هشام القيسي : ممالك مؤيد الراوي الجليلة (ملف/4)

hosham alkaisyإشارة :
تقدّم أسرة موقع الناقد العراقي هذا الملف تحية للمبدع العراقي الكبير الشاعر “مؤيد الراوي” في مسيرته الإبداعية الثرة ، ولمسة وفاء له في محنته الصحية العصيبة وهو يقاومها بإرادته الجبارة. تهيب أسرة الموقع بجميع الأخوة الكتّاب والقرّاء المساهمة في الموقع بما لديهم من دراسات ومقالات ومخطوطات وصور . وسيكون الملف مفتوحا على عادة الموقع منطلقين من أن الإحتفاء بالإبداع لا زمن له .

المقالة :
شاطرته تحشدات هذا التكون ، وفي ثناياها توقدات توقع في الأفق خطواتها بوسع هذا المدى

وكل مدى.

بين أسفار الغربة ( بغداد ، بيروت، برلين ) حملته الأيام صرخة بأوسع من حجم الفم ،

وحملته الأحزان أسئلة أرخت لمواعيد نجمة الصباح ،

إنه طرق النوى لتستفيق شعاب الوطن المتأجج فوق أهداب النهار ،

وفوق مساحة العراق

ومستويات الأوجاع .

كان يقرأ اسطورة الأشعار في كل مكان
وفي كل وقت وسط المطر والحريق ،

وكان بين الركام وفي كل الوجوه

راوياً يمشي بلا خوف :

muaiad 5(( هذه الأرض ، مميزة العطب

ملائمة لقرارات الطغيان كما للوهم .

أرضي مسقفة

بأعضائي

الفائضة

تستوعب الشرق والقطب الشمالي ،

مثلما تأكل رأسي المجزأ لدى الطيور والقادة ))

من قصيدة طلقة للعراق .

قد كنت أعرف إن ( إحتمالات الوضوح )( 1 ) المتسابقة بخطى الاشراق تنشر عطر شعر
يخرج من مخيلة فريدة ، ومن تأريخ ناري يسكر في تأشيرة عبور ،

وكنت أعرف إن أوراد المدينة بين الصحاب ومنتصف الكلام كانت كتابات في قامة الليل الملغومة :

(( فالليل أسود وبصرنا كليل

شبح أو طيف يتخيلنا ويتبعنا

هو من الماضي أو في الحاضر يقف

يترصد ثم يعلن إنه الحارس التوأم

فيأخذنا للرحيل سوية

بعيداً عن رؤية الأشياء ،

وعن الأوهام ، وعن تراكم الذكريات 00 ))

kh muaiad alrawi 1 من قصيدة مرثية لنا نحن الباقون والشمس تغرب.

ها هو الشعر في ( ممالك ) ( 2 ) يهطل مخيلة تعرف الشرارة

وتعرف الجدل

والطيور

والاشارة ،

وها هي ( ممالك ) تعلو في ضوء الشبابيك القديمة

والشعر ،

تمنح نشيدها لكل غيوم الروح

وتكتب كل لغات الأيام .

في الكتابة الشعرية الجديدة لوائح كل ذلك العناء

بين أحناء الضلوع والدموع ،

وفي الكنابة الشعرية الجديدة قامات ( م ؤ ي د ) تشع في الأفاق ملء السماء

وقامات تقف الآن بين النظرة والحلم.

يا مؤيد الراوي

أنت صنو الشعر ، وأنت مشروع محجوز للابداع ،

سلام عليك يا كل هذه النهارات ،

البدايات عرفت الصواب

والسنوات أخرجت ما نريد من كنابات

ومن مسرات ،

وحدك في برلين تستعيد الأشياء

والأسماء ترشد من زمن بعيد الى ( شاطرلو )

والى أغنيات السواقي بين كل البيوت .

————————————————

( 1 ) إحتمالات الوضوح ، الديوان الأول للشاعر بيروت 1977

( 2 ) ممالك ، الديوان الثاني للشاعر بيروت 2010

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *