كريم عبدالله : في جيوب البالات* كانت لنا أحلام

karim abdullahلمْ تؤازنا ( البالات )* المعبّأة في أقفاصِ أفراحنا …./ لمّا هبطَ شتاءُ الرصاصاتِ كــ نافورةٍ تغسلُ زهوراً إصطناعيةً …./ زيتُ أغنياتها لمّعَ عبثاً صدأَ نشيد السلالَ المتعطّل …………………..
خلفَ ابوابِ المجنزراتِ تنكّبَ الملاذُ يلحسُ الوداعَ …./ المدنُ المهوّسةِ بالخلاصِ أثمرتْ شوارعها تتسوّقُ هذياناً طائشاً …./ والشاحنات غادرتْ تعجُّ بأكياسِ الذكرياتِ المنكوبةِ ……………
تعلّقَ متأرجحاً صباحُ أخيرٌ وغابَ منّدساً تحتَ وثائق مؤجلة …/ اسمالُ الليل جعّدتْ روزنامةً بلا تواريخ لـــ أشجارٍ عاريةٍ …./ واحدة بعدَ أخرى تنزعُ الأوراقَ أيامها العجولة على سريرِ الفحص
العبواتُ أمامَ بابِ الحقيقةِ ( طشّرها )* وعيدٌ ينضحُ بـ الترقب …/ والكلماتُ المتفكّرة بــ التلثّمِ هتكَ أستار بوحها نردٌ مجروح الأعتذار …/ فلا رجوعَ لــ وميضِ ندىً يتوحّمُ عبورَ أسلاكٍ شائخة ……
الألمُ الواقف على مشارفِ ( المسْطَرْ )* عبثاً ينتظرُ حافلةً …./ هناكَ عملٌ كثيرٌ على رفيفِ الراياتِ أنْ تزرعَ البطالةُ في الحنين …../ فــ المعاول إفترشتْ خارطةً تنبشُ عنْ وطنٍ في دفاترَ قديمة
الذاهبينَ الى هناكَ …………………………………../ حبيباتهمْ ينتظرنَ على سطوحِ الوحشة الهوياتِ الطافية في تجاعيدِ البناطيل…./ ….. لكنّهنَّ أدمنَّ الدموعَ وأحتفظنَ بالتصاويرِ تحتَ ( دشاديشهنَّ )* على الوسادةِ ………………….

البالاتْ : ملابس مستعملة مستوردة من خلف الحدود .
طشّرها : كلمة عامية معناها فرّقها .
المسْطَر: مكان يتجع فيه العمال من مختلف الحرف ينتظرون منْ يستأجرهم للعمل .
دشاديشهنَّ : كلمة عامية معناها ملابسهنَّ ( للنساء ) .

بقلم
كريم عبدالله
بغداد
العراق

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. قصي الشيخ عسكر : همسات من الشعر .

1 مثقلة بالحزن منفضة السجائر لا أعقابَ سجائر تلسعها لا بعض رمادْ تبقى ،عالمها المنفى: …

| عبدالقادر رالة : زّوجي .

    أبصرهُ مستلقياَ فوق الأريكة يُتابع أخبار المساء باهتمام…      إنه زّوجي، وحبيبي..     زّوجي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *