اقام ملتقى الجماهير الابداعي يوم الخميس 4/ 6/ 2009 جلسة نقدية حول العمل الروائي (الدومينو) للكاتب سعد سعيد رشيد على قاعة بيارق الواقعة في منطقة الوزيرية، وقد حضر هذه الجلسةالدكتور عقيل مهدي والروائي طه الشبيب والقاص محمد سعدون السباهي والعديد من الادباء والفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي وقد ادارها الاستاذ والناقد مؤيد البصام وكان اول المتحدثين عن العمل وجاء في كلمته. ان عنوان الرواية الدومينو هو عنوان يوحي لنا مباشرة للاستنتاج المبكر ان هناك داخل الرواية لعبة توضحت هذه اللعبة التي قصد بها المؤلف وشم روايته بها ان الحياة باكملها لعبة والسرد في الجزءين باخذنا بمجرى توضيح اللعبة في مسيرة الانسان والشعوب، ويلخصها، اذا كنا نفهم الدومينو على انها تعتمد على الحظ.. فان هذا الحظ قد يأتي او لا يأتي ولكن الاختيار الصحيح للخطوات في مسيرة الحياة ستؤدي الى نتائج صحيحة حتى وان لم يات الحظ وهو يستند في بنائه السردي لاثبات فرضيته الى المنهج العلمي ويبني خطابه على هذا الاساس متخذاً من المتخيل والواقع البناء السردي الذي يمكنه من السير بنا الى اخر الشوط مستعيناً بجمهورية افلاطون والمدينة الفاضلة في رؤياه ليبني في جزئه الاول حكايته.. بعد ذلك تحدث الشاعر والكاتب احمد البياتي معتبر ان عالم المعاناة البشرية يشكل اساس الابداع الواقعي عند الكاتب، فالعمل الابداعي لا يمكن حشره داخل اطر محددة من اي نوع خصوصاً اذا حاول فهم المراحل المتعددة ضمن الزمن الواحد من خلال التناقضات الموجودة داخل الانسان خارج حدود الزمن المنضور خصوصاً ونحن نعيش في عصر باتت الاشياء والاحداث تتقادم فيه بتسارع كبير ولذلك لمست اقتراب الكاتب من نصه وكانه لغزاً سحرياً يغير كلمات هنا وهناك الواحدة بعد الاخرى ويراجع التغيرات ثم يحورها باسلوبه الى اشياء اخرى في ذاته نافخاً ما يفكر فيه ويمنح لغته هذه التعددية في المعنى باعتبار ان الروائي هو المؤرخ الحقيقي لوقائع الحياة واستطاع الكاتب ايضاً ان يعطي التنوع للغة واللهجة والاسلوب وهو يتناول جميع شخوص الرواية من خلال تحقيقه للحضور والغياب وبذلك حققت الكتابة الحرية بوصفها هدقفاً انسانياً..
من جانبه راى القاص سعدالسوداني ان الرواية في مجملها وهو يتحفظ هنا على مفردة (الرواية) انها تحتوي على مباحث سياسية صرفة يمكن الاشارة الى بعضها (الصراع العربي الاسرائيلي) او هي محاولة تجربة بناء دولة عربية موحدة.. التي تم تاطيرها بصيغة روائية عبر سارد عليم وشخصيات متعددة وعلى الرغم من ذلك لم يرتق النص الى مستوى الرواية وبقي يراوح بين تحليلات ايديولوجية للاحداث وقراءات سياسية تفسير لها فضلاً عن صفتها المباشرة التقريرية المسهبة..وبين الكاتب والقاص راسم قاسم ان رواية الدومينو نستطيع ان نضعها تحت خانة الرواية المؤدلجة التي تسخر الحدث الروائي والفني من اجل ايصال فكرة… وهي بذلك تدوس على ضوابط العمل الروائي وتتجاوز الكثير من الثوابت مثل السفر الى الداخل والتعبير عن لواعج الذات التي هي سبب وجود واستمرار الانسان وتظل تناور حول قضايا باتت بعيدة ولا تمت الى الواقع وهي اقرب الى احلام يقظة موهومة بالمستحيل، ومن سمات هذه الرواية انها بنيت بلغة عالية تدل على امكانية الكاتب وامتلاكه لادوات البناء الروائي من هذا الجانب لكن هذه اللغة لم تخدم الرواية بقدر ما خدمت الفكرة الطوبائية للادلجة التي تربى عليها اجيال ولم تحقق من فلسفتها اي شيء، فالفكر القومي ظل عاجزاً على مدى اكثر من نصف قرن عن تحقيق ابسط طروحاته، فلا الوحدة العربية تحققت ولا فلسطين تحررت.
اما الدكتورة ازهار جهاد رأت ان الرواية كتبت بلغة ارادت لها ان تكون في متناول اكبر عدد من القراء وهي منجز مهم وقد اطلع عليها الكثير من المتابعين للمنجز الروائي والحضور الذي شهدته قاعة بيارق اليوم دليل على ذلك. الا ان القاص والكاتب علاء حميد الجنابي قال ان الروائي اعتمد السير بالرواية على خطين متوازيين واستطاع ان يمسك العصا من الوسط، الخط الاول هو الاستمرار بالسرد وخلق دراما داخل النص بمتخيل تماهى معه الروائي الى اكثر من مداه والخط الثاني هو التسجيل التاريحي للاحداث واضحة وجلية الذي شغل الرواية بل وادى الى ترهلها ومن ثم الاسهاب والمباشرة في طرح الفكرة التي تجول بخاطر الكاتب وفي نهاية الجلسة اجاب الروائي عن بعض التساؤلات وتحفظ البعض الاخر الا انه تمنى لجميع من حضر هذه الجلسة مزيداً من الابداع والرقي.