إشارة :
تقدّم أسرة موقع الناقد العراقي هذا الملف تحية للمبدع العراقي الكبير الشاعر “مؤيد الراوي” في مسيرته الإبداعية الثرة ، ولمسة وفاء له في محنته الصحية العصيبة وهو يقاومها بإرادته الجبارة. تهيب أسرة الموقع بجميع الأخوة الكتّاب والقرّاء المساهمة في الموقع بما لديهم من دراسات ومقالات ومخطوطات وصور . وسيكون الملف مفتوحا على عادة الموقع منطلقين من أن الإحتفاء بالإبداع لا زمن له .
المقالة :
شاطرته تحشدات هذا التكون ، وفي ثناياها توقدات توقع في الأفق خطواتها بوسع هذا المدى
وكل مدى.
بين أسفار الغربة ( بغداد ، بيروت، برلين ) حملته الأيام صرخة بأوسع من حجم الفم ،
وحملته الأحزان أسئلة أرخت لمواعيد نجمة الصباح ،
إنه طرق النوى لتستفيق شعاب الوطن المتأجج فوق أهداب النهار ،
وفوق مساحة العراق
ومستويات الأوجاع .
كان يقرأ اسطورة الأشعار في كل مكان
وفي كل وقت وسط المطر والحريق ،
وكان بين الركام وفي كل الوجوه
راوياً يمشي بلا خوف :
(( هذه الأرض ، مميزة العطب
ملائمة لقرارات الطغيان كما للوهم .
أرضي مسقفة
بأعضائي
الفائضة
تستوعب الشرق والقطب الشمالي ،
مثلما تأكل رأسي المجزأ لدى الطيور والقادة ))
من قصيدة طلقة للعراق .
قد كنت أعرف إن ( إحتمالات الوضوح )( 1 ) المتسابقة بخطى الاشراق تنشر عطر شعر
يخرج من مخيلة فريدة ، ومن تأريخ ناري يسكر في تأشيرة عبور ،
وكنت أعرف إن أوراد المدينة بين الصحاب ومنتصف الكلام كانت كتابات في قامة الليل الملغومة :
(( فالليل أسود وبصرنا كليل
شبح أو طيف يتخيلنا ويتبعنا
هو من الماضي أو في الحاضر يقف
يترصد ثم يعلن إنه الحارس التوأم
فيأخذنا للرحيل سوية
بعيداً عن رؤية الأشياء ،
وعن الأوهام ، وعن تراكم الذكريات 00 ))
من قصيدة مرثية لنا نحن الباقون والشمس تغرب.
ها هو الشعر في ( ممالك ) ( 2 ) يهطل مخيلة تعرف الشرارة
وتعرف الجدل
والطيور
والاشارة ،
وها هي ( ممالك ) تعلو في ضوء الشبابيك القديمة
والشعر ،
تمنح نشيدها لكل غيوم الروح
وتكتب كل لغات الأيام .
في الكتابة الشعرية الجديدة لوائح كل ذلك العناء
بين أحناء الضلوع والدموع ،
وفي الكنابة الشعرية الجديدة قامات ( م ؤ ي د ) تشع في الأفاق ملء السماء
وقامات تقف الآن بين النظرة والحلم.
يا مؤيد الراوي
أنت صنو الشعر ، وأنت مشروع محجوز للابداع ،
سلام عليك يا كل هذه النهارات ،
البدايات عرفت الصواب
والسنوات أخرجت ما نريد من كنابات
ومن مسرات ،
وحدك في برلين تستعيد الأشياء
والأسماء ترشد من زمن بعيد الى ( شاطرلو )
والى أغنيات السواقي بين كل البيوت .
————————————————
( 1 ) إحتمالات الوضوح ، الديوان الأول للشاعر بيروت 1977
( 2 ) ممالك ، الديوان الثاني للشاعر بيروت 2010