
إلى إِلْكْتَا.
السّادس من كانون الثّاني، يوم الميلاد.
يضرب الضّوء الأزرق قمم أشجار القبقب العالية،
قادماً من قبّة سماء واسعة
تتوهّج رؤوس الأوراق المبلّلة بالنّدى مبشرة ولادة فجر يوم يصطبغ بضوء قانٍ في نهاياتها.
فتستيقظ أغصان خدّرها الليل، تقاوم تهديد الريّاح الذهبيّة المدهوشة.
يتملّكني الوهن.
أشدّ على أضلاعي،
يهتزّ ذراعي، تائها في القبض على مشاعري،
مشاعر تطفو على سطح البشرة،
محاكية لحاء أشجار دكناء
كما لو كانت لطخة سوداء تخلفت من ذوبان ثلج مفاجئ
كل ما تحتاجه هو أن تكشف في ضوء الشّتاء
جذوراً قديمة جديدة تغوص في عمق حبنا الملحّ
حيث يتجاوب جسدانا في لقاء قديم جديد.
وحيث تُبنى كلّ حركة على فرح شرس وصبر ينذر بالخطر،
بالرّغم من أن شفاهنا ترشف من حنان سرمديّ يحيطنا.
فنغوص بسعادة لا يمكن الاستغناء عنها:
حنان يسألني أن أثق بوجوده الدّائم حتى في الشّتاء
حنان يغمرنا في موجة لا تنتهي،
يشعرنا بالثّبات في وجه عالم بعيد عنا، فنعود نحلم لنقل التّغير إلى الحاضر.
تباشير 2000
أريد أن أكتب عن الحلم
بقلم متدفّق
أسود على صفحة بيضاء
طيور ضخمة في السّماء
أجنحة مديدة كأحلامنا،
طيور تمدّ أجنحتها الواسعة، جناح واحد يتشوّه حين يتحرّك،
لا فراغ بين الرّيش،
لا تؤثر هبات الرّياح على سرعة طيرانها.
أصرخ احتفالاً بها،
بإشراقة هذا الجمال ونهايته، حيث تحتلُّ الأجنحة مساحة الفضاء
تسيطر فجأة وفجأة تنسل.
ينعطف النّسر، يتوجّه إلينا طيلة ما بعد ظهر يوم صائف، طيلة الصّيف،
يسود الضذوء ذهباً، في الحديقة المركزية،
حين نتمشى في مجموعات عرضاً، في طرق متعدّدة،
هناك تنمو النّسور ضخمة، مفعمة بالسّعادة، مليئة بالفخر
تمدّ أجنحتها إلى الوراء، مستعدّة للهبوط.
أهتف بفرح
أصرخ بملء فمي: انظروا: النّسر يهبط بيننا.
صوت وقوفه على الأرض قويّ
أركض لأقف على قرب منه.
كأنّي أراه يرصّع السّماء بنقوش في قلب الرّيح.
أشبه بزخارف طبيعيّة
أشعر بأمواج الأنّهار تقتلعني كأنّي أشهد عيون الذّهب.
* شاعرة أمريكية، لها دواوين شعر كثيرة، حائزة على جائزة ينير للترجمة، اشتهرت بقصائد صوفية.أغنية