محاصرة
في هذا الصباح وقبل أن تنتفض مشاريعه ، ينهض متثاقلا بعد أن يتكيء على سريره كي يلمس بكلتا يديه انه يعيش يوما آخر بانتظار مفاجأة لا تنتهي به إلى دوار أو تجعله يتأمل من خلف سياج الاستراحة. غير أن مساحات من سكينة حاصرته طردت ما تبقى من غيمة حاول أن يستجيب لها على ضوء أمل .
الخطيئة
تشاور بلا أدلة ولم يرم بالقلم أو يتعب في الانتظار . انحدر في هدوء دون أن يسرد متاعبه أو يشير إلى صدأ الأيام فلم يعد يصيبه عواء الأيام ولم يكترث لما يتربص به من مخاطر خاطئة لا تكاد تلامس خطواته. ومع سيره المتصبب عرقا ومن خلال نبضة من نبضات الطريق يفيق على حكمة تقول : إن الخطيئة ممدودة في الأيام ولا تكف عن الولادة.
تسلل
وهو في نومه لم يعد يتذوق طعم الراحة ، وعندما يستيقظ يبدأ بحرق نفسه عبر أسئلة مزدحمة تنزف علامات تعجب بلا توقف حد الصدمة.
يحاول أن يصغي إلى أيام معينة لا ينقصها النهار ولا تكون محجوزة لأحشاء الحيرة . بيد لته في سفرة غير عابرة وبآلة عتيقة يتجرع غير مختار يأسه ويألف صرخته التي تعرفه وتتسلل إليه بخفة.
صوب جهة أخرى
شقوق
يرمي أوراقه ليروي أحلامه ، ساهرا طوال الليل باتجاه محطات حملت بين أيامه شتاءات حيث تعيش سحابات مازالت تضحك في صفحات وصفحات . إزاء طقوس ترتجف كهذه وفي ركنه المعتاد يتناول قهوته فيما تشير أنفاس سكائره إلى شقوق ذاكرته .
عشاق
بعد أن قطع الصمت المتأخر ، لم يعد يجد بين الآخرين من يتبع آهاته. فكل الطرقات التي مر عليها باتت لا تصغي سوى لعشاق لا يغادرون أوقاتهم المحتالة بسهولة. أوقات
أوقات
حيث لا يسير أحد سواه ، وبعد كل هذا العناء في الليالي المفتوحة تمشي أوقاته تحت نوافذ المحطات فيما يطوي بقية نظراته على لسعات من ذكريات لا تستوي حرائقها.
كانت تمشي …. كانت تشتعل
إسطوانة
تدفن تحت نافذتها لحظات تؤدي الى أيام زاحفة متعبة. حتى ذلك اليوم كان الماضي يأتي بنبظه المعتاد، وعندما يصعد أبجدياتها ، ينادمها ويغوص في شجرة يابسة لا يشك في معجم الأيام الساقطة . تتأمل قليلا في أفق صفحات محترقة لا تخفي فيها نيرانها المستفزة حتى النهاية. تدرك ان كل يوم من أيامها كان أسطوانة لها مذاقها،وكل يوم من أيامها فقد إطاره .
زمن نائم
أوشكت طرقاته الهاربة أن تقبع في حزن عميق، فشراراته الباذخة لها سياقات لم تصرع الآلام التي تدفقت في الصمت لحظة إثر لحظة. مرة أخرى ينجرف الى أبعد الأماكن ليعلن انتهاء الحكمة في تابوت الزمن النائم .
حانة
هذه الحانة تطلب برفق أن يجلس فيها هذه المرة لتسأله عما يراودها . جلس ثم سألته هل تريدني أن أصغي الى ما تقول؟ أنا أعرف ان الأيام تتبعك وتتدفأ على ماضيك . يدرك عندها انه لا مهرب من طواحين توغل في ملامحها حتى النهاية . يغادر بتاريخه هذه المحطة ليجالس مخلوقات أخرى لا تشك في أسمال الأيام والأسماء . جرح
جرح
ربما أعماه السكر لكن هذا الجرح يبقى يقرع طبلته ويداهم سكونه في حرب غير خاسرة . يعود ليسلك زقاقا آخر لا ينادي تحت جذور الفجيعة.
نكبات
بكل ما فيه من صمت يكاد ينادي هل جاء من كان هنا ؟ ينهض من أعماقه ويكتب : طال الزمن لأن النكبات بارعة في مجاريها .
مفاتيح
خطاه لم تكن معتوهة ولم تكن ثقيلة مزمنة، بيد ان مفاتيحه تبعثرت في طبول الفصول .
طريق
عرف ان الأرق تجاوز الحد لكنه لم يرس في أي مكان . يعود ثانية يختار طريقا آخر يحشد صوته فيه لوليمة تجول في المتاهات .
إختصار
من وراء الأيام تتسع الحيرة على مدار الصيف لتكشف تجاعيد أخرى تأتي من هناك . في مشاهد كتلك سيما بعد مسارات طويلة من أحزان لا تهرب يكون الأفق قد اختصر رماد الطريق .
صخب
صخب
تخطو المرارة خطوة جديدة ، فالرأسمالية تلهب بسياطها ظهورنا المتعبة . لا من جدار نستند إليه ولا من مظلة تقي الرأس في هذا الصخب الطافي . كيف بدأت ؟ كيف ستنتهي.؟ ليست هي أسئلة مهدمة فقط ، المهم كل اليافطات تشير الى ان الفقراء هم وقود مرغوبة في مختبرات الكيمياء .
يوميات تبحث عن أحد
رحلة
طريق
ربما يعي أنها صفعته في كل مكان، بيد أنه لم يحترق ولم يبحث عن أمل . ومن أجل أحلام مضمونة تقريبا يشيد لنفسه ليلة ورحلة طويلة.
مساء
مساء
لا يمكنني هذه الليلة أن أجلد صمتي بجمل عتيقة حتى قبل أن أغدو شاهدا على حكمة تكتسح أوقاتي بين فينة وأخرى . كل عشبه تجوع فيما الماء لا يسيل من لحظة إلى أخرى .
قرف
ألفت خلال الساعات المتأخرة بقايا الصبر المسروق من رسائل مجانية . كانت كل رحلة تطل على نافذة لها عزلتها ، وكانت تتكلم بصمت وتحفر خمولا جديدا إزاء ثقوب الألم . إذ ذاك أدركت أن المجاعة صمت ثقيل يصل إلى بقية الجهات وتحت ركام هذه الأشياء بات العالم لا يبعث على الرغبة .
موقف
حيث لم تغفر لآثامها ، كتبت من وراء حانات الأمواج :
(( أن حسابات اللحظات المتجولة لم تعد تدرك مذنبات الذاكرة )).