عادل علي عبيد : قصائد خجولة (القسم الثاني)

adel ali obaid(51)

السماوات السود
يقطرن دما
هناك بعض بياض
ابصره قادما من نينوى

(52)
من انكسار الضلع
جاءت الضلوعية

(53)
النزيق يجهل التوقف
القلب النابض متعثر الخطى
الحركة .. عدها التنازلي
تضمحل صورتها
وهناك من خلف الغمام
ثمة افق ناصع البياض

(54)
النهايات جريئة دائما
لم تغلق افقها
رغم الهزيع الاخير
لكن انينا ينساب
يشايع الساقية
(55)
بعد ان نفذوا عملية الذبح
اجتمعت العصافير
في ذات المكان
ورتلت قداس النشيد

(56)
تنفس النزيف
مرتعشا
يسيح
يرسم خارطة العراق

(57)
آمرلي التي امتشقت المجد
تسورها المواقف
شيخ يقبل السلاح
طفل يبتسم رغم الجوع
امرأة تجهز الرصاص
ومقاتل يحمل هم العراق

(58)
سواقي مكيشيفة
عروق متيبسة
تحلم بالدم بالماء

(59)
زغاريد الرصاص نشيد
تلتبس بشعارات الهجوم
والعصف المشاكس
يعيد سويلفة الوجوم
لكن الرصاص يصر على النشيد

(60)
ركز الجرح
فالارض ملآى بالامنيات
وساعة الصفر
قد ازفت
هل اعياك الانتظار ؟
اضغط على الجرح
فالنزيف لا يؤتمن

(61)
قد يحجبون الصوت
لكن البريق الوقح
يفيض بالبريق
يسمو
ويرسم علامة النصر

(62)
في زاوية معتمة
من حجم البياض
هناك
يفصح السواد خائبا عن تألقه

(63)
يوقظني الأنين
الحزن المتلفع بي
يحاصر النهايات
والقوافل المهاجرة
أصواتها .. جلبتها
تنساب نحو الشمال

(64)
الفجر المحاصر بالآهات
يستبق الغبش
الحمائم التي تتخذ المآذن
تزيد في النواح
بعد قليل
سيمر النعش

(65)
مدن مستباحة
مدن تنتظر الحشد
تهامس الشيوخ
لمن سنرفع شارات النصر

(66)
قناديل متراقصة
أشجار قلقة
أنامل مرتجفة
مشهد وجل
يضج بالقلق
متى يحط البحار رحاله
في ذاك الفنار
(67)
سماوات مشتعلة
سنابل محترقة
ارض مجروفة
مياه ملوثة
تلك هي حسنات الغرباء

(68)
العيون المحدقة بنا
مثقلة بنعاس السنين
غبار الزمن
وهناك ..
على طرف النهر
تصبو عيون المغدورين

(69)
عيون صديقة
عيون عدوة
عيون أخرى

صديقة .. عدوة
(70)
النهر المنحني
يهاجر نحو التخوم
يتهادى منسابا
صوب الجنوب
سأبعث قصائدي
بردا
تحملها المويجات المغادرة
تصل الجنوب
لتقول :
النصر آت لا محالة

(71)
الليل مستودع السر
الليل لا يحفظ السر
الليل السر / سر الليل
يختفي خلف الظلام
النهار الذي يتسلق الليل
لا يصل القمة الكاذبة
(72)

أزيز الرصاص
لا يرهب المقتول
فالأرض ساكنة
كالجسد
والحفيف النواح
مجنون
يهاجر إلى كل الجهات

(73)
ينحدر النهر من القلب
يجري في العيون
فمن يدلني عن النبع ؟

(74)

في جبل سنجار
يتحد الحب
يجري في العروق
لكن الممر يضيق

(75)
اسرج الصبر
ساعاتك النحسات
تتناسل عقاربها
تلد مسوخا للزمن

(76)
الوطن الذي علمنا الصبر
ينتشي بالجروح
ويصبر إلى النهايات

(77)
قبل أن يستشهد
نقش على ذراعه :
… يا وطنا مشرئبا كهام النخيل

(78)
وحدي أجوب النياسم
أفتش عن وجه
غادرني
سأهتدي إليه
لم اهتد إليه
(79)

يا كل الثوار المؤمنين
تلك الأرض المغصوبة
مقابرها لا تشبع من الأجساد

(80)
السياف الجاثم على الرأس
يرفع عينين زائغتين
والجمهور المحتشد
يكبر ببكاء

(81)
الفأس تهوي بقوة
الثور المجنح يجهل الطيران

(82)
كل القتلة .. كل المرتزقة
الشيشان والأفغان والسعوديين
الأردنيين والليبيين ….
يتوقون إلى الحرية
يحلمون بها
ويجسدون الأمل الحلم
في العراق

(83)
ها أنت أخيرا بوجه جديد
بقناع بال
يتلبسك الشر
لا تقوى على البوح

(84)
لا تختبئ خلف الرايات السود
لا تحتمي بها
فلطالما حملها غيرك
قد تفصح عن ليل
يختبئ خلف ليل

(85)
تستهويك الألقاب
حلمك يخدع الغربان
خلفك محجور فيك

(86)
من فوق الملوية
أبصر عيون الذئاب
تحدق بنا
(87)
يستفيق الجرح
يفتق الشرايين
يتوارى خلف النفوس
ليستنهض القلب

(88)
سنرفع القبعات
سنحمل الخوذ
ستسمو الأكف
تهتف لمن رفض الإخلاء
وراح يضغط على جرحه
(89)
طرق مأهولة
نياسم افعوانية
خارطة وقحة من سرف ومجنزرات
تتشابك
تنفد إلى القلب

(90)
النثيث المتقاعس
يتساقط على الأجساد المرمية
ويقول : عذرا

(91)
الضباب يحجب الصور
والعشو الذي أصابنا
أكد حيرتنا
تتقافز الشخوص
وترتفع علامات النصر
فالكل يقول : أنا العراق
(92)
عندما نحتفي بالحزن
نعلم أن الحزن صديق لن يفارقنا
تجدد بنا
وتجددنا به
كل الحزن سيمسي فرحا
عندما
(93)
في الفاو .. في العلم
أشم رائحة الطين *
في المنفى لم أشمها
سألت العرافين عن ذلك السر
قالوا :
إنها رائحة مخصوصة بثرى العراق
• قيل إن رائحة الطين تطيل العمر

(94)
تراب أمي
مسكا ..
غادرني
مرة شممته
ووجدته في الوشم
الماثل في النسوة
هناك

(95)
تصطخب المدن بالغرباء
اللحى الشقراء الكثة
الجلابيب السود
السيوف التي تغازل الشمس
العيون التي تبرق من السيوف

(96)
جسمك منهك
التأوهات التي
أشارت إليك
تهد قواك
وأنت تكابر كالمجد
الطين وسادتك
يشير إليك

(97)
أتذكر
رغيف الشعير الذي تقاسمناه
سيول القنابل التي توالت على قرانا
الجوع الذي تشاطرناه
أتذكر
الحروب التي مرت بنا
القتل المجاني الذي حل علينا
كنا ننهض سوية
نعض على الجرح
ولا نبالي
أتذكر
اننا لم نفترق
.. لم نفترق

(98)

من خلف الحدود
تمر الضغائن
ابناؤنا العقوق
ابطال المسرحية
شخوصها
الذين باعوا الارض

(99)

العبوات المزروعة في الارض
مسقية من ماء الاحقاد
فلاحها الموهوم
لا يرى الا صورة واحدة
(100)

لنلملم الجروح
فالقاعدة يا اخي
ليس لها قاعدة
لا ترتكز على

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| عدنان عبد النبي البلداوي : قالوا  وثَـقْـتَ .

لـكـــلِ قــافــيـةٍ عَــزْفٌ ، تــوَلاّهــا وحُسـنُ مضمونها، إشراقُ مَغْـزاهـا أجـواؤها إنْ حَواها الصِدقُ عامـرةٌ وعَـذْبُ …

| د. قصي الشيخ عسكر : همسات من الشعر .

1 مثقلة بالحزن منفضة السجائر لا أعقابَ سجائر تلسعها لا بعض رمادْ تبقى ،عالمها المنفى: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *