نادي السرد يحتفي بمخيم المواركة

jaber khalifa 7* كتبت : صبيحة شبر
احتفى نادي السرد في اتحاد الأدباء في 25 نيسان برواية (مخيم المواركة) ومؤلفها جابر خليفة جابر ، أدار الجلسة الروائي محمد علوان جبر الذي رحب بالحضور وبالضيف الذي ولد قريبا من بوابة المعبد ، وفي مدينة الماء والصور والناس والأنهار ، واذا ذكرت القصة في البصرة ، سوف يذكر معلم من معالم القصة وهو محمد خضير ، وقد اختط المحتفى به طريقا خاصا في السرد، وقد أخلص لمنجزه القصصي ، ويتميز بالثراء القصصي وعدم اغفال الأشكال الفنية ، وأشار مدير الجلسة ان القاص خليفة من مواليد 1957 ، بكلوريوس تاريخ ، أحد مؤسسي جماعة البصرة ، شارك في كتابة المشهد القصصي ، نشر حكايات ذات أسلوب واضح ، أحد مؤسسي المشغل السردي في البصرة ، تولى الاشراف على ملتقى الأمل الابداعي.أبدى المحتفى به سروره وهو يتحدث من منصة اتحاد الأدباء، وقال ان أي منجز ابداعي هو خلق ، وهو حلم للجماعة البشرية ولكل انسان ، والمبدعون بشتى صنوفهم منتجون لحلم الجماعة في التغيير نحو الجمال ، ، والجماعة البشرية تحاول دائما فك رموز الأحلام ، وانطلاقا من هذا الأمر ، فالمبدع هو ساعي بريد موكل من الجماعة البشرية لنقل رسالة الابداع، وهو يعيش هما خاصا هو هم الأسئلة الوجودية ، لذا نجد المبدعين قلة وأرضهم مجازية ، وسمواتهم أكثر من سبع ، وأشار المحتفى به ان فعل الكتابة هو محاولة على الصعيد الفردي للخلود ، وهذا عين ما فعله القاص جلجامش، وبين القاص خليفة انه ليس مؤلفا حقيقيا ، وقد اتخذ موضوع الأندلس للتحذير مما سوف يلحق بنا ان سرنا على ما سار عليه أهل الأندلس ، ولم يخطط للعمارة الفنية في كتاب قريدون ، رغم انه كتب في خمس سنوات، وبين المحتفى به الى انه منذ ان نشر قصته الأولى عام 1986 وحتى التغيير ، نشر نوعين من النصوص ، النوع الأول باسمه الصريح وركز فيه على الشكل الفني ، دون أن ينسى المضمون ، والقسم الثاني نشره بأسماء مستعارة. وبعد التغيير اختفى الرقيب السلطوي القامع واتجه نحو الوضوح..تساءل الروائي عبد الكريم العبيدي : ما الذي يدفع السارد الى الابحار في متخيلة الأمكنة الخارجية ؟ بديهيا المكان ليس اكسسوارا مكملا للنص ، ويمكنه ان يقوم بدور العاكس لدور الكاتب ، وذكر الروائي العبيدي ان في احد اللقاءات تسأل المحاورة الروائية جابرا عن سر تمثل امكنة ولماذا الكتابة عن الأندلس ؟ وهل للمؤلف تقارب بين الواقعين ، ويرد جابر ان ما يجري الآن من احتراب بين الطوائف يشبه ما حدث في الأندلس ، وجاءت روايته لتعرض حال kh jaberالموريسيكين ولتقول ان أي مجتمع يتقاتل كما حدث آنذاك ، فانّ مصيره التلاشي ، المكان يغدو عنصرا فاعلا في تطوره وفي طبيعة الشخصيات ، ولكي نضبط تحولات أمكنة جابر وتفهم مزاوجة الأمكنة ، فهناك مكان محسوس داخلي يدركه المؤلف ، ويضيف الروائي العبيدي ان جابر يعترف ان عمار اشبيلية ارسل الرواية ، الرؤية وحدها تكشف غاية السرد ، وما تحمله من سبب اتخاذ المكان.يرى الناقد اسماعيل ابراهيم ان جابرا اختلف عما هو معمول به حين أضاف الميتا تاريخ ، وفي بدء القراءة يواجهنا السؤال : ما ذا يريد من مخيم المواركة ؟ الجواب هو كي يتبرأ من امرين الأول التوسع الشرقي على المنطقة الاسبانية ولكي يفهم الاحتجاج على كل اضطهاد ، ولكي يثبت قيم التسامح ويعيش الناس دون قيود ، ويضيف الناقد اسماعيل ان في الرواية أربعين نموذجا للقص وست عشرة شخصية مساهمة في القص ، وتعتبر (مخيم المواركة) رواية شخوص ، ويمكن سحب الواقع الى الذهن والى الفن ، وبين الناقد ان كل استعارة لحادثة متخيلة هي حدوثات مبهمة وكل استعارة جامعة هي حدوثات فنية ، وكل استعارة تجذب الينا خمس استعارات ، والرواية يمكن قراءتها بخمس أشكال..قالت الروائية رغد السهيل انها تتذكر البصرة حين تسمع بجابر خليفة الذي تكون البصرة حاضرة بكل أعماله وأضافت انها قرأت الرواية اكثر من مرة ، والكاتب الناجح هو الذي يترك بصمة ، وهذه الرواية تمثل أهمية في علاقة ارتباط المضمون بالشكل ، وكل كلمة في مخيم المواركة موزونة بميزان.يرى القاص كاظم الجماسي انه يمكن تلمس التناص مع عاشوراء ، واستحضار الفاجعة ، يجعل المؤلف عملية السرد لاستذكار ما حدث ، وان جميع الأحزان يمكن أن تحتمل اذا ما وصعت في شكل قصة ، وقد كسر المؤلف طوق السرد التقليدي باستخدام أكثر من تقنية..يرى القاص سعد محمد رحيم ان مخيم المواركة ليست رواية تاريخية ، انما تستثمر التاريخ ، والروايات العراقية التي تستثمر التاريخ قليلة ، وجابر خليفة استعار من التاريخ حدثا مهما وهو سقوط الدولة الاسلامية في الأندلس ، وتفكيك شعب كامل ، وانتقال الاندلسيين الى أماكن أخرى.يرى الأستاذ زهير الجبوري ان الحديث عن جابر خليفة تعبير عن مرحلة من مراحل السرد العراقي الذي انطوى على المحنة،، وابتكر طريقة سرد تجريدية ، وهذا شكل من أشكال كتابة ما بعد الحداثة ويعتمد على اللغة والانسانيات والايدلوجيا ، واشتغل على المضمون ، ليعطي شكلا خارج المألوف ، ونجد ان هناك وثيقة وشخصيات افتراضية ،امكنة أصبحت افتراضية من خلال المخيلة ، والرواية سرد ما بعد الحداثة.
قال الأستاذ ابراهيم جلال ان رواية ( مخيم المواركة) لها تفرد خاص ، لأنها امتلكت غرفا سردية من خلال المخيمات التي كانت تنتج سردا مغايرا ، وهناك مستويات للتأويل وتعددت فيها القراءات وبعث أكثر من رسالة ، تضمنت رسائله ان الدين الاسلامي لم يكن الدين الوحيد لذبح الخصوم.يرى القاص سعدي عوض الزيدي ان التسعينات كانت منطلق التغيير القصصي ، المستويات السردية ليست جديدة ، والكاتب جعل نفسه ناقدا للمجتمع..

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| مولود بن زادي : فوز الروائية الفرنسية آني إرنو بجائزة نوبل انتصار للأدب الواقعي!.

فازت الكاتبة الفرنسية آني إرنو بجائزة نوبل في الآداب لعام 2022 لشجاعتها في اكتشاف “الجذور …

| زهير العلالي : شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب تحتفي بالكتاب المتوج بجائزة الشيخ زايد العالمية لعام 2022 “السارد وتوأم الروح من التمثيل إلى الاصطناع” للباحث الناقد محمد الداهي.

نظمت “شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب” بدعم من “وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة” لقاء ثقافيا يوم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *