صدر مؤخرا كتاب جديد عن دار تموز بدمشق هو كتاب (الفضاء الروائي : مفاهيم وإشكاليات) للدكتور ابراهيم جنداري (109 صفحات) .
وقد جاء في مقدمة المؤلف أن كتابه هذا (يقدم خلاصة تصورات بلورتها قراءة واعية في المنجز النقدي ، وتأمّل عميق في الإبداع الروائي تحاول أن تلج الفضاء الروائي لتوضح مفهوما هنا ، وتجلو غموضا هناك بغير ادعاء امتلاك القول الفصل في موضوع كان – ولما يزل – موضع جدل لم يُحسم بعد : مصطلحاً ، ومفهوماً ، ومسارات – ص 11) .
لكن الكاتب يواصل قوله ، لتبرير عدم وضع هوامش لمباحث كتابه باستثناء المبحث الأخير ، بالقول :
(ولم أجد في مباحث الكتاب ما يدعو إلى أن يُثقل بالهوامش – باستثناء المبحث الأخير لأنه كان في الأصل بحث نُشر في مجلة علمية محكمة – إحالة إلى مراجع ، أو تعليقا على أفكار ، فهذه المباحث تعرض تجربة قراءة تحقق وعيها بمفهوم الفضاء ووظائفه وإشكالياته ، وعلاقة ذلك بموضعة النص الروائي بغض النظر عن المذاهب والاتجاهات- ص 11) .
ولكني أعتقد أن هذا ليس تبريرا مقنعا من الباحث ، كما أنه لا يتفق مع اشتراطات البحث العلمي الإجرائية ، ومن ناحية المصداقية . فما الذي سنقدمه من تبرير لقارىء يقول لنا أن الفقرة الفلانية مترجمة من الممقالة الأجنبية الفلانية ، والمعلومة الفلانية مأخوذة من المصدر الفاني ؟! فوق ذلك هذا جهد بشر تعبوا وابتكروا ، والمفروض أن تُذكر أسماؤهم التي من دونها نكون بمثابة من يستولي على جهودهم .
وقد تكوّن الكتاب من مقدمة وأربعة مباحث هي :
1-الفضاء الروائي : وفيه كنت أتوقع أن تكون البداية – كما هو الحال في أي مبحث – هي تعريف مصطلح الفضاء الروائي لكن هذا لم يحصل إلى نهاية المبحث بالرغم من أن الكاتب طرح وظائف الفضاء الروائي وعلاقته بالجغرافية وتشخيصه وعلاقته بتقنية السرد .
2-عوائق الفضاء
3-موضعة الفن الروائي
4-الفضاء الروائي واشكالياته
وقد لاحظتُ – وقد أكون مخطئا في ذلك – اختلافاً واضحا في أسلوبية الكاتب بين المباحث الثلاثة الأولى والمقدّمة والمبحث الأخير ؛ ليس من ناحية التنظيم البحثي ، بل من ناحية اللغة وطريقة التعبير ، ولا أعلم ما هو السبب .
وقد سبق لي أن عرضتُ قبل أسابيع كتاباً آخر للباحث الدكتور ابراهيم جنداري عن الفضاء الروائي أيضاً هو : (الفضاء الروائي في أدب جبرا ابراهيم جبرا) صادرا عن دار تموز أيضاً .
د. حسين سرمك حسن : الفضاء الروائي للدكتور ابراهيم جنداري ؛ عرض وثلاث ملاحظات
تعليقات الفيسبوك