
مقدمة
ان البحث المتعلق بالشخصيات الدينية الواردة في الكتب المقدسة الثلات اي التوراة (العهد القديم) والانجيل (4 اناجيل وسفر الرسل) والقرآن الكريم ،ينبغي النظر اليها باحترام فكلها كتبت بوحي من عند الله . وان الكتابة عن تلك الشخصيات الواردة في تلك النصوص المقدسة من امثال الاب الروحي ابراهيم او غيره،قد يعني رواية ماكتب عنه في احد الكتب او كتابين او ثلاثة من الكتب المقدسة . وقد يجري ذكر المتشابه او المختلف او كليهما في الروايات الثلاث ،ولكن من دون ذكر هذا خطأ وذاك صح ،وهذا اخلاقي وذاك غير اخلاقي ؟! فهذا اسلوب قديم في علم الكلام ،بل ينبغي تناول الشخصيات المهمة في الدين والتاريخ اعتمادا على اسلوب قائم على البحث العلمي ويستند الى النصوص التاريخية التي كتبت في زمان الشخصية المبحوثة .ولابد من الاشارة الى المصادر الاساسية وهي تلك التي تستند الى ما اظهرته الاثار والتنقيبات من نصوص تاريخية مختلفة عن تلك الشخصية وما سطر في الكتب الدينية الاخرى او ما كتبه المؤرخون في زمن الشخصية المبحوثة ، وكذلك تقييم الاحداث التي وقعت بنفس الفترة معتمدا على نصوص تاريخية مثل الرقم الطينية بين 3100 -200 ق.م. والكتابات على التماثيل والمعابد القديمة واحجار القبور والاهرامات والمسلات التاريخية والنقود و كذلك مابقي من كتابات ورق البردي والمخطوطات المكتوبة على الرق اي الجلود،كما لابد من الاستناد على باحثين اخرين لهم تاثيرهم وشهرتهم في هذا المجال . اما الذي يكتب ويشرح من عندياته فهو مفسر يعتمد على ما يسمى في العصور السابقة علم الكلام وما هو بعلم .ونحن قد نعذر رجل الدين الذي قد يخرج عن موضوعيته، ولكن لاسبيل لعذر باحث علماني من امثالنا في هذا المجال.
المشكلة النقدية في سيرة ابراهام ( ابراهيم)
من حسن الحظ انني وجدت في الانترنيت مقالا مختصرا ومتميزا عن تناول شخصية مثل ابراهيم لباحث من الذين اشرفوا على تحرير الموسوعة البريطانية وهو ( اي.بي.جكيد) بالعنوان اعلاه (*):
“لايمكن الحصول على سيرة ابراهام بالشكل الاعتيادي، فان جل مانستطيعه هو من خلال المقارنة بين سيرته ، وبين مالدينا من معطيات تاريخية عن مجريات الاحداث في الكتاب المقدس، وذلك لكي نصل الى حل مشكلة اعتمادنا على الخلفية التاريخية وعلى طبيعة الاحداث التي جرت في حياته، مما يشكل بناء العصر البطريركي (اي عصر الاباء الاولين )من مثل ابراهام واسحق ويعقوب وحتى يوسف، في الالفية الثانية قبل الميلاد. تلك الحقبة التي بقيت حتى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مجهولة التفاصيل،واعتبرت بعض احداثها افتراضيةاو غير دقيقة .لكنه صار من المؤكد ان تلك الاحداث الافتراضية الموجودة في الكتاب المقدس صحيحة الى حدما بعد مناقشة النصوص التاريخية الجديدة التي وجدت في اثار بلاد الرافدين وفي شمال بلاد ارام (سوريا) وفلسطين .”
(>)www. Britannica. Com. EB Checked