جنودكَ المدجّجونَ بــ خيبتهم يجرجرونَ تعاسةَ المدينة أمامَ سطوتكَ المتناهية بــ الطغيان الأعمى ينتهكونَ إنسانيتهم وأنتَ لا تعلمُ شيئاً عنْ ضفافِ التضرّع المتسكّع عليها صوتها البعيدَ يتناهى لمسامعِ البحرِ كلّما تبتسمُ أشجارَ الغربةِ ينسكبُ وجه الليلِ المترامي هناكَ يستلقي أمامَ الجنود يفكّكونَ تاريخي الباذخَ على ألسنةِ الحربِ المشؤمةِ …. إقتادوا بقيّة الحلمِ المصلوبَ في مسائكَ المشرق يشعلونهُ أمامَ سخريةِ المحطات يرثيهِ مخاضُ صبحٍ نائمٌ على شفا توهّج إنتظار عودتي المكبّلةِ بــ البنادقِ وهي تشققُ شهقةَ القيامةِ الموشومةِ على أجنحةِ الفراشاتِ الملوّنةِ خلفَ زجاجِ السياراتِ المفخخةِ ….
ملاحظة :
في الموسيقى السمعية حينما تتعدد الاصوات و بطيفات مختلفة يحصل نظام موسيقي ثلاثي الابعاد . في النص الادبي حينما تتعدد الاصوات و الرؤى يتحقق نظام لغوي ثلاثي الابعاد . حينما تتلون السردية الشعرية بالشخوص و الرؤى و الاصوات و التعبيرات المختبرة تتحقق قصيدة نثر ثلاثية الابعاد .
صورٌ تحمي الساحات*
نصّ متعدد الأصوات ثلاثي الابعاد
مِنْ جديدٍ عادوا يحرسون الساحاتَ بـ بنادقهم بينما الرمل يملأُ فوهاتها الصدئة … الأجسادُ هربت خرساءَ شوّهتها شمسُ الظهيرةِ تاركةً جيوبهم العسكريّةِ تصفرُ فيها ريحٌ تهمسُ في ذاكرةِ الشوارع …. خضّبني هذا التكرار في مواويلِ الحبيباتِ وهنَّ يغزلنَ حكاياتِ العشّاقِ المغدورين في مدافنِ الأيام …كلّمتهم كثيراً إشاراتُ المرورِ تحنو على أحلامهم المحنّطةِ …. وأنا أتعكّزُ على شيخوختي ألملمُ أوراقَ السيسبانِ أحشو بها أعشاشَ الزرازير تحتَ قبّعاتهم العريضةِ يبتسمونَ دائماً وضجيجُ المارّةِ يعلو بينما ملامحهم تبهتُ بالتدريج , حتى بائعُ اللبنِ إستظلَّ بهم منادياً ( إشربْ لبن أربيل )* والأكياسُ المنتفخة بـ اللبنِ الحارّ تنتظرُ الأيدي المشلولةِ لــ تغسلَ ما علقَ مسامعِ أيامهم الغابرة .
• هي محاكات لصور الشهداء وقد ملأت الساحات والشوارع .
• مدينة أربيل في كردستان العراق مشهورة بصناعة اللبن .