حوار / سناء الحافي
في عدد اليوم بصحيفة ( الحقيقة ) يتجدد الموعد مع الشعر و الأدب لنستضيف على مائدة الحوار شاعرا استثنائيا ،عراقي الروح حدّ القداسة…و الابن البار لوطنه، امتلك براعة الكشف عن مكنونات ذاته وذاكرته اللتين تشيان بأن مايختزنانه اكثر مما انسكب منهما ،وهو انسكاب يوحي بفخامة صاحبه و قداسة حرفه بلاشك..ففي حديثنا معه امتزج الشعر بالفلسفة والفكر ليضعنا في مسار يقودنا الى أسئلة أخرى ليؤكد لنا أن جذوة الشعر لا يمكن أن تنطفئ في شاعر حقيقي ..وهذا لأنه شاعر اثبت رسوخ تجربته في المشهد الشعري العراقي
ضيفنا الشاعر هزبر محمود…أحد الأسماء اللامعة في مسابقة أمير الشعراء في دورته الخامسة ، وضع بصمته الخاصة و رسم بأصالة قصائده لوحات تتداخل فيها الأنا و الهو امتزاجا بألم المشهد و حسرة الواقع …هزبر محمود حاصل على شهادة البكلوريوس في الهندسة المدنيه من جامعة الموصل, فاز بالمركز الأول في مسابقة شاعر الحرية لقناة الجزيرة القطرية و اعتلى عرش الشعر في مناسبات عدة خلال حياته الدراسيه والوظيفيه,أذ حصل على ثلاث عشرة جائزة في مسابقات متنوعه في العراق وخارجه , سبع منها في المرتبه الأولى, و حصل كذلك على المركز الثالث لمسابقة قناة المستقلة
و على اثير الكلمة الرصينة و الروح الصادقة رغبنا أن يكون اللقاء احتفاءً به واستقراءً لتجربته الأدبية لخير ما نفيد و نستفيد بهذه القامة الأدبية الرائعة فأهلا و سهلا به بيننا…
الشاعر هزبر محمود …نرحب بك في أروقة الحقيقة و نبدأ حوارنا معك من رحلة أمير الشعراء ..كيف بدأت و ماذا أضافت لك على المستوى الأدبي و الشخصي ؟
شكراً لضيافتكم ولتدم الحقيقة.
بخصوص (أمير الشعراء) وما أضافته على المستوى الأدبي والشخصي لي فاعتقد إن الشاعر وأي أديب ليس من السهل أن نفصل بين جانبه الأدبي والشخصي كونه كتلة واحدة ووجهاً واحداً وبالتالي فما يضاف الى جانب أو مستوى منه يظهر تأثيره على كل الشاعر أو الأديب .
أما بخصوص ما أضافته لي (أمير الشعراء ) فإنها أضافت لي إبتسامتي فرح كبيرتين، الأولى إبتسامتي حين نلتُ التأهل ببطاقة لجنة التحكيم الى دور ال(خمسة عشر شاعراً) والثانية حين نالها غيري في الدور التالي ورأيت أسف جمهور الشعر الحقيقي على مغادرتي المسابقة (مع تحفظي على تسميتها مسابقة) قبل دورها الأخير ولمسته في الوجوه التي عانقتني والرسائل التي تلقيتها ومازلت حتى الآن ، بمعنى أنها أخبرتني أن للشعر أهلاً ينحازون للشعر فقط والمسابقة قدمتني لهم وهذا مايطمح إليه كل شاعر.
المسابقة تجعل الشاعر يعيش لحظات الفروسية التي لايمكن ان يجدها في غيرها ، أعتقد أنه شعور لايختلف كثيراً عن شعور عنترة وهو يصول في سوح الوغى والرماح نواهل منه وبيض الهند تقطر من دمه.
نبقى مع تفاصيل المسابقة التي يرى البعض أنها مسابقة تسويقية و تجعل من الشاعر مادة اعلانية بقدر ما هي ثقافية تهدف الى خدمة الأدب و دعم الشعراء ….هل هزبر محمود مع صحة هذا الاعتقاد؟ و ان كانت الاجابة بلا ( أنها لم تصنع شاعراً ) ….هل ترى أن هزبر محمود سيكون حاضراً أكثر من خلال أعماله و إنتاجاته ؟
أعتقد إني سوف أطيل قليلاً لأن سؤالك يحمل أكثر من سؤال ،وسوف أوضح أمراً مهماً بخصوص (أمير الشعراء) وربما لايعلمه إلا من وصل حلقات البث المباشر للبرنامج
وبإختصار إننا يجب أن نفهم إن (أمير الشعراء) هي برنامج تلفزيوني أكثر من كونه مسابقة شعرية وهذا ما أثبتته المواسم الخمسة التي إنقضت .
وهذا البرنامج تشترك فيه أربع جهات هي:
الأولى: (هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة) وهي جهة ثقافية عليا في أبو ظبي وقد اخذت على عاتقها دعم المسابقة دعماً كبيراً من أجل إظهار الكرم الكبير الذي تتحلى به إمارة أبوظبي ودولة الإمارات .
والهيئة توفر كل عناصر نجاح البرنامج وتعامل الشعراء معاملةً قائمة على الإحترام الكبير لاتختلف عن معاملة رؤساء الدول حين يكونون ضيوفاً على الإمارات منذ إستقبالنا في المطار حتى مغادرتنا كون الهيئة تدرك قيمة الشعر والأدب وكون العاملين فيها هم من ذوي الإختصاص والخلق الرفيع ولايبغون من البرنامج سوى إظهار الوجه الثقافي الإماراتي والعربي وبالتالي خدمة الأدب والشعراء وتحرص الهيئة على ظهور الشعراء بما يليق بهم كفرسان كلمة وضيوف على هذا البلد الكريم
الثانية:
الشركة المنتجة للبرنامج وهي شركة (بايراميديا) المصرية ، وهذه الشركة بالإضافة الى حرصها على نجاح البرنامج الذي تعتبره عملاً فنياً لها فإنها تشرك معه الربح المادي وهنا لابد من بعض التضحيات بشفافية البرنامج يتم من خلال توزيع الشعراء على الحلقات حسب البلدان وحسب الترتيب الذي تعتقد إنه يجلب لها أكبر مايمكن من المال من خلال التصويت برسائل الهواتف النقالة بل وتتدخل بوضع سيناريوهات لإبعاد شعراء لاتعتقد إن بقاءهم يخدم عملية التصويت الذي تطمح إليه ومن ثم تبقي في الحلقة الأخيرة من تريدهم إما للتصويت وإما للإمارة ، وهذا خلل البرنامج الوحيد برأيي مع إني أؤيد إشراك الجمهور العربي في التصويت ولكن بتأثير أقل وشفافية أكثر.
الثالثة:
لجنة التحكيم وهي لجنة من كبار النقاد العرب وشهادتي بهم مجروحة كوننا نحن نطمح بشهادتهم لنا ونفخر بمدحهم لنقاط قوتنا ونحفظ كلماتهم بحقنا
الرابعة:
الشعراء..والشعراء كما هو معلوم يريدون الوصول لنهائيات البرنامج من أجل الإستفادة من بقعة الضوء الكبيرة التي يوفرها البرنامج وهي بإعتقادي أكبر بقعة ضوء في الساحة العربية المعاصرة والظهور في حلقة واحدة من البرنامج توفر إنتشاراً واسعاً للشاعر وخصوصاً الشاعر الذي هو في بداية مشواره.
أما سؤالك هل إن البرنامج يصنع شاعراً فأكيد الجواب: كلا ،إذ ليس من شاعر يصنعه برنامج تلفزيوني مهما كبر هذا البرنامج والدليل إن الكثير من الشعراء الذين ظهروا في مواسم البرنامج السابقة قد إختفوا من الساحة الشعرية عند نهاية الموسم الذي كانوا فيه وهزبر محمود وغيره يبقون من خلال أعمالهم الشعرية فقط ويمتدون تأريخياً من خلالها لاغير مع عدم نكراني لفضل البرنامج الذي أوصلني الى بلدان عربية لم يكن يسمع بي فيها سوى بعض أهل الإختصاص.
كيف يقيّم هزبر محمود ذاته الشعرية بين أسماء شعرية كبيرة كانت في واجهة المنافس له؟
لا أدري سيدتي إذا كنت تعنين المنافسة في (أمير الشعراء) أم الساحة الشعرية فنحن منذ بداية اللقاء نتكلم عن (أمير الشعراء ) فقط وإذا كنت تعنينها فقد شهد لي الزملاء المنافسون بها على الهواء وخلف الكواليس وأنا شاكر لشجاعتهم الأدبية وفروسيتهم وإذا كنت تعنين الساحة الشعرية العربية فلا أعتقد إنها ميدان منافسة بقدر ماهي ميدان تلاقح تجارب قائمة على الأخذ والعطاء والإستفادة المتبادلة
ما هي رؤيتك لمسابقة أمير الشعراء في نسخها الاخيرة ..وما الجديد الذي يمكن أن يقدمه للمشاهد و المثقف العربي ..؟
مشكلة (أمير الشعراء) – إضافة الى مسعى الشركة المنتجة المادي – هي خلو الساحة العربية من البرامج المنافسة فأخذ البرنامج يتحرك دون خشية من الهبوط حيث يبقى هو الأول مهما هبط وبالتالي نلاحظ إن البرنامج بدأ قوياً بل وبدأ من القمة ولكن نصوعه أخذ بالخفوت والكثير من متابعيه بدأوا بالمغادرة، للأسف ، وأنا أتكلم حرصاً على البرنامج الذي نعتبره برنامجنا ونافذتنا وأعتقد إذا لم تقم (هيئة أبو ظبي للثقافة والسياحة) بمراجعة موضوعية ومستفيضة ووضع ستراتيجية للسمو بالبرنامج فإننا ربما نخسره كلياً وعندئذٍ سيكون الشعر هو الخاسر الأكبر.
الكثير من النقاد و الشعراء الكبار أثنوا على المستوى الأدبي الكبير الذي تتميز به و قدّمته خلال المسابقة، اضافة الى اللغة الشعرية ، .. ما هي المشارب الشعرية التي ساهمت في بلورة خطابك الشعري؟
أنا أشبِّه القصيدة بأنها أميرة بالغة الجمال يتنافس في طلبها الأكفاء ومن أراد أن يثبت انه جدير بها فعليه أن يقدم من التضحيات ما يعكس حبه لها حتى يكون دليلاً يحاجج به جمالها ويجعلها تضمن إنه سيكون معها في السراء والضراء ،وتبقى النتائج رغم كل ذلك غير مضمونة ولكن اهم المشارب للشاعر هي قراءته الدقيقة لذاته وفهمها والسير وفقاً للإمكانات التي منحها الله له وتطويرها، وهذا على ما أعتقد هو السبب الذي كان لي في ما كان.
في مجموعة قصائدك ..قصائد كأنها ومضات.. يغلب عليها الترف الشعري و يميزها سرب من الاستعارات.. بلغة متقنة يسافر بالقارئ إلى مساحات من الحلم .. وابرز ما لاحظته في قصائدك هو الصور اللغوية المتقدمة التي تنزف شعرا .. لو إنني اتهمت شعرك بأنه لعبة لغوية .. ماذا ستقول؟
سأقول ياسيدتي إنك نفيت إتهامكِ لي قبل ان تعلني الإتهام لأن هذه الذائقة والنظرة الدقيقة التي تمتلكينها ومكنتك من الغوص في قصائدي وجعلتك تلمسين (الترف الشعري وسرب الإستعارات واللغة المتقنة التي سافرت بك الى مساحات من الحلم والصور اللغوية المتقدمة التي ترين إنها تنزف شعراً) – كما وصف جنابك – فانت بهذا الوصف تعلنين إن الأمر ليس مجرد لعبة لغوية.ٍ
في أي وقت تجد الإلهام الشعري يفرض نفسه عليك ؟ مع علمنا أن الإلهام يأتي دون موعد ! ولكني أعني ما هي طبيعة تجربتك معه ؟
الإلهام صديق المفاجأة ،صديق مالم يكن بالحسبان ،صديق كلمة يلقي بها طفل بعفوية أو نظرة من إمرأة تجعل القلب يفسرها ألف تفسير او شيخ يلقي بحكمة خاصة جداً بنيت على سبعين عاماً من الحياة أو إنكسار لصرحٍ تعود الشاعر أن يراه شامخاً أمامه سواء كان هذا الصرح وطناً أو آدمياً أو نخلةً أو مبدأً أو كان ماكان ،هكذا يأتي الإلهام معي وأحياناً يفاجئني هو فيأتي بدون كل ذاك ، أما الكتابة فصديقاها الليل والوحدة
– بين الهندسة و الشعر … كيف يرى الشاعر هزبر محمود العلاقة الجدلية بين مجال دراسته و مهنته وبين أعماله الأدبية؟ وهل لتخصصك انعكاس على كتاباتك أو تأثير عليه؟
الهندسة فيها الشعر وفيها ما يحجر الشعر لذلك كنت دائماً أتعامل بحذر وأنا أقتنص الورد الذي بها حتى يجيء نظيفاً من غير غبار المعامل وضجيج الآليات وعقلانية المساطر ..الهندسة تقتحم الشعر وهي بذلك تختلف عن الإختصاصات الأخرى لذلك أرى إن الشاعر الذي أبتلي بالهندسة عليه أن يسمح لها بالدخول الى شعره برضاه حتى لاتدخل هي غاضبة فتصبح صرخة داخل القصيدة بل عليه أن يعقد جلسة صلح بين شعره وإختصاصه بإشرافه هو وبالتالي سوف تقنع الهندسة بالدور الذي يمنحه لها شاعرها فتصبح إضافة له وميزةً لقصيدته.
باعتبار أن الشاعر ابن بيئته … كيف استطعت توظيف الظروف التي مر بها العراق و مازال في أشعارك؟
العراق هو الحاضر الذي يضيف الهيبة على كل فن يتواجد فيه ..العراق الذي حضر في أكبرقصائدي وأصغرها ..كل الذين نكتب عنهم يملأون جانباً من القصيدة إلا العراق فهو يتبدى على جوانب القصيدة لأنه أكبر من كل الشعر ..العراق لم يكن يوماً منظراً طبيعياً نطل عليه من نافذة فنوظفه في شعرنا ..بل نحن نقدم أنفسنا قرباناً لشعرنا منذ إخترنا الكتابة ونقدم أنفسنا وشعراً قرباناً للعراق ..المسألة ليست كلاماً وطنياً نحاول الظهور به كعراقيين شعراء بل هذه هي الحقيقة لذلك كان العراق سيرة شعري فبين كل قصيدة وقصيدة عراق وحتى في القصيدة التي ليست عنه كان موجوداً بها رغماً عني ..لا أعلم كيف يحضر ومتى يغادر كل الأمر إني أنتهي من القصيدة فأجده محيطاً بها.
يقول أدونيس إرفع عن قصيدتي قليلاً من الرموز المحلية فستجدها صالحة لكل الأوطان ولكل قضية , هل تتفق معه ؟
إن مايقوله أدونيس عن شعره ليس بحاجة الى مصادقة أحد عليه وكذلك الأمر بالنسبة للأدباء الذين أصبحوا رمزاً لأممهم حتى ولو إعترض عليهم كثيرون فأدونيس أخذ مكانه بين عظماء هذه الأمة.. ولكن أريد ان أعلق على مقولته هذه بمايلي:
أراد أدونيس من عبارته هذه ،بإعتقادي، أمرين الأول أن يبين إنه أديب عالمي وشعره يصلح لكل شعوب العالم حتى في القصيدة التي كتبها عن وطنه وعن قضيته وهو يريد بذلك إختصار الأوطان وقضاياها بقصيدة واحدة فيكون موجوداً في كل مكان بجهد أقل.. والأمر الثاني الذي أراده من عبارته حث الشعوب على رفع نسخة من قصائده شعاراً للأوطان والقضايا وهو يسمح بإجراء التعديل اللازم لتكون قصيدته ملائمة للمكان الآخر والزمان الآخر بعد رفع المحلية عنها ..ومع جل إحترامي لهذا الكبير أعتقد إنه لم يكن موفقاً في هذه العبارة لأن الأوطان والقضايا لديها أدباؤها ولاتقبل النسخ المزورة.
من وجهة نظرك ،ما هي المتطلبات الأساسية التي يحتاجها الشاعر لكي يكون لديه شعر مبهر وموزون مثلاً ؟
أعتقد إن أهم مايحتاجه الشاعر للشعر المبهر هو كسر المألوف بأدوات تفوق من حيث التطور الأدوات التي كتب بها المألوف وإذا قصرت الأدوات فيجب أن نعوضها بكثرة التأمل ،لأن الذي يكسر المألوف بأدوات رخيصة يصبح كرسام رسم لوحةً بألوان شفافة ويحاول إقناع الآخرين أنه رسم مالم يسبقه إليه أحد فيكذبه لون الخشب الذي رسم عليه ..أما الشعر المبهر فهو الشعر الذي أحس الشاعر فعلاً إن شعر العالم لم يعد يغطي مساحة روحه فأصبح بحاجة الى كتابة شعر خاص يتلاءم مع قلقه هو وحتماً عندئذٍ سيجد له وقعاً في القلوب
باعتقادك استاذنا هزبر محمود ،هل يعيش العرب ومنهم العراق أزمة فكر حالياً بسبب سهولة الوصول الى المعلومة من خلال تطور التقنية ؟
لا أرى صلةً بين سهولة الوصول للمعلومة وأزمة الفكر
العرب يعيشون أزمة فكرية ولكن ليس بسبب سهولة الوصول الى المعلومة بل لأن العصر سبقهم وتركهم مشتتين بين السياسة الهشة والتخبط في التشخيص ولقمة العيش والثورات ومن ثم الثورات على الثورات والتكاثر السكاني اللامبرمج فلم يعد العرب مواكبين للتسارع العالمي من حولهم وكانت الصدمة الأكبر حين وجد أهل الفكر إن زمام الأمور ورؤوس الأموال العربية تمارس علناً قطيعتها مع العقول وهذا بإعتقادي أهم عامل قاد الإنقلاب العربي على الفكر والثقافة.
هل من مشاريع أدبية تسهر على تنظيمها أو المشاركة فيها و بما تختتم حوارنا معك سيدي؟ الشاعر هو مشروع أدبي مستمر وهو دائم السهر على القصيدة والمجموعة الشعرية.. أختم حواري معكم بالشكر الجزيل لك ست سناء ولجريدة الحقيقة وأعتقد لأنك شاعرة إستطعت إنتقاء أسئلتك بشكل حِرَفي رائع جعلني أتوسع قليلاً في الإجابات متمنياً أن أكون قد أعطيت بصراحتي مايجعل القارئ وجنابكم يعتقد إن هذا اللقاء كان مثمراً شكراً لكم .
* عن صحيفة الحقيقة