الشّاشة
1
كتَبَتْ: أعمل في مؤسّسة فكريّة الآن، أنا متدرّبة
بلا مقابل، لكن الخبرة مهمّة، ستضاف إلى سيرتي الذّاتية كمرجع.
أحمل شارة على صدري. اعرضها للمسح التّصويريّ.
ينفتح الباب تلقائيّاً، تترشح الأضواء بصفاء من خلال النّوافذ.
نمرّ كلّ يوم فوق العشب الصنّاعي بعجلة من أمرنا
ندفع عربات مليئة بمنشورات تحريضيّة رافضة: جفاف
كيرباتي تجف، تغرق، بنكلاتش تفيض.
هناك شاشة يجب أن تلمسها، البرد لطيف كمؤخرة حبيب،
ستخبرك عن المستقبل.
تعبُ هذا العمل لا يصدّق.
يقتحمنا على الشّاشة ذوبان هملايا، العصابات، تلوّث نهري الكانك ويالا ،
تلاشي ملايين الحقول التي ترتوي منهما، تستحيل التّربة غبار،
تكهنات أخرى، لكن لا نتمكن من الوصول إليها.
أحياناً حتى هنا، نسمع همهمة ازدحام الطّريق.
أقسم أنّني سمعت مرّة صوت عصفور، ربما كان موسيقى رقميّة صناعيّة أيضاً.
2-
عندما كنت طفلاً، كان حلم معين يتكرّر دائما
ارتديت ملابس المدرسة
كنت أعلم أن أتهيّأ أمام المرآة، أن أثبّت الأزرار في مكانها
ليحترمني الآخرون.
علمتني أمّي كيف أنتظر إشارة العبور
كيف أميّز حافلة المدرسة مما مكتوب عليها، حين تصل، مليئة بالغرباء وبالصّخب.
أصل إلى أبواب المدرسة المؤطّرة بالنحاس مع دقّ الجرس.
اساعد المعلة في تخليص مساحات اللوحات من الطّباشير، بضربها في الأرض، يكاد الغبار يخنقني،
لكنّي لا اختق. ثم أدرك أنّني مازلت في حلم عميق. نسيت أن أستيقظ.
علي أن أرجع إلى الماضي لارى لماذا، لم أجد شيئاً، باستثناء المعاناة، ويد
أّمّي الحنون، مغلّفة بأريج الكولونا وعبق الكرّاث.
لكنّي الآن عندما أعود أجد لا شيء يحاكي الماضي والرّياح تهبّ أمامي
بسرعة ثلاثة أميال في السّاعة.
–
من أفضل شعراء أمريكا المعاصرين، له دواوين كثيرة، آخرها “ليل في بروكلين”. ترجمت أعماله إلى لغات كثيرة. وهذه أوّل ترجمة إلى العربية.
من الشعر الأمريكي المعاصر الشاشة دِي نيرسكي
ترجمة: مصطفى عبد الرحمن
تعليقات الفيسبوك