خلال مساحته الجيدة التي تتيح له تنويع مساحات الاداء ، لاننا نعرف جيدا ً أن من مميزات الانشاد الديني هو الابداع في الاعتماد على الحناجر البشرية مع محدودية تدخل الآلات الموسيقية التي يستعيض عنها المنشدون بجمال أصواتهم ومنهم منشدنا المبدع فراس الخيال الذي طرح مؤخرا ً نشيدا ً دينيا ً جديدا ً بعنوان ( يا إلهي ) الذي يمثل لونا ً من ألوان العشق الإلهي الذي يعكس تجليات حب الخالق وجمال صفاته وعدله وحاول منشدنا المبدع فراس
الخيال القادم إلينا من بغداد تلك المدينة التي صقل فيها موهبته على يد أساتذة متخصصين بالانشاد الديني وذوي باع طويل في ذلك المضمار عبر سلسلة من الانشطة الانشادية التي قدمها هناك خلال مناسبات مختلفة ، حاول تجسيد تلك المعاني عبر أداء صوتي هادئ جسد الابعاد الروحية لمعنى النشيد وبدى كأنه في وقفة مناجاة مع الخالق ، وبعد أن أثبت كفاءته الصوتية في هذا المجال يعكف المنشد فراس الخيال على دراسة بعض النصوص الشعرية بهدف تقديمها للجمهور ، وفي سياق الحديث عن الانشاد الديني فتخبرنا كتب التراث أن هذا النمط من الأداء الصوتي تعود بداياته الى بواكير الدعوة الاسلامية على أيدي مناصري الرسول محمد ( ص ) الذين عبروا عن حبهم ومؤازرتهم عبر ما جادت به أصواتهم من مديح لحضرة النبي ( ص ) أما اليوم وبعد هذه القرون الطويلة فقد مر الانشاد الديني بمراحل وتطورات استجابت لمتطلبات العصر وحافظت على عنصر الاصالة وروح التراث ويحاول منشدو اليوم ومنهم منشدنا المبدع فراس الخيال الابتعاد عن النمطية وخلق مساحات جديدة من الاداء وتنويع طرق الاداء وتطوير قوالبه ولاشك أن الانشاد الديني له طرائقه الكثيرة ومدارسه التي تخلتف من بلد لآخر وتعد مصر وسوريا والعراق من أهم البلدان العربية التي إزدهر فيها الانشاد الديني .
قاسم ماضي – ديترويت
قاسم ماضي : المنشد فراس الخيال يشدو للسلام والمحبة
تعليقات الفيسبوك