ترجمة : حسين عجة
الفصل الثاني
(عند هذه النقطة، ولكي أخفف من سخط الجيديّين (بالنسبة لأندريه جيد م.م)، نصفهم أو كلهم، ولكن ليس طواعية، قبلت بوضع هذين الهلالين المختصرين لكل أولئك الذين ينزعون نحو التشبيهات والذين يستطيعون تأويل "الحياة بخطورة"، أي الذين يتحدثون عن انتصار الخازوق الفارغ، كلعنة قومية للأنا المنفية ضمن العادة. يدافع الجيديون عن عادة العيش –يبحثون عن نعت. جملة زائفة خالية من المعنى. أنهم يضعون قائمة تدرجية بالعادات وكأن هناك عادات جيدة وأخرى سيئة. أن موائمة العضوية الإنسانية إلى ظروف وجودها لا يتمتع إلا بالقليل من المعنى الأخلاقي تماماً كما لا يتمتع رمي ضربة الهدف بمعنى، حينما لا يكون المرء متأكداً بأن الحفل قائم أو لا؛ كذلك فإن الحث على التكيّيف مع عادة ما لا معنى له كما لا معنى لحث المرء على التكيّيف مع الزكام). ألمٌ الوجودِ هو : اللعبة الحرة لجميع الملكات. ذلك لأن العبادة المؤذية للعادة تشلُ انتباهنا، وتسحب عنا وصيفات الإدراك الحسي، اللواتي لا أهمية جوهرية لخدماتهن.
فالعادة تشبه فرنسواز « habit is like Françoise »، الطباخة الخالدة في بيت بروست، التي تعرف ما الذي عليها القيام به، والتي تقبل بالكدح ليل نهار أكثر من قبولها بزيادة عدد العمال في المطبخ. بيد أن عادتنا الجارية في العيش عاجزة عن فهم الغموض في سماء غريبة، أو في مجال غريب، تماماً كما أن فرانسواز عاجزة عن تصور أو أدراك رعب أومليت ديفال “Duval omelette”. حينئذ تتدخل ملكاتنا الضامرة لتقديم عونها، ونستعيد القيمة الكلية لوجودنا. لكن يمكن لظروف أقل جفافاً من توليد هذا التوتر والوضوح القروي في جهازنا العصبي. إذ ربما لا تكون العادة قد ماتت (كأنها قد ماتت،أو محكوم عليها بالموت)، بل نائمة. كذلك يمكن لهذا النوع من التجارب الثانوية والأكثر انفلاتاً الخضوع أو عدم الخضوع للألم. لكنه لا يَشرعُ في أية مرحلة بالتحول. غير أن النمط الأول والغالب من التجارب لا ينفصل عن الألم والقلق –ألم الموت والغيرة القلقة من الخارج. فالأنا العتيقة تموت بصعوبة “The old ego dies hard”. فكما كانت هذه الأنا وزيراً للكآبة، ستظل كذلك شرطي للحراسة. فحين تكف عن أداء وظيفتها الثانية، عندما تُواجّه بظاهرة لا يمكنها اختزالها إلى حدود المفهوم المريح والمألوف، وباختصار حين تقوم بفضح الثقة التي أُنيطت بها باعتبارها شاشة تفصل ضحيتها والذي هو مشهد الواقع، آنئذ تختفي، والضحية، الذي يغدو الآن ضحية قديمة، قد تحررت للحظة، يواجه الواقع –مواجهة لها منافعها كما لها أضرارها.
أنها تختفي –بالٌعويل والصرير على أسنانها. فالكون الصغير الفاني “The mortal microcosm” لا يمكنه التسامح مع الخلود النسبي للكون الكبير “the relative immortality of the macrocosm”. يتذمر مشروب الويسكي من الوعاء الذي يحتويه. والراوية الذي لا يستطيع النوم في غرفة غريبة عليه، يتعذب من السقف الشاهق، ذلك لأنه كان مُعتاداً على النوم في غرف واطئة السقوف. فعادة التآلف مع السقف المنخفض غير الفعالة، لا بد لها من أن تموت، لكي تولد بدلاً منها عادة التآلف مع السقف المرتفع. أثناء ذلك الموت وهذه الولادة، يكون الواقع، الذي لا يُطاقِْ، قد تمّ امتصاصه من قبل وعيه وهو في حالة توتره القصوى، غير أن وعيه الكامل كان منظماً بطريقة تجعله يتفادى الكارثة، ويجعله قادراً على خلق عادة جديدة ستغرف تلك الكارثة من تهديدها –ولكن أيضاً من جمالها. "إذا كانت العادة"، يكتب بروست، "هي طبيعة ثانية"، فأنها ستجعلنا مغفلين عن العادة الأولى، عن ألامها وأفراحها". أن طبيعتنا الأولية المُتناظرة، إذا، كما سنرى ذلك فيما بعد، مع غريزة أعمق من مجرد غريزة البقاء على الذات الحيوانية، تظل مطروحة هناك، أثناء فترات التخلي عنها. كذلك فإن أتراحها وأفراحها هي أتراح وأفراح الواقع. ثمة من تناقض في القول "أفراح الواقع". لكن حين يتمّ تصور المادة باعتبارها خاصة ومتفرد في نوعها، وليست مجرد عضواً في عائلة، حينما تظهر باستقلال عن الفكرة العامة وتُعزل عن قداسة السبب، عندما تظل معزولة وغير قابلة للتفسير في ضوء الجهل، حينئذ فحسب يمكنها أن تكون مصدراً للفرح. غير أن العادة قد وَضَعتْ، لسوء الحظ، الفيتو “veto” ضد هذا الإدراك، إذ تبدو مهمتها هي بالدقة أخفاء جوهر –الفكرة- “The Idea” الموضوع تحت عجالة المُعتقد، أي الفكرة المتصورة “preconception”. نحن نجد أنفسنا عادة في وضعية السائح (سيشكل التميّيز التقليدي نوعاً من حشو الكلام “pleonasm”)، الذي تكّمنُ تجربته الجمالية في سلاسل من التطابقات ويكون فيه دليل السياحة هو الغاية أكثر من كونه وسيلة. فلأنها محرومة بطبيعتها من ملكة المعرفة “faculty of cognition” ومن التدريب على اكتساب قوانين الديناميكية، سيتمكن أي نقش من تخليد انفعالها. يُدير مخلوق العادة ظهره للموضوع غير المصنوع من أجل التناظر مع أحدى أحكامه المسبقة العقلية، تلك التي تقاوم فريقه التركيبي، الذي نظمته عادة بفضل عملها على حفظ المبادء.
أن الأمثلة عن هذين النوعين –موت العادة والتعليق القصير ليقظتها- يزدحم فيهما عمل بروست. سأنقل نسختين طبق الأصل لحادثتين وقعتا في حياة الراوية. الأولى منهما، التي تكشف بجلاء عن تجدد ذلك الميثاق، هي غاية في الأهمية لأنها تُجَزْ الحادثة اللاحقة والتي سيكون لدي الوقت الكافي لمناقشة علاقتها بالذاكرة والثورة البروستية. أمّا الثانية فهي بمثابة مثال عن إبعاد ذلك العقد لصالح كآبة الراوية “narrator’s via dolorosa”.
يصلُ الراوية إلى ساحل مدينة "بالبك"، في ملاذ عطلة في منطقة النورماندي، للمرة الأولى، برفقة جدته. ينزلان في الفندق الكبير. يدخل في غرفته، منهكاً والحمى تأكله بعد سفرته. غير أن نومه، مع جحيم الأشياء الغريبة عليه في تلك الغرفة، كان مستحيلاً. فجميع ملكاته كانت في حالة إنذار، في وضعية الدفاع، يقظة ومتوترة، وبشكل معذب لم تكن قادرةً على الاسترخاء كعذاب جسد "لابالو" “La Balue” في قفصه، الذي لم يكن فيه قادراً لا على النهوض ولا على الجلوس. ففي تلك الشقة الضخمة والقبيحة، لم يكن هناك مكاناً كافياً لجسمه، ذلك لأن انتباهه كان قد ازدحم بالأثاث الضخم، بعاصفة صوتية وبنزاع قاتل مع اللون. لم يكن للعادة الوقت لكي تخرس انفجار دقات الساعة، ولا اختزال عدوانية اللون البنفسجي للستائر، أو تحريك الأثاث وخفض القبة التي لا تطال في ذلك المبنى المطل على منظر رائع. وحده في تلك الغرفة التي لم تكن بعد قد أصبحت غرفةً بل كهفاً لبهائم وحشية، تغزوه من كل جانب مخلوقات غريبة كان هو قد أقلق خصوصيتها، لذا فهو يرغب بالموت. تأتي جدته وتدخل في تلك الغرفة، لتشد من عزيمته، ومن ثم تضبط حركته التي كانت قد توقفت لنزع حذائه، وتصر على مساعدته في خلع ملابسه، بعدها تضعه في سريره، وقبل أن تتركه تعده بأنها ستكون دائماً مستعدة للمجيء ثانية إلى غرفته، ما أن يدق على الحاجز الذي كان يفصل ما بين غرفتيهما. يدق عليها ثانية، وتأتي نحوه في الحال. لكنه كان في تلك الليلة وفي الليالي التي لحقتها يتعذب. يُفسر ذلك العذاب باعتباره رفضاً ضخماً، عضوياً وغامض من جانب ذلك الجزء الذي تُمثل عناصره أفضل ما كان في حياته لقبول إمكانية وضع وصفة تغيب عنها تلك العناصر. أن تلك الممانعة ضد الموت، وهذه المقاومة الطويلة، اليومية والشاذة أمام التقشير المتواصل لشخصيته، تفسر أيضاً رعبه حيال فكرة أنه سيعيش من دون "جلبرت أسوان"، فقدانه الأبدي لوالديه، وفي النهاية رعبه من موته الذاتي. بيد أن فزع فكرة الانفصال هذا –انفصاله عن جلبرت، عن والديه، وعن نفسه- قد تلاشى في فزع أكبر، حينما يشرع في التفكير بأن ألم الانفصال ذاك سيعقبه عدم الاكتراث، وبأن الحرمان سيكف في أن يكون حرماناً، عندما تكون كيمياء العادة قد حولت الفرد القادر على تحمل العذاب إلى فرد غريب ينظر إلى دوافع ذلك العذاب كونها قصة تافهة، حينما لا تتلاشى مواضيع عاطفته فحسب، بل وأيضاً العاطفة نفسها؛ ومن ثم يشرع بالتفكير كم هو عبثي حلمنا بالجنة مع الاحتفاظ بشخصيتنا، مادامت هذه الشخصية هي بمثابة تعاقب لجنات مرفوضةً، وبأن الجنة الوحيدة الحقيقية هي الجنة المُضيعةِ، وبأن الموت سيُعالج العديد من رغبات الخلود.
الحادثة الثانية التي كنت قد اخترتها كونها مثالاً للتخلي عن ذلك الميثاق تتعلق بنفس الشخصيتين، الراوية وجدته. كان قد بقى في "دونسيرز" Doncières مع صديقه "سانت لوب Saint-Loup. يهتف إلى جدته في باريس. (بعد قراءته لدليل الهاتف وما يصاحبه من تعقيدات، وحين يتكلم، بعد أعوام، بالهاتف مع "ألبرتين"، بعد زيارة قام بها إلى الأميرة "غيرمنت"، سيظهر نص كوكتو "الصوت الإنساني" « Cocteau’s Voix Humaine » ليس مجرد تفاهة، بل تفاهة لا ضرورة لها). بعد سوء التفاهم بينه وبين العذراوات اليقظات “vigilant Virgins”، أي العاملات في بدالة الهواتف الرئيسية، يسمعُ صوت جدته، أو أنه يَفترضُ سماع صوتها، لأنه يسمعه الآن للمرة الأولى في كل واقعيته ونقائه، مختلف تماماً عن ذلك الصوت الذي كان مُعتاداً على اقتفائه أمام وجهها المفتوح والذي لا يتعرف عليه في تلك اللحظة كونه وجهها. أنه صوت كئيب، بهشاشته العارية وغير المُقنعةِ بعناية بأقنعة وجهها، كما سيكون هذا الصوت الغريب الواقعي مقياساً لعذاب صاحبته. كذلك فهو يصغي إليه باعتباره رمزاً لعزلتها، لانفصالهما، ويظهر كصوت خافت وكأنه صوت لميت. يتوقف ذلك الصوت. كذلك تبدو جدته وكأنها فُقدت إلى الأبد كفقدان "أريدس" ما بين الظلال “lost as Eurydice among the shades”. وحين يرغب في الكلام معها عبر فتحة الهاتف، يحاول عبثاً تذكر اسمها. لا شيء يمكنه إقناعه على البقاء في "دونسيرز". إذ لا بد له من رؤية جدته. يغادر عائداً إلى باريس. يُفاجئها وهي تقرأ كتابها المُفضلِ رسائل مدام "دي سيفينيه" Mm. de Sévigné. لكنه لم يكن هناك، لأنها لم تكن تعرف بأنه هناك. فهو حاضر في غيابه. و، كنتيجة لسفرته وقلقه، كانت عادته قد عُلقت وقتياً، عادته في رقته حيال جدته. فنظرتها لم تعد نظرة جالب الأرواح الذي يرى في كل مادة عزيزة وكأنها مرآة للماضي. أن فكرة ما يجب عليه رؤيته لم يكن لديها الوقت الكافي لكي تُدخل منشورها الضوئي ما بين العين والمواد التي تتطلع فيها. فعينه صارت تعمل بدقة وقسوة الكاميرا، لكي تصور واقع جدته. ومن ثم يدرك بفزع أن جدته كانت قد ماتت، وبأن ذلك التآلف الغالي لذهنه، الذي تشكل برقة عبر الأعوام بفضل الحث الاعتيادي للذاكرة، لم يعد قائماً، كما أن هذه العجوز المخبولة، الغافية من فوق كتابها، المُثقلةِ بالأعوام، المتوردة الوجنات والخشنة والسوقية، صارت شخصاً غريباً لم يكن قد تعرف عليه أبداً.
بيد أن فترة الراحة هذه لم تكن طويلة. "من جميع النباتات الإنسانية"، يكتب بروست، "لا تقتضي العادة سوى القليل من العناية، وهي أول من يطلع من فوق ذلك الندم الظاهري للصخرة الأكثر عقماً". قصيرة، وخطيرة في إيلامها. أن الواجب الجذري للعادة، ذلك الذي تصف عبره الأعمال المفرطة لزخرفتها التافهة والصاعقة، يكمن في ترتيبها وإعادة ترتيبها المتواصلين لحساسيتنا العضوية لظروف عوالمها الخاصة. يُمثل العذاب تغافلاً عن ذلك الواجب، إن كان ذلك من خلال الإهمال أو عدم الفاعلية، ومن ثم يُربكها في دقة عملها. يتذبذب عقرب الساعة ما بين هذين الحدين: العذاب –الذي يفتح نافذة والذي يشكل شرط التجربة الفنية، والضجر “Boredom” –بضيوفه من الوزراء حاملي القبعات العالية والصحية، ضجر ينبغي علينا التعامل معه باعتباره أكثر ما يمكن للمرء التسامح معه، لأنه أكثر الشرور الآدمية استدامة. إذا ما تعاملنا معها كونها تقدماً، ستتركنا تلك السلاسل التي لا نهاية لها غير مكترثين كأي طرف من أطرافها المتنافرة، وبالتالي غير آبهين لأي أنا معطاة “any given me” تزعجنا كإزعاج أية مبادلة كوميدية. في الحقيقة، نحن قلما نعير أهمية لواحد منها أو الآخر، اللهم إلا بعد حدوث الواقعة وبشكل غامض، أو بوضوح عندما يكون الأمر، كما هو في حالة بروست، يقتضي أن يكون عصفورين في العش أكثر أهمية بما لا يُقاس من واحد في اليدِ، ولأنه –إذا ما أضفتُ جوز القيء ومقبلات المجازات- سيُمثل قلب ثمرة القرنابيط أو النواة المثالية للبصل خاصية أكثر ملائمة مع التقعير الشعري المُجهدِ من أكليل الغار. لقد سحبتُ استنتاج هذه المادة من كنز بروست ذو الجمل التي تشبه صدفة الجوز : "إذا لم يكن هناك شيئاً كالعادة، قد تظهر الحياة بالضرورة فاتنة لجميع أولئك الذين يهددهم الموت في كل لحظة، أي الجنس البشري بكامله".
الى حسين عجه وفاءً
………………………………
… حينما غادر القتلة ../ و زعق الغراب ./ دونما علامة / غادر عتمة الاعشاش / قلنا انه الرماد يحلق/ وقلنا ربما باجنحة جديدة/ ستحلق حمامات بيض / كان المدى يشبه المحطات / وفي رصاص المدى كان ثمة مشهد سينمائيا يسقط سهوا / كان هذا حينما كنت اهم دخول المحطة / التقط رجل المحطة الذي كان يرتدي خوذة شرطي المشهد السينمائي./ صرخ … انا مخرج المشاهد الساقطة سهوا / وسحب المشهد كما تسحب القمامة في اخر الليل / وضعه في الزنزانة الانفرادية / بقي المشهد وحيدا اعزل / كان يرى على جدران الزنزانة كل الفتنة في المشهد / اوصى الجدار ان تخزنه / وفسر المخرج فيما بعد حلمه للمشهدالسينمائي / ربما انها الاشباح / لكنه استدرك مكررا انها مجرد اشباح / ولكن علني اكون مصيبا اذا قلت / انها اشياء تشبه غربانا طائرة / تغادر اعشاش العتمة …………………………………………………………………………………..
……..
إلى محمد علوان جبر، بذخ الصداقة : “سعادتي الكسلى التي طال رقادها تستيقظ”. لن أذكر، وأنا ألف ورق سيجارتي المحشوة تماماً بتبغ تشتهيه الأنامل والروح، اسم المنشد. أنت تعرفه أفضل مني. ليس اليوم أو البارحة، إذ قد تكون أنت بالدقة من همس لي بطبائعه التي لا تطال. هنا، أجدني محيراً ما بين رغبتي بامتلاك حمامة لها ذات الهديل الذي عرفناه سوية، في أحد الآزقة التي كان عليها أن تكون مظلمة لمباركة ما كان يتورد في دمائنا وعقولنا اليافعة وإن أكون أنا نفسي تلك الحمامة لكي اتعلم أو أدعني افتتن بحلاوة الربابة التي تعزف عليها؛ أمّا في آواخر الليل حين يغط الجميع باحلام ترد لهم عالمهم المضيعِ، أو حين تنهض صباحاً وبيدك نفس القصبة التي تغني من تلقاء ذاتها. يقول بودلير بأن هناك عوالم، روائح، عطور، بذخ لا يتعرف عليها المرء إلا في عمر متأخر من حياته، ويضيف نيتشة بأن بعض الكتاب يلدون بعد موتهم. هل تغفر لي ترديد ما قاله لي حسين سرمك : تأتي بعض الصداقات في وقت متأخر، ولكن في لحظتها الآنية والضرورية! هل تقبل مثله، منى، إشارات محبتي؟ حسين عجة