خمسة أسابيع منذ ذهاب أمّي لزيارة والدتها،
وأبي يتحمَّل أعباء الحياة وحده.
من السّخف أن أقلق على رجل في الثّانية والسّبعين
لعب التّنس ثلاث ساعات، مشّط أوراق الشّجر المتساقط،
قصّ النّجيل في السّاحة الخلفيّة.
عمل كلّ ذلك قبل حلول الرّابعة.
أفكّر فيه دائماً يطبخ الرّز بالكاري لشخص واحد،
يجلس وحده يأكل،
لا وجود لمن يتباهى أمامه متبجّحاً عن سرّ الطّبخة.
استطيع رؤيته متوجّهاً إلى السّرير في ذلك البيت الفارغ الضّخم،
لا وجود لأيّ صوت سوى لوقع قدميه يصعد الدّرائج،
يستيقظ مرة أخرى، يبقى وحده.
“يبتسم حينما يصرّ الرّيح في الّليل، مستريحاً لصوته”
في المساء يهزّ رأسه بينما يشاهد أخبار الطّقس،
ينام مفتوح الفم ورأسه مائل إلى تحت
أخشى من قدوم يوم لا يستطيع فيه فتح عينيه.
أتساءل: أيشعر بالوحدة في هذا البيت الكبير؟ هل سيبكي إن شعر
أم هذا هو شعوري أنا؟
* دين ماشوك، شاعر ومسرحي، حاصل على عدة جوائز أدبية، مسرّحيته: “إصمت” حصلت على جائزة بلدوين المشهورة