هشام القيسي : طقوس لا تشرب القهوة (قصص قصيرة جداً) (3)

hosham 5طاعة

هو يعرف انها ستنتهي في هذا اللهب لكن تخليصها من مائدة اللذة يتطلب حكمة تطالب الخطيئة بالطاعة . هنا يبدا بالقاء صرخة بكماء من أفقه لا تنسلخ عن رؤياه ولا عن أحلامه الهلامية .

دهاء

هل كانت في كل مسافة تلتقط لحظة لتختم معزوفة من سلسلة إيماءات متخمة تبدو على بعد سحيق من دهاء مازال ينادي ؟. يبدو انها كانت تسرف في ذلك وتعبر وسط الزحام هذا الزفاف الذي يقهقه لها على نحو انتظار جديد تختفي بين أوراقه حيرة تمارس طقوسها واقفة.

غموض
فهمها للأمور لا يعرق لكنه يترك مسافة تغطي أسئلة تظهر في العراء . يتوقف عن الحديث فالكائنات قد تسكر في أحاديثها أو في دخان يقود إلى ماض يغلفه الغبار .

مسايرة

موشومة تتكيء على حلمتيها أفواه تعوي دون اعتذار ، وفي متاهات حدائقها المجهولة صمت لا يواجه أعداءه ، إذ ذاك تدرك انها تشحذ من بوصلتها أياما لا تجرح دخانها .
تمرد

 

لا ترهبها الجدران ، فقد زحفت نحو غرف غرفة غرفة ، وبين كهوف تسمع أسفارها الطويلة تصر على أن لا تهجر الأسرة وأن تعود إلى حانات منتصف الطريق .

شرار
فوراتها تنتظر ، حين يختبيء الثقاب ، تتنفس نوافذها من بعيد ثم تشتعل .

توافق
حتى يجد في وجهها ما تطلبه زوايا البيت ، يكشف عن نفسه برغبة تحمله في النهاية إلى عريها الجائع .

أزقة
في أزقة سرية هناك بعض أمتعة غير مضمونة الاشارة ، وهناك زوار لا تدركهم الموائد تحت دخان كل شيء حيث تبتهج الأبواب كأن التقاويم بلا مخرج وكأن الأيام المحروقة تتناسل دائما بلا هدف .

ثيمة
لم تعد دفينة ، فمازالت حرائقها عارية ، ومازالت تخوض أسفارها برحلات رخيصة تقطعها محطات رخوة .

حالات
1

حالات

لم يعد يشعل سيجارته عند ضفاف الأيام في آخر كل ليلة تعزف تهيجاتها ، فقد وقف على أرصفة لا تشير الى نهايات جديدة أو ربما إلى سلسلة مفتوحة من أوجاع متخمة . ولفرط أيامه التي ما زالت تنادي ، بقي يفرك المشاهد مشدود النظر دون أن يبرق صمته بعلامات تصبح رهن إشارته .
2

حالات

يجري وسط الزقاق وإيماءاته تسح أنفاسها كالعادة وكأنها عائدة من رحلة طويلة تتطلع إلى هواء جديد يخفق القلب له . وحيث يقف تحت دالة مثقوبة تنوء به أحلام طريدة تسرع إلى الداخل دون أن ترسم خطوطا لا تنهض متثاقلة .

3

حالات
حيث يرقد ساهرا تحت استنساخ الأيام ، يتحدث باقتضاب عن إشتعالات قديمة تغفر لكأسه التي يألفها . بهذه الموجة الممدودة على غرف حياته يداعب أوراقه التي لا تنصاع إليه ثانية ولا يتجاهلها وسط محطاته .

4

حالات

كلما أراد ترتيب أبوابه ليصارح خرائط أسفاره تحوم حول طرقه آثار أوراقه المبعثرة في كل مكان. إذ ذاك ينزل من سريره دون أن يعثر على بصيص أمل شارد .

5

حالات

في الوقت يذهب وحده ويطلق سراح مكالماته ، ومع كل تأمل يقيم فيه يميل إليه وتر الذهول بلا غايات محددة .

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| حسن سالمي : “آثام البنادق” وقصص أخرى قصيرة جدّا .

آثام البنادق        حين شردت عنزتي عن القطيع كانت الشّمس تسقط وراء التّلال. وكان لا …

| حسن سالمي :  ” محلّك.. سِر ”  وقصص أخرى قصيرة جدّا.

رقيق أبيض     الهواء بارد والسّماء ترشح قليلا قليلا حين خرج من الحانة واللّيل في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *