وشظية في رأسك
والأيام مقصلة تمشي
وكل صديق متهم بك يا عراق
هذه أحلامنا
أسلاك تتناسل في الشوارع
والناس بين السيطرات ينكسرون
ويختفون تحت أهدابهم .. )
عن دار المسار في بغداد والدار المصرية اللبنانية في القاهرة صدرت مجموعة شعرية للشاعر " علي حبش " عنوانها : " صواريخ العائلة السعيدة " ضمت سبعة وعشرين نصا قصيرا وطويلا منها : عيد الفقر المبارك ، صيدلية ، طريق المعسكر ، لقد انتهى لطفي مع العالم ، المؤجل في باب المعظم ، مستقبل من الدرجة الثانية ، أحزان للإيجار ، صواريخ العائلة السعيدة … وغيرها . وليست عناوين النصوص فقط هي التي تعلن الخسارات الجسيمة التي عاناها الشاعر كممثل جيل الحرب والحصارات في العراق ، هذا الجيل الذي خسر كل شيء ، وحصل على كل الآلام والإحباطات الباهضة التي خربت حياته ، ولكن مضامين القصائد تتفجر بشحنات " الجيل الناقم " التي تصيب سهامها كل مفاصل هذه الحياة السوداء . جيل ناقم لا تفلت من روحه التحرشية اي جهة مرجعية مؤسسة مهما كانت . ولا تسم الروح " الحربية " سيكولوجية هذا الجيل حسب بل تهيمن على لغة خطابه الشعري واليومي التداولي كما تتجسد صارخة في نصوص علي حبش كواحد من بين أبرز ممثلي هذا الجيل شعريا .
حمل الغلاف الأخير من المجموعة رأيا مهما للناقد الأستاذ " حاتم الصگر " جاء فيه :
( حداثة تدل على وعي بالكتابة الشعرية الجديدة ، وتستثمر المتاح من امكاناتها وفي مقدمتها الحس الساخر الذي يمتزج بسوداوية وحزن لا تخفيهما الملاطفات وروح النكتة لدى الشاعر . فهو يقيم شعرية نصوصه على الإنزياحات الصورية واللغوية ، وهي بدورها تتسع للبيئي والمحلي والحياتي ، فيرى القارىء تضاريس بغداد التي لم تعد مكانا للحنين والحب بل مناسبة لخطاب حزين يزاوج الألم بمسميات عدة من أبرزها السخرية الدامعة . هكذا تأخذ النصوص قارئها إلى عوالم الوطن والأسرة والأصدقاء ويوميات المدينة وجزئيات متشظية من المهمل والمهمش والعادي الذي صهرته النصوص لتعتصر منه شعرا مؤثرا ، ذا خصوصية لا نجد معها صدى من الآخرين أو اجترارا أسلوبيا وامتثالا للسائد في قصيدة النثر العربية الراهنة .. ) .
( فضاء أسود يأكل الغرفة
لم أشتره يوما من السوق
كيف أخترق النافذة قبل القنابل
لقد مات الحب على حبل الغسيل
فالجدران
أربعة مسامير عارية
والشخير الذي يملأ الغرفة
يشبه المعركة … )