هزبر محمود : غريب آخر على الخليج (ملف/3)

hazbarتَـجِئُ الـىٰ شَمْـسٍ ،يُـغَـازِلُـهَـا الظِّـلُّ
تُـفَـتِّـشُ عَنْ ضَـوْءٍ وَظِـلُّـكُ مُحْـتَـلُّ

تَجُـرُّ صَـلِيْـبَـاً كَانَ يُشْـبِـهُ تُـهْـمَـةً
وَلَسْتَ مَسِيْـحَـاً ،مِثْـلَمَـا ظَنَّـكَ الكُلُّ (2)

تُـوَاعِـدُ أَشْـيَـاءً .. تُـوَاعِـدُهَـا غَـدَاً
وَحَتَّىٰ إِذَا جَـاءَتْ فَـأَنْـتَ غَـدَاً كَـهْـلُ

وَأَصْـوَاتُـكَ الأَحْـيَـاءُ تَـعْـنِيْ بَـقِـيَّـةً
لأَنَّ الـذيْ قَـدْ ظَـلَّ مَـاتَـرَكَ الـقَـتْـلُ

وَمَـا زَالَ شَـئٌ يُـوْقِـظُ الطِّـفْـلَ بَـاكِـياً
فَـمَـاكَـفَّ ذَاكَ الشَّـئُ أَوْ هَـدَأَ الطِّـفْـلُ

وَأَيُّ ٱخْـتِـلافٍ بَـيْـنَ شَـئٍ وَنَـفْـسِـهِ
يُـرِيْـكَ بِـأَنَّ الـدَّمْـعَ بِالدَّمْـعِ يَـبْـتَـلُّ
عَـجِبْـتُ لِـوَادٍ ظَـلَّ يَحْـضِـنُ نَـمْـلَـهُ
وَكَـمْ مَـرَّ مِنْ جَـيْشٍ وَمَـاتَـعِبَ النَّـمْـلُ

ولاتَـعِـبَ العُـشَّـاقُ واللـيْـلُ عَـاجِــزٌ
عَـلَىٰ مَنْ ،عَـدَا العُـشَّـاقِ، يَتَّـكِئُ اللـيْلُ؟!

تَجِـئُ بِـصَـبْـرٍ فَـوْقَ حَـاجَـةِ غُـرْبَـةٍ
الـىٰ غُـرْبَـةٍ ،كُـلُّ الـذينَ بِـهَـا أَهْــلُ

كَـعَـيْنٍ يَـظَلُّ الـحُـزْنُ يَخْـزِنُ تَحْـتَـهَا
بُـكَـاءً لِيَـوْمٍ فِـيْـهِ يَـرْتَـحِلُ الكُـحْـلُ

تَرَىٰ فِيْ الـخَلِيْـجِ ، الآنَ ، قَارِبَ :(مَرْحَـبَـاً)
بُـمَـوْجِ شِـفَـاهٍ ،لَيْسَ يُـدْرِكُـهَا عَـقْـلُ

وَأَنْـتَ جَـلَبْـتَ الصَّـبْـرَ، صَبْرَكَ كُـلَّـهُ
فَـلَيْـتَكَ قَدْ أَبْـقَـيْتَ صَبْـرَاً لِمَنْ ظَـلُّـوْا

لأَنَّ لِـمَنْ ظَـلُّـوْا مَـتَـاعِـبَ ..وَزْنُـهَـا
ثَـقِـيْلٌ وَهُـمْ نَـاسٌ قُـلُـوْبُـهُـمُ رَمْـلُ

لِـذَا ،كَمْ تَـصِـيْرُ الرِّيْـحُ كَـفَّ قُـلُوْبِهُمْ
تُـعَدِّلُـهَـا مِنْ بَـعْـدِ مَـادَاسَـهَـا رَتْـلُ

وَتَـدْريْ بِــأَنَّ الـرَّمْـلَ إِبْـنٌ وَأُمُّــهُ
مَسَامَـاتُ جِلْـدِ النَّـخْلِ وَالشَّـاهِدُ الشَّكْلُ !

وَتَـدْريْ بِـأَنَّ النَّـخْلَ يَـفْـعَلُ فِـعْـلَـهُ
فَـقَدْ كُـوِّرَتْ ذِيْ الأَرْضُ لَمَّـا سَمَا النَّـخْلُ !

* ** ** ** ** ** ** ** *

وَتَـبْـحَثُ عَنْ وَقْـتٍ لِـتَـرْجِعَ سَـاعَـةً
لِمَنْ نَـزَفُـوْا حَتَّىٰ ٱرْتَـوَىٰ السَّـهْلُ وَالتَّـلُّ

كَـلَـوْنٍ بِـأَثْــوَابٍ ،أَرَدْنَ بَـيَـانَــهُ
وَذَاكِـرُةُ الأَثْـوَابِ أَتْـعَـبَـهَـا الغَـسْلُ

تُـفَصِّـلُ مِنْ لَـيْلِ الـخَـلِـيْجِ ظِـلالَهُمْ
وَتَـصْمُتُ خَوْفَـاً أَنْ يُخَـفِّـفَـهَا القَـوْلُ

وَتُـوْقِدُ نَجْـمَـاً كَيْ تُـزِيْـدَ حُضُـوْرَهُمْ
وَتَـنْسَىٰ بِأَنَّ الضَّـوْءَ لَـيْسَ لَـهُ فَـضْـلُ

بَـلِ الفَـضْلُ لِلْنَّـزْفِ الذي كَـانَ مِنْـهُمُ
فَقَدْ نَـزَفُـوْا حَتَّىٰ ٱرْتَـوَىٰ التَّـلُّ وَالسَّـهْلُ

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *