* كتبت : حنان النعيمي
عنوان الكتاب: اول الطريق / الى النهضة النسوية في العراق
المؤلف: صبيحة الشيخ داود.
عدد الصفحات: 208.
عنوان السلسلة: علم وأثره.
سنة الطبع 2015 ـ الطبعة الثانية.
المرأة ذلك المخلوق الذي شاطر الرجل حياته، جعل لها معنى جميل واثر ملحوظ، هي الأم التي تغرس المبادئ وتزرع القيم وهي العنصر الفعال في بناء البشرية وتشييد الأنسانية.
(أول الطريق) كتاب يسعى لتقديم مسيرة المرأة العراقية في فترة طويلة من النضال بأنواعه وألوانه المختلفة، فهو يتناول قصة المرأة وكفاحها في الدفاع عن الوطن، شاركتها في الثورات والحركات التحررية، وأنخراطها في التنظيمات السياسية، أما الجانب الآخر فيناقش قضيتها في التحرر من العبودية التي رافقت حياتها لقرون وعصور، تلك التبعية التي ألغت وجودها وشخصيتها جعلتها تابعاً مطيعاً لا يجرأ على المناقشة أو أبداء الرأي، لقد حفل القرن العشرين بميزة التحرر بالنسبة للمرأة العراقية وبداية التعليم كانت القاعدة التي أنطلقت منها صوب الحياة لتأخذ مكانها المناسب وبرغم كل الصعاب والمواجهات التي أحتدت بينها وبين مجتمعها كان النصر حليفها، لم تكن القضية سهلة، فدخولها المدرسة ثم جاءت قضية (حجاب المرأة) ومشاركتها في المنتديات الأدبية والثقافية والسياسية واقعاً صعباً يتطلب وقتاً وجهداً، لقد دأبت الناشطات والمثقفات في ذلك الوقت على تحمل عبء المسؤولية في سبيل الوصول الى نتائج مرموقة، أن أزالة الغبار عن تراكمات السنين بل القرون التي عصفت بأفكار ومخيلة المجتمع جعلت الكثيرون حتى من المثقفين والعلماء يحجبون بل وينأون بعيداً عن قضية ولوج المرأة في المجتمع والحياة العامة، لم يكن (أول الطريق) بالنسبة للمرأة ممهداً أو منثوراً بالورود بل على العكس كان شاقاً وقاحلاً من كل الأفكار النيرة الا النـزر القليل منها، لأنها غيرت معالم الخريطة الحياتية، فدخلت المرأة عالم العمل قاسمت الرجل فكره في كل الميادين وهي في الوقت ذات أضافت لنفسها مسؤولية جديدة الى مسؤولياتها الاساسية في البيت والحياة الاجتماعية.
تسعى المؤلفة في هذا الاصدار الى ايضاح الصورة أمام الجيل الجديد الذي يفتقد الكثير من المعلومات عن تطور قضية المرأة في العراق، فالكتاب ليس تاريخياً بذاته بل هو جزء من التاريخ يسرد القضايا والأحداث ويؤرخ الوقائع التي مرت بها النساء في العراق والطريق الذي أوصلها الى مكانتها التي هي فيها اليوم.
قراءة في كتاب “أول الطريق” للرائدة “صبيحة الشيخ داود”
تعليقات الفيسبوك