وجيه عباس: لي اربعونك (الى الميت الحي صديقي ناظم السعود أدام الله عكازه)

لي اربعونك والمدى لك اوسعُ وخطىً يتيمات وليل مدمعُ

تتقافز الكلمات في عكازها فيقيلها قدم وتعثر إصبع

قلم ونافذة بحجم رغيفها وغنى يمينك ان فقرك مدقع
وبأن كفك راية وعيالها هذي الحرف فأن دعوت تجمعوا

حناؤك الملح المُسمَّر في الجدار ولوحة الفقر المبارك مقطع

في السقف عشٌ،قبّعاتُ الوقت تنشر صمتها وتوقّعُ

وخطاك والعكاز رقاصان يفترشان وجهك،والليالي تقرعُ

عيناك دفتر حزنها وعشائر الكلمات فيك عراضة وتجمعُ

عمرٌ تشظى فوق خطوك عاطشاً وتلفتت عيناك اين المفزعُ؟

مشت الظلال فلا شموسك اشرقت وغفا الدبيب فما تهجّدَ مبضعُ

من اي نافذة الرفوف تصحرت شفة ؟وصوتك فيها يتنطع

الصبح موعدنا وخلف ظهورنا ترك الحفاة يد الحنين وودّعوا

ماذا ستكتب الحروف تيبست وارى عراجين الكلام تقطع

ووضعت عشري فوق رأسي فاستوت وسمعتُ قول صويحبي يا اصلعُ

وشماتة للزاد حين يلوكني كيف ازدرادي الزاد وهو مقطع

ها نحن نفترش الضمير حصيرنا ونكاد من فرط الغنى نترفع

امعاتبا دنياك انك جائع؟وهلال عيدك من رغيفك يطلع

ومعاتبا بالفقر أمن جفونه انعمْ بفقرك فالغنى لا يهجع

غفت البطون سوى جفونك لم تنم وسريرك الحجري فيها يمرعُ

يا نخلة الجسد التساقط دونها جسد النخيل على ترابك يركع

ما اثاقلت إلا وابسر طلعها وتكاد من فرط الحيا تتلفع

واذا تعسر طلقها فكأنها رمح بغير جريده لا ينزع

ما كنت اول من يبيع ثيابه ليروف عازة اهله ويرقع

او جاع كي يلغ الزمان بصحنه ليصون ماء الوجه وهو مجوّع

او كنت لا دارا فتستر عريها وتكاد ريح الشاتمينك تخلع

وجدوا يراعك سبة فكأنهم شتموا حياء الوجه وهو مبرقع

لو شئت كنت مع الخوارج فتنة لكن طبع الخارجي تطبع

وبرءت من حمل الخواتم يومها وسواك يثبت صاحبيه ويخلع

ووقفت،كان الطين يحمل وجهه ودم العراق على المصاحف يرفع

حملوا صليب الجوع خلف ظهورهم وكأنهم بدم المسيح تولعوا

وتفرقوا بدم الحسين تعصبا ورأوا العراق على المدى فتجمعوا

————-

الاربعون هي اربعون مترا يملكها ناظم السعود في مقبرة كربلاء،وقد وهبني منها قبراً لقاء هذه القصيدة حتى نتجاور في الموت كما في الحياة وكأنني ساجاور مارلين مونرو سلام الجميع عليها!!

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| عدنان عبد النبي البلداوي : “ذكراك نور” مهداة الى روح الشريف الرضي في ذكراه الخالدة .

ذِكراكَ  نورٌ، تسامَتْ فيه دُنـيانا                             يا رائـداً  قــد مَلَكْـتَ القـلبَ أزمانا فكنتَ أصْدَقَ مَــن يَهوَى بناظِـره                           حتى …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| عبدالقادر رالة : الزعفرانة.

    لمحتها في المحطة تنتظر القطار …    الفتاة الوحيدة  التي تقرأ كاتباَ ؛ كتاب في  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *