يوسف لفته الربيعي : جواد سليم سفيرالحرية الدائم لدى العراق (ملف/12)

yuosef laftaإشارة :
مرّت الذكرى الرابعة والخمسون لرحيل الفنان العراقي العظيم “جواد سليم” (توفي في المستشفى الجمهوري ببغداد إثر نوبة قلبية يوم 23/1/1961) عابرة وباستذكارات لا تليق بفنان أثبت أن الإبداع يمكن أن يكتب للإنسان الخلود ، وأن المبدع يمكن أن يحفر اسمه في صخرة الوجود حين يلتحم بتراثه وبتراب وطنه المقدّس ويعبّر عن آلام إنسانه المعذّب. تدعو أسرة الناقد العراقي الأخوة الكتاب جميعا إلى المساهمة في هذا الملف الذي سيكون مفتوحاً من الناحية الزمنية حيث لا حدود زمنية للإحتفاء بالإبداع.

المقالة : 
فنان من طراز نادر ،دخل الحياة سليماً وخرج منها سليماً، فكان إســمٌ على مســـمى ،إشتهر بلا دعايةٍ ومُلصقات (نحّات في قاعات)،إنتخبهُ الشعب ســفيراً للحــرية ليس بصناديق الإقتراع المقفلة وإنما بفضاء مشاهداتِ رمزه ِالخالد والتـي بلغت عـــدداً لا تدركه حواسيب الدنيا !….لقدإعتلت ملحمة الحرية قلب بغدادالحبيبة ،قصيدة صامتـة بشخوصها ،ناطقة بمدلولاتها،فكانت بحق إختصاراً لمسيرة الصبر والتحدي للواقـــع المرير، حين إستجابت الأجساد لنداء الفزع فكسرت قيود الظلم تحت هدير الخلاص وصيحات النصر ،من فم العراقي العنيد والحصان الجامح وصدى تصادم السلاســل والإغلال المحطمة ،لمعانقة شمس الحرية .

فهنيئاً لجواد ما أجاد وأبدع وهنيئاً لبغـداد التـــي إحتضنت إرث الوفاء من إبنها البار،رحم الله جواداً،ولأني ونصب الحرية توأمان بسني العمر،فللمبدع ونصبه أشـــدوا بشعري…وأقول :

جــوادُ الخـَـير ِقد أكحلتَ عَينـــي بمــا أنجـزتَ مِــن كنزٍ ثمـــينِ

بـــه ِبغـــــدادُ نــوّرهــا شـُــــعاعٌ وصوت ُالحقِّ مِن بطلٍ سَجينِ

بملحمــةِ البطــولة ِصِــغتَ دربـاً تُطالِعـُـنا علـــى مَـــرِّ الســنينِ

فكـمْ آذتْ ســـنيَ القهــرِ شـــعبي ومـِن ألمـي ،همـــومٌ تعـترينــي

لقد كُسـِـرتْ قيـــودُ الظلـم ِيومــاً بأيــدِ الحَــــقِّ بالـردِّ المُــبــيــنِ

صدى صوتِ الشموخ ِبـهِ تجلتْ بصيحات ٍ على الوضع ِالمهَـيـنِ

jawad 10برُغم ِالضَعفِ مِن زُمر ٍتمــادتْ تحـطـمتِ الســلاســــلُ باليقيــنِ

ســليمُ إبنُ الســـليمِ وكـُـنتَ فــذاً بما أبدعــتَ فـــي عملٍ رصينِ

فعُمرُ النَصبِ مِن عُمري قريبٌ ومــا أغـلاهُ فـي نظري قرينـي

وحـُـبُّ فــــي مُخـيلتــي تنامــى أراهُ قصــــيـدةً تُشــفــي أنيـنـي

جـمــوعُ الطيرِ تعشـِــقه ُوتأتـي ليُرفــِـدَها الســـكـيـنـة بالحـنيـنِ

ومــا قـد قـلتُ ترجمــة ًلـودّي لكَ الرحمــاتُ مِـن قلبٍ حـَزينِ

ســيبقى الرمـزُ ســاريةً لمَجــدٍ يُشــرفـُـني كوســـم ٍفـي الجـَبينِ

******

وتحية من القلب لكل من كان ويكون وسيكون جندياً مجهولاً فــي العطاء للوطــــن الغالي،اللهُم إجعلنا من السائرين على خُطى الطيبين بالكلمة الحرّة والفعل الرصين

يا أرحمُ الراحمين

يوسف لفته الربيعي

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *