الواجهات
تتسلل الى سكينة ثانية
زيارة
لم يكن وفق هذا المشهد أبدا، ولم يكن يقلب علبة سكائره بحركات كهذه ، وكأن الدنيا تنهار على أحلامه . بين حين وآخر يحاول أن يدخن بعض أوجاعه التي تمددت في أيامه ، بيد أن زحف الماضي يعود بزياراته المحترقة لتبقى نظراته مفتوحة . واجهات
واجهات
يراها هنا ، حيث تستعيد الواجهات بعض ملامحها . يبدو انه يجيء من هموم تصيح به وتسافر معه ، محملة إياه أسوارا تفتح في مجراها الضيق آفاق تعب دون أن يلوح له ضياء من بين التجاويف .
محاولة
يتساءل ، لم هذه الأمور ، ما الذي حدث ؟ يكرر دون أن يأتيه أي جواب . هنا يبدأ الأرق بالهطول وتتحول لحظات التفكير إلى هامات جراح عصية ، حيث تشير الأشياء إلى أن مسالكها قد لا تأتي في النوم فقط . عندها يحاول أن يتسلل إلى سكينة ثانية لا ترقص بمجون .
وليمة
بينهما سياج على طول الطريق وكل يجلس على حافة نهاية . لم يحاول أيا منهما أن يخفي أيامه الصلدة في مكان ما وإلى آخر الأفق . صفحاتهما تطفح بفسيحات تلوم الزمن الذي أطلق سراح كل هذه المطبات وقذف هذا الفيض من تعاسات تخفي نظراتها . تيقنا انهما في وليمة تتقلب على نار واسعة الأبعاد ، لذا شاغلا مشاغلهما وكل منهما بدأ يتيه في مفترق الطرقات بشظايا رؤية مفقودة .
حكمة
لم يقل انه متعب تتعثر غيومه باتجاه الجفاف ، ولم يقل أن صيحاته لم تنشب صناراتها في ذاكرة خارج المكان الأول . انه يحكي ويحكي لكنه من اجل نظرة ليست فيها رماد، يكتب في منتصف الليل جملة تقول:
( الحكمة طفولة تطرح أجوبتها )
لا تنام على حافة المساء
كأس مفتوح
وحيد مع كلماته في ذلك الطرف النائي، وفي ركنه المعتاد . توهم أن هذا هو حده، وهو الشيء الوحيد الذي لم يعد في مصاف الأرق بعد أن ترك أعبائه داخل الباب المفتوح. بيد أن رعشة من نيران هاربة غير مؤاتية تركته يستسلم للرغبة باتجاه طقس يحمل شحنات طوال النهار ويدعوه ملهوفا إلى كأس مفتوح لا ينسى أيامه.
مشاهد
زحف إليها بأفياء تعي أحشاء الذكريات ،وبينما هو يشعل سيجارته ، وكأنها ينبوعه الأثير ، تصفع وجهه المشغوف مشاهد منفردة. في تلك اللحظات لا تترك فيه حريقا لكن جمراتها بدأت تهطل عليه مثل نافورة غير ناضبة تمارس تمارينها المعتادة دون عناء.
إخفاق
قد تكون احتمالات صعبة لا تحسن النطق ،وقد تمضي غير منهكة لا تنام على حافة المساء . مرة أخرى يجهد نفسه ، ولهب هذا العالم البائس ينادي أمثاله . حين يحصي نوافذه المطلة على سنين عديدة لأجل كلمة بخيلة يتوقف ثم يندفع ثانية نحو أوتاره بأكثرية المحطات .
أتعاب
لا شيء يسهر بحماس غير هذا الأرق الذي يزوره كل مساء . إنه يتقن حركاته ، بل يسعى إليه من أبواب غير معلومة كي يقبع طويلا. يبدأ الرائي هنا بالتأمل حيث يحمل أوجاعه المخصصة للتذكير في كل شيء، ويمشي .
إدراك
كلما اقترب بأثمان ساهرة و مشغولة من أحلامه تأخذه الصباحات نحو أيام أخرى تختفي فيه نتيجة حشد أنفاسها الأخيرة , حيث تعيش تحت ركام التنانير ولم تعد صفحاتها تصلح للبقاء. يعود يجلد خطواته ثانية ثم يصغي .
إنتباه
يقتنع أخيرا بان ذئاب أيامه تحوم و لابد أن تأتي إليه ثانية و لهذا يفتح من بين البيانات بابا يطل منها عسى أن لا يسمع أيامه تزعق هذه الليلة بطواعية.
.
أثقال دائمة التنقل
وسائل
أينما استدار كان بانتظاره صخب متخم ومن بعد سحيق ليس أقل من كابوس يشهر صوره . جهد في هذا الزحام ألا ينحني لهذا الشرك لكن علاماته لم تكن رهن إشارته ولهذا بإيماءة ضعيفة أدرك إن شرود الذهن قدره كأي زائر منسي يتجول من خلال وسائل غير مجلوه .
كابينة
هناك في كابينة الهاتف لا يكف عن مداعبة ابتسامته وفي نفس الوقت يوقن انه أتى إلى هذا المكان لأجل برهة من الوقت تحاول أن تغسل بعض أشياءها . ومع رنين الهاتف المتكرر دون ضوء بدأ يشعر بأنه مجرد رهان آخر يساوم على ماض أعرج لا يفتح نوافذه .