توقفوا
فنحن نائمون
اقدامُكم من الحديد تسحقُ الأحلام
هل نحن حقاً قد غفونا كلّ تلك الدهورْ ؟
أم اننا في مَكمَنٍ
نرى إلى قاتلنا من نخرة العظامْ ؟
نظراتُنا تجمّدتْ
حتى غدتْ جباهُنا تُقرأ كالمَمحو من السطور
**
كانت جموعُ الجنّ في الفجر على مهودنا تطير
تصرخُ في أحلامنا
تنبشُ في أسرارنا
بحثاُ عن النار التي تُنضج في صدورنا الغرورْ
لكنها لم تكُنِ الجِنّةِ
بل أسرابَ غِربان الصواريخ التي تفقسُ في الظلامْ
أورامُها تسقطُ من أجسادها
كالورق اليابس في الرياح
أفواهها تبتلعُ السُخام
حتى إذا ما انتفختْ
تفجّرتْ تنفثُ من أذنابها الشرور
**

مَعْ صرخةِ النار تطَيّرنا من الفجر الذي
يفتحُ أزرار قميص النومِ للرصاص
لم نكُ راغبينَ باليقظةِ
لكنا نفضنا الثلجَ من عروقنا
لنستثيرَ رغبةَ الأمواتِ بالنشور
جيلٌ إلى الآخر في مِغرَفةٍ
يُسلمُ ما في لحمه يسقط ، أو عظامه
من دون أن تُفرّطُ الأجيالُ بالميراثِ
أو تلقي بما خلفتِ الديدانُ في صحونها إلى فم التنور
حتى أتي الغزاةُ ذاتَ ليلةٍ
فَعَرضوا أحداقَنا للبيع في متاجرٍ
وألقموا عظامَنا كلابَهُم
ووكدُهُم
أن يُطفئوا نورَ الفوانيس التي في الصدور
ليقتلوا الماردّ في غفوتِهِ
ويُسلموا مفتاحَ بغدادَ إلى سيّافِها ” مسرور “