مؤيد البصّام : السيّاب يصدح في فضاء منتدى الرواد الكبار…

muaiad albassam 1الساعة العاشرة صباح السبت الموافق 16\ آب\ 2014نظمت جميعية النقاد الأردنيين، بالتعاون مع منتدى الرواد الكبار، في مقر المنتدى في ام السماق . في العاصمة الاردنية – عمان، ندوة بعنوان «بدر شاكر السيّاب: قراءات جديدة»، بمشاركة مجموعة من النقاد الأردنيين والعرب، بمناسبة عام الاحتفال بالشاعر بدر شاكر السياب الخمسيني والتأم في هذه الندوة اساتذة ورواد للشعر ؛ قديمه وحديثه، للاحتفال بقامة شعرية أثرت في الشعر العربي الحديث، وما زالت موضع بحثا ً وتقصي          .
واشتمل افتتاح الندوة الذي أدارته د. حفيظة أحمد، على كلمة رئيسة المنتدى السيدة هيفاء البشير، وكلمة لرئيس جمعية النقاد د. غسان عبد الخالق، فيما ألقى كلمة الضيوف الكاتب العراقي عواد علي، ومن ثم عرض فيلم وثائقي قصير عن السياب.
إلى ذلك بدأت الجلسة الأولى للندوة التي ترأسها د. يوسف بكار، واستهلها د. علي جعفر العلاق بورقة عن قصائد السياب ،”المسيح بعد الصلب، والنهر والموت، وغريب على الخليج»، كاشفا ًعن الطريقة المدهشة التي تناول بها السياب قصائده بين الشكل الشعري والدلالة العميقة، وكانت مادته الشعرية الخام مقتلعة من منجم هائل: هو العراق ماضيا وحاضرا والعراق واقعا وأساطيرا، مشيرا إلى أن مادته الخام قدر مرت بجملة من التحولات كانت فيها الذات الشعرية تنشطر الى اكثر من ذات، مما يؤدي الى انشطار بعض نصوصه على ذاتها ليتحاور خلالها سببان لا سبب واحد، وشاعران لا شاعر واحد                                            .
وألقت د. حفيظة أحمد ورقة الناقد ماجد السامرائي لعدم تمكنه من الحضور، وكانت بعنوان «السياب وجواد سليم: تناول فيها العوامل المشتركة للرؤيا الابداعية بين الشعر والفن التشكيلي، بين الابداع في الخط واللون والازميل، وبين الكلمة، والمشتركات الابداعية في استيعاب التراث والتاريخ، والرؤية الابداعية . فيما درس الناقد د. سلطان الزغول «مرجعيات قصيدة السياب»، عبر ورقة قال فيها: كان السيّاب رائدا في حركة الشعر الحر، كان رائدا في الاستلهام الاسطوري، وربما كان أكثر شعراء الحركة ارتيادا لعالم الأساطير، فهو قد تنبه في وقت مبكر الى قيمة الأسطورة كأداة مهمة من أدوات التعبير عن التجربة الشعرية الحديثة، وربما كان المروّض الأول لها في   شعرنا العربي المعاصر.
badr 7الجلسة الثانية ترأسها د. جمال مقابلة، وتحدث فيها د. عماد الخطيب عن «حكي الصورة في المومس العمياء»،مع عرض للمقال على الشاشة للتوضيح، حيث قال: لقد استثمر السياب قدرته التشكيلية للصورة في قصيدة «المومس العمياء»، وكما استثمر التشكيل وحكي الصورة في داخل النص، لأن الصورة تحكي ما قد لا يحكيه التعبير، وقد تختصر الكلام وتزيد من عمق المعنى، مؤكدا حكي الصورة الشعرية ما لا تحكيه العبارة المجردة فيكون للحكي بريقه الجذاب في السرد.في حين تحدث الناقد العراقي عواد علي عن «الصورة وتشكيل الرمز في شعر السياب.. بويب أنموذجا»، مشيرا إلى أن «بويب» يشكل رمزا من رموز السياب الشعرية التي جسد فيها جانبا من رؤاه ومشاعره وهواجسه، كما جسدها في رموز أخرى تحتشد  بها قصائده، مثل: جيكور، تموز، المسيح، أيوب، قابيل، سيزيف، وفيقة، الماء، المطر، وغير ذلك.
اما د. دلال عنبتاوي قدمت دراسة تطبيقية على نماذج من شعر السياب بعنوان “المدينة في شعر بدر شاكر السياب “، مشيرة إلى أن الجوع والفقر والحرمان الذي عانى منه الشاعر في المدينة الى جانب الشعور بعدم الأهمية، ساهم في تحوّل نظرة السيّاب من الحديث عن الواقع الاجتماعي الذي كان مستغرقا به، إلى الحديث عن الواقع السياسي الذي أصبح يواجهه ويعاني منه، والسيّاب من أكثر الذين عاصروا الوضع الدامي من العراق.
واختتمت الندوة بقراءات شعرية أدارها الناقد د. زياد ابولبن، وشارك فيها الشعراء: د. علي جعفر العلاق، ود. ايمان عبد الهادي، ود. راشد عيس، وعبود الجابري  ود. دلال عنبتاوي، حيث قرأوا مجموعة من قصائد وقصائد أخرى للشاعر المحتفى به السيّاب نالت استحسان الحضور وتفاعلهم مع القراءات.وقد تفاعل الجمهور مع الطروحات النقدية والجديدة في النظر لشعر السياب، وكانت هناك كثافة في المناقشات لكل ورقة، اثرت الندوة والطروحات النقدية المقدمة، وقدمت ايضاحات مهمة على ما صدر من دراسات، واختتم الاحتفال بدعوة منتدى الرواد الكبار المحتفلين الى دعوة غداء تبودلت فيها الاحاديث والمناقشات استكمالا للندوة, وفي هذه المناسبة، تبرهن جمعية النقاد الاردنيين عن الجدية والاهتمام بكل منجز ابداعي في الاردن والوطن العربي، والمنجزات الانسانية، وهو الموقف الذي يجب ان يعود للسيادة بعد ان محقت ما بعد الحداثة في مفهومها الراسمالي، روح الابداع الإنسانية الجماعية، وتشكل مبادراتها السابقة وهذه عن عميق فهم إنسانية الثقافة.
قراءة مشتركة مع قراءة عمر أبوالهيجا – صحيفة الدستور – عمان
. مؤيد داود البصام

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. زهير ياسين شليبه : الروائية المغربية زكية خيرهم تناقش في “نهاية سري الخطير” موضوعاتِ العذرية والشرف وختان الإناث.

رواية الكاتبة المغربية زكية خيرهم “نهاية سري الخطير”، مهمة جدا لكونها مكرسة لقضايا المرأة الشرقية، …

| نصير عواد : الاغنية “السبعينيّة” سيدة الشجن العراقيّ.

في تلك السبعينات انتشرت أغان شجن نديّة حاملة قيم ثقافيّة واجتماعيّة كانت ماثلة بالعراق. أغان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *