غزّاي درع الطائي : مضغُ الزُّجاجِ

ghazzay 1( 1 )
تعلَّمتَ السُّكوتَ
وتعوَّدتَ عليهِ
بل وأدْمَنْتَهُ
ولم تحصلْ على شيءٍ ،
الآنَ جرِّبِ الكلامَ .
( 2 )
كلماتٌ كثيرةٌ
وجُمَلٌ مفيدةٌ قليلةٌ ،
فيا لَخيبةِ أصحابِ الآمالِ الكبيرةِ
ويا لَخيبتِكَ أنتَ
أيُّها الباحثُ عن المعنى .
( 3 )
حينَ وقعتْ فأسُ الأيّامِ
على رأسِ أحلامِكَ
سمعَ الآخرونَ ضحكتَكَ المجلجلةَ
ولم يسمعوا بكاءَكَ الموجعَ ،
أفعلتَ ذلك استسلاماً للفأسِ
أم تخلِّياً عن الأحلامِ ؟! .
( 4 )
سكاكينُ كثيرةٌ جدّاً
وجسدُكَ وحيدٌ ،
هلِ الحياةُ ( سيرك ) ؟!
إذا كانتْ كذلكَ
فلماذا كلُّ هذهِ الإصاباتِ
في جسدِكَ ؟! .
( 5 )
حبُّكَ الكبيرُ
يحتاجُ إلى دليلٍ ملموسٍ ،
لو كانتِ القلوبُ سبُّوراتٍ
والمشاعرُ كتاباتٍ طباشيريَّةٍ
لاستغنيتُ عمّا أطلبُهُ ،
لكنْ ما حيلتي
والقلوبُ أمْرُها
بيدِ عَلام الغيوبِ ؟! .
( 6)
صيّادونَ كثيرونَ
وسمكٌ قليلٌ ،
قلْ للصَّيّادينَ :
يا ذابحي الوقتِ بسكِّينِ التَّسَكُّعِ ،
ماذا كنتُمْ تفعلونَ ؟
أكنتُمْ تصلّونَ
مِنْ أجلِ سلامةِ السَّمكِ ؟! .
( 7 )
نمْ مفكِّراً باليومِ القادمِ
لا منشغلاً باليومِ الفائتِ .
( 8 )
الأحلامُ .. ليس ما يأتي إليكَ
وأنتَ نائمٌ ،
بل ما تذهبُ إليهِ
وأنتَ يقظانٌ .
( 9 )
ما دمتَ ظمآناً
فستحسبُ السَّرابَ ماءً ،
ولذلكَ لن أسألَكَ
أنْ تدلَّني على موضعِ الماءِ
الذي أحتاجُ إليهِ .
( 10 )
إسألْ نفسَكَ :
ماذا أبقيتُ لأولادي ،
ولا تسألْها
ماذا تركَ لي أبي .
( 11 )
غِناكَ ليس في ما أحضرتَهُ
لعشاءِ هذهِ اللَّيلةِ ،
بل في ما ادَّخرتَهُ
لفطورِ اليومِ التّالي .
( 12 )
ما دمتَ قد رميتَ الكرةَ
باتِّجاهِ الحائطِ ،
فعليكَ أنْ تنتظرَ رجوعَها إليكَ .
( 13)
المرارةُ دواؤكَ ،
فهلِ الحلاوةُ داؤكَ ؟! ،
( 14 )
لنْ أُصدِّقَ كلَّ الكلامِ
الذي نقلَهُ عنكَ الآخرونَ
فكيفَ بإمكانِكَ أنْ تتكلَّمَ
والزُّجاجُ في فمِكَ ؟! .
( 15 )
طريقُ النُّجومِ
ليس طريقَ صعودٍ سريعٍ ،
فتمهَّلْ وأنتَ تبحثُ عن نجمِكَ
في سماءِ اللامعينَ .
(16 )
إذا أردتَ أنْ تطفئَ الحريقْ
غيِّرِ الطَّريقْ ،
وإذا أردتَ أنْ تعرفَ الحقيقةْ
غيِّر الطريقةْ .
( 17 )
مضغُ الزُّجاجِ ولا العيشُ عيشةَ الدَّجاجِ .
( 18 )
مضغُ الزُّجاجِ ولا تسوُّلُ المحتاجِ .

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| كريم الأسدي : مركبُ الأرض ..

قاربٌ يتحطمُ فوقَ الصخورْ  فيغرقُ طفلٌ ويأفلُ في مقلةِ الأُمِّ نجمٌ ونورْ يريدونَ حريةً وحياةْ  …

| عدنان عبد النبي البلداوي : قالوا  وثَـقْـتَ .

لـكـــلِ قــافــيـةٍ عَــزْفٌ ، تــوَلاّهــا وحُسـنُ مضمونها، إشراقُ مَغْـزاهـا أجـواؤها إنْ حَواها الصِدقُ عامـرةٌ وعَـذْبُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *