ماذا ستشعر عندما تنسى رائحة العشب،
عندما تُزَفُّ إلى الظّلام،
عندما تنفرط ذرّات التّراب من بين أصابعك،
عندما تستلقي على حشيّة فرشتها الشّمس لك،
عندما تفتقد صوتاً لم تسمعه من قبل،
عندما يخترق عظامك صوت أغنية
تأخذك إلى حيث تكون هنا أو هناك،
أنا الآن اتنفس كما لو كنت على سفح جبل،
كما لو لم أفعل من قبل،
وعندما أغوص في داخلي،
وأنسى نفسي أجد يرقة خضراء تميل إلى الاصفرار
تستقرّ على سروالي القصير
تزحف ببطء، أراها بوضوح فوق القماش الأبيض
الذي امتلكته، تحرّكت بحريّة ثم تّوقفت، رفعت جذعها، أدارت نظرها
سلّطت عينيها النّافذتين كمنظار صغير
حدّقت، ركّزت نظراتها كما لو أنها
تتوهّج من خلال حلم،
حيث لا علامة للموت،
نظرت حولها،
وضعتُ سبابتي في قمّتها،
حيث أتوقّع أن يكون رأسها،
من تلك الزّاوية لم أرَ عيناً أو أذناً،
ولا حتى تلك الأرجل المتناهية الدّقة،
لكنّها استمرأّت الزّحف على راحة كفّي الدّافئة
بدلاً من سطح سروالي القصيرالبارد،
تساءلت وهي تزحف على راحة يدي الدّافئة،
مقارنة مع العالم البارد فوق سروالي القصير،
ثم تساءلت أيّ يدٍ ستقودني إذا ضعت؟
أكاد أشعر بها، أراها ترفع رأسها ثانية،
تستشرف المستقبل،
تزحف فوق الأصابع الخمس حيث ستسقط عند النّهاية،
ثم رأيتها ترفع رأسها مرّة أخرى وتبدأ استكشاف المستقبل،
حيث السّطح الأملس لأصابعي التي ستقودها إلى السّقوط،
وربمّا الموت،
عندئذ جمعت أصابعي لأجعلها كأساً يحميها،
وضعتها على العشب
لتبارك الحديقة.
ما سيحدث لي، لها في المستقبل غامض،
ربما سنكون ضوءً في الكون،
لا يترك أيّ أثر.
– شاعرة أمريكية لها عدة دواوين، أهمها مطبوع في بنجوين “نيويورك”
من الشعر الأمريكي المعاصر Vالعودة فرانسيس ريجي
ترجمة: مصطفى عبد الرحمن
تعليقات الفيسبوك