ليلى الحسيني : كتاب (تجارب مسرحية) للفنان والكاتب قاسم ماضي رصد لعدد من التجارب المسرحية المحلية والاغترابية

kh kasem 4يمكن القول أن ثمة تقاعس يسود المشهد النقدي في العراق وبقاع مختلفة من عالمنا العربي لأسباب ذاتية وأخرى موضوعية ، فما يصدر من نتاجات مطبوعة أكثر بكثير مما يقابله من آراء نقدية ومما لا شك فيه ان هذه الظاهرة زادت في الآونة الأخيرة بفعل عوامل متعددة منها طبيعة العلاقات التي باتت تسود المشهد الثقافي وإنصراف الانظار الى التعبير عن الآراء حيال اي نتاج فني او ادبي عبر نوافذ أخرى كوسائل التواصل الاجتماعي التي تجتمع النخب حول حائطها ، الأمر الذي يجعل الحاجة قائمة لوجود نشاط نقدي مواز ٍ يدرس الظاهرة الابداعية التي تصل القارئ ويبحث في مضامينها ضمن عملية نقدية لها معيارها الخاص ، وفي كتاب ( تجارب مسرحية ) يحاول الفنان والكاتب قاسم ماضي ان يروي ظمأ الساحة النقدية بما تجود به ذائقته النقدية في تقييم ما اتيح له مشاهدته من عروض مسرحية قدمت على خشبات مسارح عراقية لمخرجين عراقيين ، وأخرى قدمت على مسارح أمريكية وكندية ، وجاءت صيغة الكتاب على شكل مقالات منفصلة حملت رؤى الكاتب النقدية التي قرأها بعين الفنان متناولا ً الخطاب الفني لكل عمل من الناحية الفكرية والجمالية ، وهو إذ يرصد تلك العروض إنما يحاول أرشفتها
وسبر أغوارها لإيصال صداها الى المتلقي الذي يبحث عن المعرفة والذي يحاول ان يجد إجابات عن أسئلته التي ربما تبلورت لدى مشاهدته للعرض المسرحي ، ومن الملاحظ ان الناقد قاسم ماضي ذهب بأسلوبه الخاص في تقييم العروض ولم يتخذ منهجا ً بعينه وجاءت مادته مشوقة و خفيفة تماهت بأسلوبها بين الطرح النقدي والعرض الصحفي ، ما يجدر ذكره في هذا المطبوع ( تجارب مسرحية ) أنه إحتوى على أبواب أخرى فضلا ً عن التصدي لقراءة بعض العروض المسرحية حيث شمل الكتاب حوارات مع عدد من المشتغلين في فضاء المسرح من أولئك الذين سماهم بالمهمشين ، ولعل فكرة التهميش هي أحد الاسباب التي دعت الكاتب لإطلاق هذا المطبوع فبغض النظر عن بعض الاسماء المعروفة التي تناول الكاتب نتاجها المسرحي ، تناول الكاتب عددا ً من التجارب المسرحية لبعض الاسماء المهمشة التي لم تجد سبيلا ً لتسويق تجربتها الفنية المسرحية سواء من أولئك الذين يكتبون النص المسرحي أمثال المسرحي والقاص عبد السادة جبار أو المخرج والمؤلف المسرحي ميثم السعدي الذي يقيم في كاليفورنيا وغيرهم من المهمشين لذا جاءت كلمة المقدمة لكاتبها عبد السادة جبار الذي قال ( أراد قاسم ماضي أن يقهر التغييب الآخر في ذلك البلد بالاستذكار والكتابة عن انجازات المسرح العراقي عبر إبداع المغيبين في الماضي والحاضر عن الذين اقتنصوا فرصة ما لينشغل الاعلام عنهم ) وإشتمل الكتاب أيضا على تناول تجارب لفنانين مغتربين سواء من العرب او العراقيين الذين قدموا بعض التجارب المسرحية التي تناولت مشكلات المنفى وتعقيداته والتحديات التي واجهت المغترب العربي وما نتج عنها من أزمة الهوية لدى بعض الاجيال وموضوعات أخرى . ويمكن القول أن كتاب ( تجارب مسرحية ) هو محاولة لفتح نافذة نقدية أمام ما يطرح من تجارب مسرحية محلية أو في بعض الامكنة التي يتواجد فيها الفنانون العراقيون أو العرب كأمريكا أو كندا ورصد تجاربهم عبر مجهر التقييم ، وتجدر الإشارة أن هذا الكتاب صدر عن مكتبة عدنان ويقع في 139 صفحة من القطع المتوسط ويعد هذا المطبوع الثاني للفنان والكاتب قاسم ماضي حيث سبق وأن أصدر كتابا ً بعنوان في ( ثنايا القصائد ) .

ليلى الحسيني

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. سناء الشعلان : الكوفحيّ يصدر كتابه “تحدّي الإعاقة الجسديّة في نماذج من قصص الأطفال” .

صَدَرَ حديثاً في العاصمة الأردنيّة كتاب “تحدّي الإعاقة الجسديّة في نماذج من قصص الأطفال” للأستاذ …

| مولود بن زادي : مباريات الجوع: السلسلة التي تجاوزت مبيعاتها 100 مليون نسخة! .

بقلم: مولود بن زادي أقلام مهاجرة حرة بريطانيا   كان للميثولوجيا الإغريقية عبر العصور بالغ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *