مقداد مسعود : قمرٌ..من قرنفل وقداح : الشهيد الشيوعي العراقي..

mokdad 7القيت هذه القصائد في الفعالية الثقافية التي اقامتها محلية البصرة للحزب في 14/ شباط ، كما القيت في
مهرجان (طريق الشعب الثالث) / حدائق الاندلس – بغداد- 6/ آذار/ 2015
مقداد مسعود

(*)
مَن يجففُ قميصي من الذكريات ؟ ولانجمة َ في
شتاءِ قميصي ؟
متى يتوقف ُالطيرُ عن حراسةِ شهدائنا وجسورِ المدينة
فالشهداءُ لاتجاعيدُهم فيهم ..
لايذهبون الى النوم
لايستديرون ..
في ظلامِ الطريق ..
يتعطر البنفسجُ من أصابعهم
وهم يجترحون النوارسَ من الياسمين
يتجنبون الكراسيَ السخام ..
يدربون الحياة على الندى
والشهداءُ لايطلبون المزيد َمن الشهداء ..
ولاينتظرون ….
لاينتظرون..
البريد …
(*)
قبل أرتفاع الضحى 7/2/ 2015 قصدنا حديقة ُ الغرباء في الاعظمية..
قصد ناك أيها الفادي والمفتدى ..الثابت والمتحرك كالانهار
ياوطنا منضودا في الفقرات العنقية
قصدناك
بحنّاء الفاو…وبرحيّ البصرة وأثل الزبير وشجرة آدم
يتقدمنا خريجو نقرة السلمان ،خلايا الانصار- شمعة ُ رابطةِ المرأة العراقية في البصرة ،
ريفيون عباءاتهم بلون الخوخ، بلون الفواخت دشاديشهم، ينتعلون التميمة، واهازيجهم من زهر البمبر، ،تلاميذ ُ بصحبةِ آبائهم – يتوسطهم شاعرٌ منذورٌ للرمان
فجأة ً…انشقّ الضريحُ : رأيناكَ ياسيد القمح البعيد ،متقوسا على اغلالِك تصوغ منها مفاتيح َ العراق .رأينا القداح في جبينك ،وفي ساعديك القرنفل …
وانفتحتْ يداك للعناق..
(*)
حصة ُ العراقِ مِن الالوان ِ
الاسود والخاكي
من أسوّد الامهات وخاكي أولادِهنّ
تسجّى العلم ُالعراقي
(*)
الشهداءُ..
يتهمون الكراسي باللزوجةِ والزهايمر
والكراسي لاتُتقنُ من الالعابِ الشعبية والمستوردة سوى
: جر الحبل .
لهذا تبقى عقدةُ الحبل هي ربطتنا الخشنة جدا
أما الطرف الثاني من الحبل..
فهو راسخ ٌ في المخالب والأظلاف..

(*)
كلنا نعلم ُ: شهداءُ العراق : لايتوقفون عن الانتاج
لاتشملهم العطل الرسمية
فكيف لايكون زائر المقابر في متاهته..
ياعسكر عبود،يارفيقي ابا عادل..اشهد انك في 7/ 2/ 2015
كنت معنا ضمن فعاليات يوم الشهيد الشيوعي .. نظمتها محلية البصرة
وكنت معنا في زيارة الشهداء والموتى في وادي السلام
وكنت معي ثم افترقنا انت دخلت من باب( صالح وهود) لزيارة ولديك الشهيدين
وانا قصدتُ المنعطف الثاني لزيارة حديقة آل مسعود
وكعادتي احتضن امهاتي وتصرخ اختي من جمرةٍ لاتخبو على شقيقنا بقبره الشاغر..
وحين القيتُ عليهم تحيتي الدائمة : الى اللقاء..ثم اتصلتُ بك حسب اتفاقنا……
ليلا و في صحن أسد البلاغة وإمام نهجها ،أنت وابو سلام وابو بهاء باغتني قائلا :
كنتُ وسط المكان المعتاد ،فأنا اعرفُ : العنوان الحجري لولديّ وهو يعرفني ايضا ..لحظة عميقة ملأتها الحيرة : أين أولادي ؟ ثم جاءني الصوت كتيما: نحن في مكاننا يا أبي..منشغلان بضيوفٍ كرامٍ بررة هم شهداء العراق الجدد..فأطمئن …أخي وأنا رأيناك ياوالدي أبيا وفيا
في عراقٍ حزين ..
(*)
أيها المثّبّتُ في قصائد المناسبات ؟
المعيلُ بعد ثلثِ قرنٍ من ظلام التراب الجماعيّ المجهول.
كم شاسعة ٌ المسافة ُ بين موتِك القاني خلفَ كونكريت الحكومات
وموتِك العلني تحت جادر الفاتحة
المعزون الاوائل الراحلون
أرسلوا ورثتهم في الوفاء للتعزية
والطفل ُ الذي كان جنينا هاهو وأولاده يتلقون العزاء
: ذكرياتٌ صفرٌ لكن ذاكرتَك تتسرب فينا ومنا
بأشجارِها وينابيعِها وسماواتها الخضر..
(*)
هل انا أنتَ ؟
فمن أنت؟ أكون؟
أيها المغبرُ وسط َاناقاتِنا
العاري بين الاقمشة..
الحافي بين البساطيل
لاسقفَ لك وانت البنّاءُ الاعظم
لاماءَ في شفتيك
سوى الأمل / الألم
بجسدك يصححون أخطاءَ رصاصاتِهم
ويختبرون الحبالَ بعنقك ِ
ملحُ الارض من قدميك
لايكرهك في هذه البرية
سوى الخنزير
ولاتغارُ منك سوى الحمامة ِ والوردةِ والنجمةِ والاغنيات
ياسيدي …
وسيد القرنفل والقداح والقمح البعيد..

*القصائد منشورة في (طريق الشعب)/ 8/ آذار/ 2015

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. قصي الشيخ عسكر : همسات من الشعر .

1 مثقلة بالحزن منفضة السجائر لا أعقابَ سجائر تلسعها لا بعض رمادْ تبقى ،عالمها المنفى: …

| عبدالقادر رالة : زّوجي .

    أبصرهُ مستلقياَ فوق الأريكة يُتابع أخبار المساء باهتمام…      إنه زّوجي، وحبيبي..     زّوجي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *