إنها إذن إعترافات زوجة رجل مهم ، هذا ما تكشفه العتبة النصية الأولى ( العنونة ) ، وتفكيك العنوان يضعنا في مواجهة ثلاثة أمور :
– الأمر الأول إنها إقرار على خفايا الحياة والنفس باعتبارها إعترافات ، وفي هذه الحالة نحن في مواجهة نص كاشف وصريح .
– الأمر الثاني ، إنها لزوجة ، والأصح لغوياً لزوج ، فالمفردة تطلق بصيغة المذكر على الرجل والمرأة ، ولكن استحضارها وتفعيلها في أيّ من الصيغتين لن يُقصر المعنى على أحد الاثنين ما لم يكن هناك ثمة تلميح خفي إلى اقترانه بالآخر ، وهذا يعني أن الإطار السردي يتسع لشخصية محورية مشاركة أخرى هي الزوج .
– الأمر الثالث ، يتعلق بتوصيف الزوج بالأهمية ، ولهذه المفردة ظلال عرفية واجتماعية تربطها عادة بأصول سياسية من داخل منضومات سلطوية نافذة .
وهي بعد كل ذلك إعترافات مكتوبة وليست شفوية تقدم إلى المروي له تقديماً مباشراً دون توسط من الراوي ، لأن الراوي ، وهو هنا راو مفارق وعليم ، فدوره لا يقل عن دور صاحبة الاعترافات في نبش المناطق العميقة والخفية من حياتها السرية ، فهو شريك في فضح المستور ، وليس مجرد معقّب أو مؤكِد ، أو ماليء فراغات . والقصد حاضر في نية كتابة الاعترافات من أجل تقديم نص مكمّل آخر لها هو نص الراوي بطواعية وبدون إكراه من صاحبة المذكرات ، بالرغم من إنها تستهل خطابها الإعترافي بفعل أمر موجه إلى مروي له أو بالحري إلى جماعة المروي لهم ( دعوني ) ولكن صيغة الأمر مقرونة هنا بالرجاء ، فهي تلتمس عبرها منه / منهم السماح لها بالاسترسال في خطابها مستعيدة ماضيها بدءاً من أيام نشوئها الأولى في بيئة شعبية .
يتناوب السرد في الرواية صوتان ، الأول صوت الراوي المفارق والعليم . والثاني هو صوت الشخصية المحورية / الزوجة – شهد . ولكل صوت من الأثنين نصّه الخاص به والمستقل عن نص الآخر . وسواء بالنسبة إلى نص الراوي او نص الاعترافات فأن عمل التبئير يقع على شخصية واحدة هي الشخصية المحورية / الزوجة . ومن ذلك يتبين أن الرواية تتشكل من مستويين بنائيين ، يمثل كل نص من النصين السالفين أحدهما ، فبالنسبة للمستوى الأول الذي يمثله نص الراوي ، فهو نص متقطع حاله كحال النص الآخر ، يتابع فيه الراوي بضمير الغائب حياة صاحبة الاعترافات في زمن السرد ، تاركاً النبش في المراحل الزمنية السابقة عليه للزوجة في نص اعترافاتها . ومن الواضح أن نص الراوي يتقدم زمنياً على نص الاعترافات ، ففي حين كان النص الأول قد غطى مروية شهد وزوجها في رحلة الخارج والعودة منها بمنصب مرموق ، كان نص الاعترافات ما زال يراوح في مرحلة ما قبل زواجهما ، ومع ذلك فالنصّان يتقاطعان مع بعضهما في أكثر من حدث ، بيد أن ذلك يتم على مسافات سردية متباعدة ، فعلاقة شهد مع محاسن – وهي زوج معارض سياسي في المنفى – والتي جاءت نتف منها في نص الراوي ( ص / 29 ) ستتقاطع مع نص الاعترافات بعد مسافة سردية بعيدة لتعود إلى الواجهة وبتفاصيل أكثر ( ص / 194 ) وكذلك فيما يتعلق بعلاقة شهد وفاخر بسلطان والتي ترتبط بسبب ما بالعلاقة الأولى ما بين شهد ومحاسن . والشيء نفسه يقال عن أحداث أخرى تتقاطع مع بعضها ما بين النصّين على مسافات متباينة بعيدة أحياناً وقريبة في أحيان أخر . وهذه التقنية جعلت من الرواية ونصّيها سلسلتين متجاورتين تتداخل وتتقاطع حلقات كل سلسلة مع بعضها من جهة ، ومن جهة أخرى تتداخل وتتقاطع مع حلقات السلسلة المجاورة وبذلك تزداد المرويات تماسكاً .
أما المستوى الثاني الذي يمثله نص الاعترافات وفيه ينتقل السرد إلى صوت الزوجة يتحدث / يدوّن بضمير المتكلم ، وهو مثل نص المستوى الأول متقطع ومتداخل معه ، ولكل تقاطع أو تداخل ظروفه السردية التي لا علاقة لها بطبيعة النصين ، فنص الاعترافات يُكتب في ظروف متكتمة خوفاً من إطلاع الزوج على ما فيه من اسرار تمس سيادته في بيته ، ولذلك تنقطع مواصلة الكتابة مع الإحساس بقرب قدوم الزوج ، علماً أن ظروفاً أخرى لا علاقة لها أحياناً بالحذر من وجود الزوج تقطع المواصلة ، وربما كان دافعها ضمان انسيابية التناوب ما بين استمرارية كتابة المستويين / النصّين . ويجد الراوي دائماً في توقف الزوجة عن مواصلة كتابة اعترافاتها فرصة له يُجيّرها في صالح مواصلته هو الكتابة وتغطيته حوادث من مروية الزوجة مع إيجاده المسوغات الملائمة لتوقفها عن الكتابة . ويتميز نص الاعترافات عن نص الراوي طباعياً باتساع فضاء الحاشيتين اليمنى واليسرى من الورقة وضيق فضاء الكتابة ، مع ابتداء النص بعنونة من كلمة واحدة ( إعترافاتي ) وختامه بفقرة قصيرة تحت عنوان ( خاتمة ) .
ولكل حالة انقطاع في نص الاعترافات أسبابها ومسوغاتها ، ثم لكل عودة إليها تمهيداتها ، وسواء كان الأمر تمهيداً أو تسويغاً فكلاهما يردان في نص الراوي حصراً ، والراوي يفصح عن ذلك في حالتين : الأولى عندما تضطر الزوجة / شهد لقطع مذكراتها ، والثانية عندما تنوي مباشرتها ، وفي بعض الأحيان قد تنقطع سلسلة الاعترافات من دون تسويغ ، أو قد تتواصل من دون تمهيد ، وعندئذ يبدو النصّان ( نص الراوي ونص الاعترافات ) متداخلين لا يفصل بينهما سوى التغير في سياق الزمن وفي صيغة الخطاب . وعددياً فاقت حالات التمهيد حالات التسبيب والتسويغ إذ بلغت الأولى إحدى عشرة حالة ، بينما بلغت الثانية ست حالات . ودلالات هذه الأرقام هي أن نص الراوي هو نص أصيل ، وليس نصاً موازياً أو تأطيرياً ، فهو يضيء ظروف إنتاج نص الاعترافات ، ويُغنيه من داخله ومن خارجه في وقت واحد ( ألتفاصيل في الملحق المرفق ) . والرواية بمستوييها ( نص الراوي ونص الاعترافات ) تصب في مجرى واحد هو حياة صاحبة الاعترافات ، فكلا الاثنين الراوي المفارق والزوجة أو صاحبة الاعترافات قد عزما على ما يبدو – ومن دون اتفاق معلن ما بينهما – على أن يعملا من أجل هدف واحد مشترك ، هو أن يغطي كل واحد منهما أحداث جانب زمني محدد من الحياة السرية لصاحبة الاعترافات .
ولعله من الطبيعي أن يكون الهدف من كل نص إعترافي ليس التعريف بصاحبه لمن يجهلونه فحسب ، بل إماطة اللثام عن الجوانب الخفية والسرية من حياته أيضاً ، ولكن من الطبيعي أيضاً أن دوافع نفسية خفية تدفع المدون دون قصد منه مهما توخى الأمانة مع ضميره ان يلجأ لشيء من التورية والإغماض من أجل التغطية على شيء ينوي البوح به ولكنه لا يستطيعه ، عندئذ تطفو على سطح النص إشارات وتلميحات لحالات حجب أو إضمار أو إخفاء أو تمويه أو تأجيل . أو ما يمكن تسميته بشكل عام بالنصوص المواربة ، وهي نصوص بعضها إحتمالي ما وراء نصي ، وبعضها الآخر مخفي طي النص او مؤجل إلى حين ، وفي كل الأحوال فإن أغلب النصوص المواربة نصوص ضمنية يدركها القاريء بحاسته الفطرية دون ان يقرؤها بعينيه كنصوص صريحة مكتوبة . ومن الملامح الاسلوبية البينة في نصّي الرواية هي تلك النصوص التي عبرها تستبطن الشخصيات المعلومة لسبب أو للآخر ، أو ربما تضببها عن عين المروي له ، فطبيعة تناول صاحبة الاعترافات للطبقات العميقة من حياتها السرية تملي عليها أن تعيش في الباطن وعلى السطح في وقت واحد ، وهذه الظاهرة لا تقتصر عليها فقط ، بل تسللت إلى الشخصيات الاخرى أيضاً . والغريب أن صاحبة الاعترافات – في نصها الخاص – تستخدم حالات الاستبطان والنصوص الدفينة ليس في حواراتها المشتركة مع الشخصيات الأخرى فحسب ، بل حتى مع قارئها فهي قد عزمت مع نفسها ، وهذا ما تكشفه في مونولوجاتها الذاتية منذ الصفحات الأولى من اعترافاتها أن تحجب المعلومة أو الاستنتاج عنه ، وهو الذي يمني نفسه بالاطلاع على كل خافية منها ، وبذلك أبقت لنفسها السبب الثالث الذي تتوقعه لتخلف حبيبها فاخر عن حضور حفلة الزفاف في بيت معارفه بعد أن كانت أخته كوثر قد تعللت بسببين ( أضفت أنا في قرارة نفسي سبباً ثالثاً لا أدري إن كان نتاج تخاطر خفي بيني وبينه واحتفضت بهذا السبب سراً لنفسي فلم أفصح عنه . ص / 9 ) . ومن البدهي ان تكون الاعترافات مستودعات الذات وخزينتها ، فلماذ إذن لم تطاوع شهد هذه البداهة التي لم يكرهها عليها أحد وأخفت السبب الثالث عن اعترافاتها المكتوبة ، واحتفظت به لنفسها خارج حدود الكتابة ، لعل ذلك يكشف عن حقيقة أن الاعترافات مهما أريد لها أن تكون المدلول المطابق لدال الذات ، إلا أن ثمة حواجز ما زالت تحول دون تطابقهما التام ، ولذلك يبدو أن التصميم المسبق على الحجب والإخفاء كان حاضراً ، وسيكون حاضراً دوماً – وهذا ما ستفصح عنه النصوص – وسيتسبب في حالة انفصام ما بين الذات بشكليها الروحي والورقي / الاعترافات . ولكن الإخفاء سرعان ما ينفكّ دون إفصاح لفظي ليتبين أن السبب الثالث الذي أبقته شهد لنفسها لم يكن سوى مجرد هاجس يدور بوقت واحد في عقلها وفي عقل حبيبها فاخر دون اتفاق مسبق عليه ما بينهما . وهذا السبب هو ذاته الذي كان ذريعة فاخر لتخلفه عن حفلة الزفاف ، بينما لم يكن السببان الآخران اللذان تعللت بهما أخته ربما عن عمد سوى حالة من حالات التغطية والإخفاء المتعمدة للتمويه على السبب الثالث الذي سرعان ما غادر حدود الاحتمال ليصبح مؤكداً .
وعندما تسوغ صاحبة الاعترافات لنفسها عدم الإفصاح عن المعلومة للمروي له وهو صاحب الحق الأول بها ، فإنه من البدهيّ أن تخفيها عن شخصيات الرواية الأخرى أيضاً . ولذلك قرنت نيتها بلقاء فاخر سراً في بيته باتخاذها كل الاجراءات التي تحول دون تسلل الشك إلى قلب أمها ( تناولت إفطاري مع أمي وأنا أحاول ان أخفي عنها أية نأمة يمكن أن تكشف ما أنوي القيام به . ص / 9 ) ويمكن توصيف هذا الإجراء بكونه إخفاءاً وليس حجباً ، فالحجب إجراء وقتي يُخفي عبره الشخص معلومة ما لفترة زمنية محددة ، على امل أن يعلن عنها هو أو سواه ، أو أن سببية الأحداث تقود باتجاه كشفها . بينما الإخفاء إجراء نهائي ليس في نية من اتخذه أن يميط عنه اللثام مهما تقادم عليه الزمن وبردت حرارة الأحداث ، وسوف يتخذ صاحب الإجراء كل ما بمقدوره من أجل إزالة الآثار التي تمكن الاخرين من فضحه . ولذلك اتخذت شهد كل الخطوات الإجرائية لإزالة آثار زيارتها المشبوهة إلى بيت فاخر ، وزادت على إخفاء ما تنوي الإقدام عليه أن حرّفت المعلومة فوضعت لها احتمالات شتى دون أن يكون أي واحد منها قريباً من الحقيقة ، واستبدلت الأشخاص المعنيين بآخرين ، واعتاضت عن الهدف بآخر ، وبذلك تكون قد محت كل الآثار التي توصل إلى الحقيقة ( كل ما في الأمر أننا وقد أنهينا الإمتحان الوزاري قبل بضعة أيام ، آن لنا أن نرفه عن أنفسنا بعض الشيء وبطريقة متواضعة ، سنستمع إلى الموسيقى أو نشاهد التلفزيون أو أفلام الفديو ، وندردش كما تفعل البنات في مثل سننا . ص / 11 ) وتأتي إعادة إنتاج الحقيقة بهذه الآلية المحرفة في سياق علاقتها بفاخر لتكون الأولى ، ولتمهد الطريق لتحريفات متتالية أخرى استمرأت عبرها تمويه ، أو تحريف الحقائق ، هكذا كان مونولوجها الداخلي يردد وهي تكذب فيما بعد على أخيها ( … ولم أكن صادقة فيما قلت . ص / 15 ) ومن الواضح أن شهد هي اكثر شخصيات الرواية لجوءاً إلى حالات التبطين والحجب والإخفاء مع اختلاف دوافع وأسباب كل حالة ، ولذلك أبقت سراً عن الجميع سبب استعجال فاخر في إكمال مراسيم زواجه منها ( لا أحد سواي وسوى فاخر يعرف لماذا هو في عجلة من أمره . ص / 51 ) وبذلك ظل الإثنان يشتركان في معرفة المعلومة المضمرة ، وهو معلومة خطيرة ، وتوسيع دائرة المعرفة بها قد يتسبب في كارثة لكليهما .
ولعل تلك الحالات تميط اللثام عن حقيقة أن رغبات العقل الباطن هي الأخرى تشكل نصاً مخفياً تكتمه شهد أو تموهه أو تحرفه ليصبح أكذوبة تفضح دوافعها غير المنضبطة ، ولعل الكذبات الثلاث التي لفقتها لزوجها، ولبائع العطور في دمشق ، ولزميلها في معهد اللغة الانكليزية نادر الحلبي ، لعلها نماذج لقدرة الذات على تمويه رغبات النفس الأمّارة بالسوء ( لعل عقلي الباطن كان يتمنى ذلك . ص / 130 ) أو هي علامات على وجود نص ذي طبيعة غرائزية تخفيه الذات خوفاً من الفضيحة :
– كذبتها على زوجها حين ادعت له أن قنينة العطر التي أهداها إليها زميلها نادر إنما اشترتها من بائع جوال ( ص / 129 ) .
– كذبتها على بائع العطور حين ادعت له أن الهدية التي تروم شراءها منه هي لزوجها ، بينما كانت في الحقيقة تريدها لزميلها نادر ( ص / 130 ) .
– كذبتها على زميلها نادر حين ادّعت له أنها كانت ترى في علاقتهما علاقة أخ بأخته أو صديق بصديقته ( ص / 131 ) .
ولعل رغبات عقلها الباطن – والتي تشكل نص الذات المتواري – هي التي دفعتها للتبسّط في حوار جنسي ليس له ما يسوغه مع شخصية غير مكافئة لها إجتماعياً ووظيفياً هو سائقها معروف ، وقد كان تساؤل الراوي بمحله وهو يتفحص سلوك شهد ( أهو عقلها الباطن الذي أوحى لها بذلك ؟ ص / 142 ) .
وليست شهد وحدها التي تحجب وتخفي وتكذب مع الاخرين ، ومع المروي له أيضاً ، فهذا سائق زوجها شرهان يمارس ذات التقنية في الحفاظ على معلوماته ، وإبقاء دوره في الحدود التي رسمت له من قِبل الزوج ، وهذا الجزء من حياة شهد ليس ضمن اعترافاتها ، بل هو جزء من نص الراوي المفارق ، وهذا ينطوي على حقيقة أن الحجب والإخفاء ليس من سمات نص الاعترافات فحسب ، بل هو متضمن في نص الراوي أيضاً . وإن كان من الطبيعي وجود التبطين والحجب والإخفاء في نص الاعترافات إلا أن وجودها في نص الراوي ليس مستغرباً ولا مستبعداً ذلك أنه ينقل بأمانة عن الآخرين الذين لكل منهم حجته في ذلك . وما بين النصّين ( نص الراوي ونص الاعترافات ) ثمة قطع في الزمن ، ينتقل عبره الراوي من فضاء الماضي – الذي يميز نص الاعترافات – إلى فضاء زمني آخر ( زمن السرد / الحاضر ) حيث شهد في كنف زوجها فاخر . وفي المشهد الذي يختاره الراوي من حياة شهد في زمن الرجل المهم / الحاضر يكشف عن جانب من خفايا شخصيتها المميّعة في علاقتها مع شرهان السائق عندما جاء بالزوج مخموراً إلى بيته ، فاستقبلته الزوجة / شهد بسؤال ( وهل اكتفى بالشرب فقط ؟ ص / 16 ) ومثل السؤال الذي ينطوي على سوء نية مقرونة بشكوك دعّمها السلوك المشبوه والمتكتم للزوج يأتي الجواب ماكراً وينطوي على التلميح بحجب مصاغ بأسلوب إنكاري ( لا أدري ، يمكن أن تعرفي بحاستك كأنثى . ص / 16 ) . ولكن الربط ما بين السؤال والجواب ، وما يحف بالجواب من إشارات خارج لغوية يمكن إدخالها ضمن تداولية الموقف ( لاحت على وجهه ظلال ابتسامة ماكرة . ص / 16 ) كل ذلك يلمح إلى عدم صحة الانكار ، ومع ذلك فإن عدم صحته لا يدخله – ربما – ضمن باب الكذب ، لأن الابتسامة الماكرة تكون قد أجابت بدون الاستعانة بملفوظ لغوي . ولن يمضي كثير من الوقت حتى تبيّنت الحقيقة التي حجبها شرهان عن شهد ، تبيّنت لها بذات الآلية التي بحوزتها ، والتي يبدو أنها قد غفلت عنها لولا أن نبهها إليها شرهان ( … فاستوعبت بحاسة المرأة ما كان شرهان قد ألمح إليه . ص / 17 ) وإماطة اللثام عن المحتجب هنا ساهم في إماطة اللثام عن حقيقة أخرى كان الراوي قد أرجأ الإعلان عنها ، وهي أن الشاب المتدين فاخر الذي كان قد أفسد عذرية شهد في أولى مراحل مراهقتها ، هو ذاته الذي سيصلح ما كان قد أفسده بزواجه منها ، وهو ذاته الذي سيصبح الرجل المهم ، زوج صاحبة الاعترافات .
عدا الإضمار والإخفاء والحجب هناك ثمة آلية أخرى للتعامل مع المعلومة ، وهو الجهل بها ، وهو جهل محيّر في ضوء اعتماد الرواية على قدرات الكشف غير المحدودة للراوي العليم . ولعل الإيهام بجهل المعلومة هو أحد تقنيات الإبهار وتنشيط حساسية الفضول لدى المتلقي والتي قد تحرضه على المشاركة في التنقيب عنها بما يحوله شاء أم أبى إلى شخصية سردية مشاركة في الأحداث من خارجها ، ومن هنا يأتي اختلافها عن شخصيات الرواية الأخرى في كونها شخصية غير لغوية ، وبذلك يتسع مجال الاحتمالات ويخرج النص الروائي من أسر منتجه . إن الجهل بالمعلومة هو الذي يميز تساؤل شهد عن مصدر الثروة التي كان يهدرها زوجها في المنفى على المآدب العامرة ، وهذا التساؤل يأتي ضمن نص الراوي ، ومن هنا تكون حيرة القاريء أكبر من حيرة صاحبة السؤال ( يحيرها حتى الآن أن تعرف من اين كان يحصل على الأموال التي يقيم بها تلك الولائم مع أنه لا يملك مصدر عيش ثابت وواضح وهو في بلد غريب . ص / 24 ) . وقريباً من الصياغة اللغوية التي عبرت عن حيرة صاحبة الاعترافات قد تأتي صيغة الاستفهام أيضاً لتعبر – كالصيغة السابقة – عن جهل بالمعطيات السردية . وضمن هذه الصياغة التي لا تُتوخى من ورائها إجابة قاطعة يأتي – ضمن نص الراوي وفي حدود إمكانيات علمه الخارقة – سؤال شهد لنفسها – وهي في الغربة إن كان زوجها هو أحد عناصر مخابرات السلطة الحاكمة في بلده ( الآن تسأل شهد نفسها : أيكون فاخر أحد رجالهم هو الآخر . ص / 29 ) أو سؤال أم شهد لها عن سبب الزيارة المفاجئة لعائلة فاخر إلى عائلتهم ، والذي كانت شهد تعرف إجابته لكنها تكتمت عليها ، وفي ذات السياق يأتي تساؤل شهد المشوب بلوم وعتب من رئيس مجلس الأمناء سلطان لعدم إيفائه بوعده لها وتنصيب فاخر أميناً في المجلس ( هل تستطيع – شهد – أن تمتنع عنه وقد أصبح رئيساً لمجلس الأمناء . ص / 52 ) . أو سؤالها المركب في أعقاب تصريح زوجها وهو يستقبل في بيته صديقه سلطان ( ماذا يعني بليلة حمراء ؟ هل سيكون مطلوباً منها أن تشاركهما في السهرة ؟ ص / 34 ) او سؤالها الخطير في اعقاب اعتراف سائقها معروف لها بزواج فاخر من إمرأة أخرى ( أهو الآخر وضعها نصب شهوته شأنه في ذلك شأن شرهان ، أم أنه موحى إليه من سلطان لاستنطاقها بهدف الكشف عما في داخلها وهي تشغل منصباً حساساً ؟ . ص / 149 ) . ومن الواضح أن حالات الإخفاء والحجب التي تنطوي عليها هذه الأسئلة هي نفسها ما يُعبر عنه لغوياً بالشيء أو التعيين ، وهما المفردتان اللتان تردان في تعريف اللغويين للاستفهام بكونه طلب العلم بالشيء ، أو طلب التعيين . علماً أن الشيء أو التعيين المطلوبين قد يأتيان أحياناً ضمن احتمالات عدة تضعها السائلة / شهد نصب عينيها ، وبذلك يكون النص المستتر أو المضمر واحداً من نصين محتملين ، وفي هذا السياق جاء سؤال شهد لنفسها عندما استسلمت لنزوة سلطان بعد ليلة حمراء ( سألت نفسها : لماذا وافقت على عجل ودون تردد ؟ هل أرادت أن ترد جميل سلطان الذي أهداها خاتم ماس ثميناً جداً ؟ هل أرادت أن تعاقب زوجها على تصرفاته الحمقاء التي لا تراعي مشاعرها كزوجة ؟ ص / 41 ) .
ومثل الآخرين كانت كوثر تحجب عن شهد الغاية من زيارة عائلتها إلى عائلة شهد مبقية الكشف عن ذلك إلى وقت تحققها ( … وحين سألتها عما وراء هذه الزيارة رفعت كتفيها لتوحي لي أنها لا تدري . ص / 43 ) والنص الذي تقصّدت كوثر حجبه عن شهد وبالتالي احتجب عن نص الراوي كان يبدو مكشوفاً أو معروفاً لشهد ، إذ ربما كان يقع ضمن توقعاتها ، أو ربما يكون فاخر قد سبق أخته كوثر وأسرّه لشهد . وعلى كل حال فقد كانت الأخيرة تتظاهر أمام صديقتها بعدم معرفتها به ( ألححت عليها ، لكي أوهمها بأنني فوجئت بما قالت . ص / 43 ) وربما كانت الجملة الفعلية المصهورة دلالياً في المقبوس السابق ( أوهمها ) قد أوحت للقاريء بأن شهد على معرفة مسبقة بالنص المستتر والمحتجب المتضمن دواعي الزيارة المفاجئة .
وتتضامن اللغة وتورياتها لانتاج نصوص تتحجب وتتخفى وراء بلاغتها ، نصوص حاضرة بملفوظاتها ، ولكنها غائبة بمقاصدها ، وضمن هذه الملفوظات ياتي حديث فاخر مع شهد ليلة دخلتهما في أحد فنادق أسطنبول ( لن يأخذ منا فتح القلعة وقتاً وجهداً ، فالطريق إليها سالك . ص / 56 ) ، وإن كان المقبوس يخفي من الناحية اللغوية نصاً جنسياً وراء مفردات عسكرية ، إلا أنه يلمح من الناحية السردية إلى حدث محتجب تزامن مع انطلاق أحداث الرواية ، إلا أنه تمت التغطية على تفاصيله . وتوضح شهد ظروف وفروق النصين ( السابق والحالي ) ليصب هذا التوضيح في مجرى الكشف عن طبيعة النص اللغوي المحتجب بلاغياً ( لكن فتحها هذه المرة سيكون بنكهة أخرى مغايرة ، لا قلق أو خوف مثل ذلك الذي صاحبني بعد تلك الحماقة . ص / 53 ) وبذلك تكون شهد في توضيحها قد وصلت النص البلاغي بالنص السردي المحتجب مالئة بذلك الثغرات السردية التي ربما يكون قد أحدثها حديث فاخر . وبنفس السياق قد تكون لغة الغيابات هي واحدة من الوسائل للتعبير عن المقصود في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي حسب ما يقول البلاغيون ، وبهذه اللغة المواربة أجاب فاخر شهد عن سبب زيارته لأخته كوثر ( كنت ألقي عليها دروساً في الفنون القتالية . ص / 65 ) ولكنه استثمر ظاهر اللفظ من أجل تمرير معنى باطني مضلل . وستعود شهد بعد مسافة سردية بعيدة نسبياً ( أكثر من خمسين صفحة ) لتذكر فاخر بذات الحادثة ، وتطلب منه تبيان فحوى النص المحتجب ( ص / 117 ) والطريف أن فاخر يقيس عندئذ تلك المسافة الورقية البالغة خمسين صفحة بوحدات الزمن / السنوات ( لماذا تثيرين هذا الموضوع الآن إذن وبعد كل هذه السنوات . ص / 117 ) . وتوسع شهد في اعترافاتها من مجال استخدام التقنيات اللغوية ، وتضمينها نصوصاً مغيبة ومتوارية ، فهي تستخدم أسم إبنتها ( هبة الله ) بعد تفكيك مكوناته كشبه جملة إلى ( مضاف + مضاف إليه ) تستخدمهما بلفظيهما ، مع التركيز على معنييهما مخفية وراء هذا الاستخدام نصاً موارباً أو ربما محذوفاً ينطوي على أسباب وتفاصيل موتها المبكر ، فقد اختصرت شهد حياة إبنتها وموتها في جملة واحدة قصيرة ( … ويبدو أن الله قد استجاب لدعائه – فاخر – فقد عادت هبة إلى سمائها ، وحين عاد من المقبرة بدا كأنّ عبئاً ثقيلاً انزاح عن صدره . ص / 72 ) .
وتأتي الأحداث المبتورة ، والأصوات الخافتة والمتقطعة التي تتناها من وراء عازل ما محملة برمزية غير متصنعة صاغتها ظروف التواصل الحذرة وغير المكتملة ما بين الشخصيات ، لتكشف أن ثمة نصاً يتخفى وراء تلك اللغة المبهمة ، ولعل إقرار شهد بأنها لا تعرف ما كان يجري وراء الباب الموصد الذي يفصلها عن فاخر وأخته كوثر هو إقرار بتشكّل نص موارب ، هكذا تناهى لسمعها حديث فاخر مع كوثر من وراء الباب :
( – حاذر كي لا تخطيء الهدف فتقع الكارثة
وها هو صوت فاخر يبلغني هو الآخر ، وبدا كما لو إنه يُصدر أمراً :
– استعيني بيدك كي لا تقع الكارثة
سادت لحظات صمت جاء صوت كوثر هذه المرة
– هذا جيد أستمر
ولم أعرف ما الذي كان يجري بينهما ، ولم يساورني الشكّ ، إذ ليس ثمة ما يدعو إليه بين أخ وأخته
ص / 65 ) .
وإن كان مبدأ السببية من الناحية المنطقية هو الذي يدفع عفوياً لكشف حالات الإضمار والإخفاء والتغييب والحجب ، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود جهد يبذل عمداً لكشف النصوص الأخرى ، فالأسرار التي تمثل نصوصاً يخفيها معروف السائق ، ولكنه لا يني يلمح بها بين فترة وأخرى لشهد ، والتي تجسد أبعاد العلاقة الجنسية ما بينه وبين زوجتيه الثنتين ، تعمد شهد بدوافع لا تخلو من تأثيرات نفسية مضطربة – حسب اعترافاتها – إلى استفزازه وإثارته من أجل البوح بتفاصيلها . وبلغة الاستعارات ، ربما كانت استفزازات شهد تلك له هي المفتاح الذي يفتح البوابات السرية لثلاثة نصوص محتجبة :
ألبوابة الأولى : هي التي أشرنا إليها أنفاً والتي انفتحت على أسرار العلاقة ما بين معروف وزوجتيه الثنتين .
البوابة الثانية : هي التي انفتحت على أسرار الزواج الثاني لفاخر ، وسيتكفل شاهر بفتح هذه البوابة مدفوعاً برغبة الحصول على مكافأة ثمينة .
ألبوابة الثالثة : هي التي سيتكفل معروف بفتحها ، وعبرها ستتكشف أسرار خطيرة تتعلق بسلطان الذي يمثل رأس السلطة .
ومن الواضح أن وراء كل بوابة من البوابات الثلاث حالات حجب وإخفاء ، وان مفاتيح كل تلك البوابات الثلاث بيد واحدة هي يد شهد .
وتساهم العلامات الشكلية المدركة بصرياً في تقديم إضاءات مسبقة للأحداث ، وتكون أشبه بأدلة ملموسة على وجود حالة إخفاء او حجب وراءها ، فسيماء الحزن هي العلامة الثانية – بعد الجمال – التي يلتقطها الراوي من ملامح زوجة فاخر الثانية في لقائها التعارفي الأول مع شهد ، وسرعات ما تنفتح تلك العلامة الدلالية على خزين من الأسرار التي تكشف دواعي حالة الحزن .
وتتوالى حالات التغييب والإضمار والحجب بالانكشاف تدريجياً من داخل الأحداث ، فتعلل فاخر بعدم عجالته في الإنجاب لأنه حسب نص الاعترافات ( مرتبط بقضية لم يُفصح عنها . ص / 72 ) ويبدو أن شهد في هذا المقبوس تتستر في عبارة ( لم يُفصح عنه ) على نص ما ، وسرعان ما تتبين لشهد طبيعة ذلك النص عندما تجد بحوزته منشورات سرية ( هذه هي القضية إذن ، أنه مرتبط بتنظيم سياسي معارض . ص / 76 ) والوصول إلى هذا النص يضعنا أمام خلل زمني وقعت فيه الرواية ربما كان قد تسبب به تدفق وانسيابية الأحداث ، فزواج فاخر بشهد وقضاؤهما شهر العسل في أسطنبول كانا قد حصلا بعد سقوط النظام ، وهذا ما يتضح من حديثهما مع سائقهما العراقي هناك ( ص / 55 ) ولكن الزمن يتقهقر بعد عودتهما من شهر العسل إلى العراق إلى ما قبل فترة سقوط النضام السياسي حيث يتجلى الصراع السري للقوى المعارضة ضد السلطة الحاكمة ، هذا ما يستبين من هروب فاخر إلى خارج الوطن ، وتحقيق الشرطة مع شهد وأبيها ، ثمّ مغادرتها مع أبيها للحاق بفاخر في بيروت . علماً أن الحدثين ( الزواج في اسطنبول والهروب إلى بيروت ) قد وردا في نص الاعترافات التي تتخلف أحداثها زمنياً عن نص الراوي ، وأن اتجاه مضي الزمن كان إلى الأمام ما بين الحدثين .
وإن كان الفاصل السردي في المثال السابق ما بين التلميح بحالة الحجب ، وما بين الكشف عن ملامحها وأبعادها لا تتعدى أربع صفحات ، إلا أن هناك فواصل سردية متباعدة أكثر بكثير ما بين التلميح وما بين التصريح ، فاعتراف كوثر لشهد في الصفحة 8 من الرواية بأن بينها وبين أخيها ( مزاحاً من نوع آخر ) بقي عند سطح التوصيف قرابة مئة صفحة دون الكشف عن طبيعة ذلك المزاح ، حتى جاءت الفرصة للنبش عن ما دون السطح مع تذكر شهد لذلك الاعتراف المبهم ، فطلبت من زوجها الكشف عن تفاصيل اعتراف كوثر المحتجب ، لكنها لم تحظ منه بإجابة مقنعة ، وبدلاً من الكشف عن المخفي والمحتجب حصلت على نص آخر محرّف وزائف زاد من إربالك وغموض النص المحتجب ، وأبعده عن احتمالات الإنجلاء ( كانت تمزح معك بالتأكيد ، إذا كان هناك مزاح خاص بيننا كما تقول فإنه المزاح الذي يحدث بين الأخ وأخته . ص / 117 ) ، وهذا الحوار ما بين شهد وفاخر هو امتداد لحوار الألعاب القتالية الذي تعلل به فاخر للتغطية على العلاقة المحرمة بينه وبين كوثر والذي سبقت الإشارة إليه . وبذلك يكون الفاصل ما بين التلميح بوجود حالة حجب والتذكير بها ، غير كاف لإنضاج فرصة للإعلان عنها ، وبذلك أيضاً يكون فاخر قد أرجأ لأجل غير مسمى ، أو ربما الغى إلى الأبد الرغبة في الإعلان عن فحوى المحتجب من العلاقة المحرمة . وعلى عكس هذه العلاقة التي ظلت دون إعلان ، فعلى مسافة قريبة من نهاية الرواية كانت تتكشف أسرار الطبقة العميقة من العلاقة ما بين شهد وكوثر ( ص / 199 ) والتي كانت الرواية في صفحاتها الأولى قد ألمحت إلى جانب من طبقتها السطحية .
بعد تقديم افتتاحي قصير من الراوي المفارق جاء نص الاعترافات مضاءاً بثريا العنونة التي تتوسط الصفحة السادسة من الرواية ( إعترافاتي ) مستهلة بجملة تسوق الحدث إلى نقطة غير محددة في الماضي ( دعوني أرجع بذاكرتي سنوات إلى الوراء ) وانتهى نص الاعترافات بعنوان يتوسط الصفحة السابعة بعد المئتين هو ( الخاتمة ) تعقبه جملة تضع النص في زمن الحاضر ( سأتوقف عن تدوين اعترافاتي عند هذا الحد بعد أن اعترفت بما فيه الكفاية ) ومن الواضح أن الفاصل الزمني ما بين نص الراوي ، ونص الاعترافات كان قد تلاشى مع هذه الخاتمة ، وصار زمن النصين هو الحاضر بعد ان ظلا طيلة احداث الرواية مفصولين عن بعضهما ما بين زمنين ( انني أعيش الحاضر الآن . ص / 207 ) ولكن الإعلان عن الحاضر يضمر في داخله إعلاناً آخر ، هو أن الخاتمة ليست قطعية ، وإن هناك احتمال عودة أخرى في وقت غير معلن لاستكمال الاعترافات من حيث توقفت ( حين يصبح هذا الحاضر ماضياً سأعاود تدوين ما حدث خلال مدة انقطاعي عن الاعتراف . ص / 207 ) . وكما ابتدات الرواية بنص الراوي ، أختتمت به أيضاً في انتظار أن يصبح الحاضر ماضياً وتواصل شهد كتابة اعترافاتها ، ولكنها في المرة المقبلة ستكون بالتأكيد متحررة من عبء الشخصية الثانية فاخر الذي رافقها من العنونة حتى الختام ، لأن وجوده في حياتها كان وجود الخطأ الذي اقترفته ، ثم أجبرت على ملازمته .
ملاحق :
ألملحق الأول – النصوص التمهيدية :
1 – جلست وراء المكتب الأنيق ، واستلمت بضع ورقات بيض من درج فيه ، وتهيأت للكتابة ، إنها آمنة تماماً فزوجها سوف لن يطّلع على ما ستكتبه لأنها لم تره يدخل إلى هذه الغرفة في يوم من الأيام . ص / 6
2 – لتعد إلى غرفة المكتبة إذن ، جلست وراء المنضدة وأخرجت الأوراق ، وراحت تكتب . ص / 18
3 – أخرجت الأوراق التي كانت قد كتبت اعترافاتها عليها ، وبدأت تكتب من النقطة التي كانت قد انتهت بها . ص / 43
4 – ستجد نفسها مشغولة في زحمة العمل وقد لا تجد متسعاً من الوقت لمواصلة كتابة اعترافاتها ، عليها إذن أن تنتهز كل فرصة تتاح لها للقيام بذلك ، وها هي تقتنص واحدة . ص / 53 .
5 – إنها فرصة رائعة ستنتهزها للكتابة . ص / 63
6 – لن تنام بعد ذلك ، ستخدعه وتنزل إلى غرفة المكتبة لتواصل الكتابة . ص / 71
7 – هذه فرصة أخرى جاءتها ماشية . دخلت غرفة المكتبة وأخرجت أوراقها . ص / 75
8 – وجدت عصر ذلك اليوم فرصة سانحة للواذ بصومعتها كي تبدأ بالكتابة . ص / 98
9 – إطمأنت إلى إنها ستجد غداً من الوقت ما يشجعها على مواصلة الكتابة . ص / 118
10 – وجدت لنفسها ما يبرر تصرفها مع سلطان ، شكراً له ، سيتيح لها وقتاً أكثر لمواصلة كتابة اعترافاتها . ص / 142
11 – عاودتها الرغبة في أن تعود إلى إعترافاتها التي صارت تشعر أنها تقترب من نهايتها . ص / 205
ألملحق الثاني – نصوص التسبيب والتسويغ :
1 – عليها الآن أن تتوقف عن الكتابة ، فها هي الآن تسمع أزيز محرك سيارة . ص / 15
2 – وجدت أن عليها أن تتوقف عن الكتابة فقد قرأت كلمة عاجل على شاشة التلفزيون . ص / 51
3 – كانت الساعة السابعة حين سمعت صوت الباب الحديدي يفتح مصحوباً بأزيز محرك السيارة فعرفت أنه قادم . وضعت الأوراق في مكانها في الدرج ، وغادرت غرفة المكتبة . ص / 68
4 – لن تكون في حاجة لأن تفكر في اقتناص أية فرصة سانحة للكتابة ، ساعتان من هدوء الهزيع الأخير من اللليل تكفيان للتفكير والاستذكار والكتابة وهي في عزلتها في غرفة المكتبة . ص / 73
5 – القت نظرة على غرفة المكتبة ، وساورتها الرغبة في أن تدخل وتكتب ، لكنها ترددت في ذلك . ص / 155
6 – لن تجد وقتاً للكتابة في هذه الليلة . لا بأس ، سيكون أمامها متسع من الوقت غداً ، عليها أن تنهض الآن لتكون في استقبال ضيفها الكبير . ص / 163
( * ) إعترافات زوجة رجل مهم – ناطق خلوصي – رواية – دار ميزوبوتاميا – 2015