(1)
حين رحلنا
لم تَمُتْ حديقةُ دارِنا …
النّخلةُ التي تتوسَّطُ الحديقةَ
كانت تبكي
فتسقي العشبَ والأورادَ
(2)
حين رحلنا
لم نجدْ من يقولُ لنا :
رافقتْكُمُ السَّلامةُ
فجيرانُنا كانوا قد سبقونا
(3)
حين رحلنا
لم يكنْ معنا زادْ
ولكنّا لم نشعرْ بحاجةٍ الى الطَّعامِ
كنّا نصيحُ بأصواتٍ مختلطةٍ بالدُّموعْ :
بغداد
بغداد
فيذهبُ عنّا الجوعْ
(4)
حين رحلنا
لم يتمكَّنْ منّا المرضُ
فكلَّما شعرَ أحدُنا بوعكةٍ
استنشقَ ترابَ دارِنا
الذي حملناهُ معنا
فيتشافى
(5)
كانتِ الأمَّهاتُ العراقيّاتُ
يغنينَ لأطفالِهِنَّ وهم في المهودِ :
( دللول
دللول
عدوك عليل
وساكن الجول ) …
الآن تغيَّرَ الأمرُ
وها هنَّ الأمَّهات العراقياتُ في مخيَّماتِ النازحين
يغنِّينَ لأطفالِهِنَّ :
( دللول
دللول
أنتَ عليل
وساكن الجول )
ولا حيلةَ لي يا ولدي
(6)
جاءَنا بشكلٍ مفاجئٍ مَنْ يُخبرُنا
أنَّ بيتَنا تشقَّقتْ جدرانُهُ
إثرَ أصابتِهِ بقذيفةِ هاونْ
وأنا أنفي هذا الخبرُ
فبيتُنا ما تشقَّقت جدرانُهُ
بسببِ قذيفةٍ
بل تشقَّقَت ألماً على فراقِنا
مثلما تشقَّقتْ قلوبُنا ألماً على فراقِهِ
غزاي درع الطائي : رحيل عن العشب والأوراد
تعليقات الفيسبوك