تعد المرحلة الغنائية السبعينية ثرة بالاصوات العراقية المميزة على جميع الصعد . حيث استطاع مطربو هذا الجيل من بلورة التراث العراقي المتمثل بالغناء الريفي والمقام الى اغنية تملك كل مقومات النضوج الفكري على صعيد الصوت واللحن والكلام . لذا اصبحت الاغنية السبعينية النموذج الامثل بعد مرحلة صراع وبحث عن الهوية . برغم من كثرة الاصوات الغنائية على الساحة العراقية ،فان صوت المطرب الراحل رياض احمد قد يكون ابرزها ، لانه استطاع ان يسحر الاسماع بصوته الشجي لفترة زمنية ومازال هذا الصوت يملك مقومات الخلود حتى يومنا الحاضر .
ولد عبدالزهرة مزهر نجم ( الاسم الحقيقي لرياض احمد ) في مدينة التنومة في محافظة البصرة اقصى جنوب العراق عام 1950 حيث مياه الخليج وغابات النخيل والحكايات الشعبية والتاريخ الموغل في القدم . ورغم الخصوصية التي تملكها البصرة في كونها حلقة وصل مابين الغناء العراقي والخليجي ؛ فان رياض احمد استطاع ان يتقن الاطوار الجنوبية كالصبي والحياوي والمحمداوي …الخ ما جعله يتميز عن اقرانه في مدينة البصرة . ولعل قدرة رياض احمد على الحفظ والاستماع الجيد لمن سبقوه وصوته الشجي مكنه ان ينال مكانة يحسده اقرانه عليها من الفنانين من ابناء مدينته البصرة .في عام 1972 دخل المسرح العسكري وشارك في مسرحية ( الشرارة ) تأليف راح الجميلي حيث لعب دور الراوي ماحدا بالفنان احمد الخليل ان يمحنه لقبه الفني الذيعرف به فيما بعد وهو ( رياض احمد) وشكل مع المحلن جعفر الحفاف ثانئيا جديدا فقدم عدد من الاغاني : مجرد كلام ، ان الاوان ، مرة مرة ، كما قدم بعد ذلك اغنية مسلسل ( المساعيد ) من كلمات الشاعر كاظم السعدي والحان سهيل شوقي . اكثر ما يميز صوت رياض احمد اقترابه من مواويل الجنوبية خصوصا الطور ( الصبي ) الذي ينسب الى الطائفة الصابئة .كما استطاع احمد ان ينقل الكثير من الاوجاع العراقية الى الفضاء العربي بالرغم من صعوبة اللهجة العراقية حيث نال تعاطفا خليجيا . ترك رياض ارثا غنائيا كبيرا بعد ان رحل عن الدنيا عام 1996 بعد معاناة مع مرض تشمع الكبد .
عبدالكريم ابراهيم : رياض احمد …صوت الشجن العراقي
تعليقات الفيسبوك
السلا م عليكم اريد كم ورقه من أطوار رياض احمد أنفسهن