حاورهُ – عِذاب الركابي
حين التقينا لأولّ مرةٍ ، في موعدٍ رتّبتهُ الكلماتُ ، كانت الرغبةُ مشتعلةً لحديثٍ أكثرَ حرارةً وجديةً وفائدةً ، مع مبدعٍ أصيلٍ ، الكتابةُ لديه كلّ شيء ، وليسَ إلاّ الكتابة ، فهي بوّابتهُ إلى الوطن وهو الأهمّ .. وإلى الذات .. وإلى الآخر ، وهي وحدها التي تحددّ وترسمُ بدمع الجسدِ ، تضاريسَ وجودهِ ،ومن خلالها يشعرُ بحريته ، يتذوقُ فاكهة كيانهِ ،يعودُ طفلاً – كبيراً لعبتهُ الكلماتُ .. والخيالُ .. والأفكارُ وهي تأخذ شكلَ شجرةٍ باسقةٍ فاجأها الربيعُ بأمطاره ، ودفئهِ ، وأغاني عصافيره ، فأعطت ثمراً يانعاً مموسقاً ..!! قصّةً قصيرة أو روايةً !!
الكاتب الكبير فؤاد قنديل يكتبُ بكلّ عطر القلب ، ولا يتسلى أبداً ، لأنّ الكتابةَ لديه رؤيا .. منطاد النجاة .. والدليل ، وهي متعة مصحوبة بعاصفةٍ من اللذة التي هي ( جوهر الجمال) كما يقول الناقد جورج سانتيانا. يكتبُ لأنّ الكتابة فعلُ إنساني – حضاري ، كيمياء جسدٍ مشحون بالحياة .. يصنع الحياة ، وهي فعلُ تحرّر كما الجنس ، وذبذبات الفكرة التي تحاصرهُ ، وتطاردهُ ، وهي تنسكبُ كما دمعه في نسيج قصّة أو رواية مثيرة ، ولمْ يجدْ إلاّ الاستسلام والغوص ، وهو السبّاح الماهر في بحارها الساحرة الأمواج ، المدهشة الزرقة !!
فؤاد قنديل القصّة والرواية هي أنا ، وأنا هي ، وصاحب ( مدام بوفاري) ليس وحده مَن شقي وعانى وتعذب ، ومن خلال كل حرفٍ محترقٍ ، وكلّ جملةٍ رشيقةٍ ، يطلقُ أجراس الإنذار تارةُ ، فثمة ظلم في هذا العالم ، والكتابة عدوّها الظلم ، وتارةً أخرى يرفعُ راية الحرية والوحدة والتآلف ، من خلال كلّ عملٍ إبداعي ، شكلّ إضافة للسرد المصري والعربي .
فؤاد قنديل يكتبُ ، ليجدَ نفسَهُ في أحضانِ وطنٍ يتسعُ لرؤاه وأحلامه ، وهو في صفِّ مواطنٍ مطحونٍ ، هوَ ذاته ، حينَ يُقرّبُ رئتيه منهُ .. وهو قدّيس حياة حينَ تتعدّد وجوه الموت ويحكمُ السكون .. هاهو يتحدّث إلينا ، وهوَ يعطّر أصابعه ، وينغّم قريحته بجملٍ رقيقة ، وهو يُهيّأ جسده لكتابة روايته الأخيرة ( العاشقة تستحقُ المخاطرة) ..!!
حاورهُ – عِذاب الركابي
القاهرة
. الوطن هوَ الأهمّ .
*كتابة إستراتيجيّة لوْ صحّت التسمية ..(19) رواية ، و(14) مجموعة قصصية ، و(12) دراسة نقدية ، و(6) أدب طفل ، مغامرة بحق ، ومن الوزن الثقيل ، ماذا أخذت منك؟ وماذا أعطتك؟
– أخذت منى كل دقيقة في عمري ، كما أخذت جزءا كبيرا من المتع الحياتية مثل النزهات بكافة أشكالها فقد كانت الكتب هي كل متعتى ونزهتى ..اضطرتنى للغياب أحيانا عن أهلى فقصرت في حق رحمى ، لكننى لم أنشغل عن متابعة شئون بلدي والمشاركة الفعلية في دعم قضاياها ، لأن الوطن أهم منى ومن العائلة ،على الجانب الآخر أعطتنى أهم شيء في الوجود وهو التوازن النفسي وتلبية متعة الهواية والتعبير عن ذاتي وتفريغ كل شحناتي الانفعالية وتحقيق كل أحلامي عبر الكتابة ، ولو لم تكن الكتابة لكنت بالتأكيد في السجن أو مشردا في الشوارع أشعث أغبر ترتدينى عباءة الجنون .
. الكتابة لعبة أفكار ولعبة خيال .
*يرى البعض أنّ الكتابة لعبة كلماتٍ ، ويرى الشاعر مالك حداد” إنّ الطائر يفقدُ ريشَهُ إذا ماحلّق في سمائها” ، وهي في كلّ حرفٍ وكلمة نكتبها ضربة في القلب ، وصلاة جسدٍ ، وانسحاق روح.. كيف ترى الكتابة من خلال هذين القولين ؟
-الكتابة في زاوية من زواياها لعبة كلمات ، كما أنها لعبة أفكار ولعبة خيال ، لكنها -قصدنا أو لم نقصد – وسيلة ناعمة ومرهفة من وسائل الفن تستهدف تحقيق موائمة بين البشر والحياة ، وهي تلتقي في زعمى مع الدين في نهاية الطريق من حيث إن الإيمان الصادق بالله يسعى إلى مساعدة الناس على تقبل مآسي الحياة وتحمل تناقضاتها ليس بالتسليم ولكن بمحاولة ترميم الأرواح ، أما الحديث عن أن الكتابة طعنة في القلب وانسحاق روح ، فلا أتفق معه على الإطلاق لأننى أجد فيها متعة لأنها تساعد الروح على تصور اللذة الناجمة عن معانقة الآمال الكبري للوجود وملامسة أطراف المجد ،ولا يمكن أن ننكر أن الروح تتألق وتنتشي خاصة مع تفجر الموهبة والفلاح في التعبير عن تطلعات الإنسان للحرية والجمال والخلاص من أي صورة من صور الاستعباد.
. الكتابة ممارسة جنسية ممتعة .
*يقولُ (جويس كارول) :” أشعرُ بالخوف دائماً ، ولكنّني عندما أكتبُ أعيشُ حالة ً من الاهتياج والإثارة” .. قلْ لي بِمَ يشعرُ الكاتب الكبير فؤاد قنديل عندما يكتبُ ؟
– أتفق جدا مع كارول خاصة أني لا أجد غضاضة الآن إذا قلت أني أقبل على الكتابة بوصفها ممارسة جنسية ممتعة مع أنثى جميلة ومثيرة ومتجددة .. وحديث كارول عن الشعور بالخوف صحيح أيضا لكنه يكون قبل البدء في الكتابة ، وهو ليس خوفا بالمعنى الدقيق ولكنه شعور بالتوتر ، ومن ثم محاولة الفرار من المواجهة بين عجزي وإلحاح الرغبة في الكتابة فيتولاني هاجس بأني غير متأهب بدرجة كافية مما يدعوني كثيرا للتأجيل ، لكنى أعاود التفكير في البدايات الملائمة والمتوهجة ، ومن ثم فالبدايات أصعب اللحظات في مشروع الكتابة .
. الرواية والقصّة القصيرة هما الأقربُ لي .
*رواية ، قصّة قصيرة ، أدب أطفال، دراسة نقدية ، وأنت البارع في فنون الإبداع والكتابة هذهِ .. مَن الأقرب إليك ؟ أعني مَنْ منهم مَنْ يجسّد ماعشتهُ ، ورأيتهُ ، وعانيتهُ ؟ مَنْ يجيب عن أسئلتك وعواصف رؤاك أكثر ؟ ولماذا؟ حدّثني !!
– الرواية والقصة القصيرة أقرب إلىّ من أي فن من فنون الأدب .. وأنا في العادة لا أختار شيئا لأنهما هما اللذان يختاران ويطاردان. أنا أعيش الحياة كأي إنسان وألتحم بما يجري على الأرض وأفكر فى بعض الحوادث والأفكار والحكايات طويلا ثم أنسي وأمارس حياتي بشكل طبيعي حتى أفاجأ بمطاردة من فكرة ما ، فأبعدها عنى عدة مرات إلى أن أضيق بملاحقتها فأقرر الإنصات إليها والتحاور معها ، ثم التخلص منها إذا لم تلق في نفسي هوي أو مصادقتها والغوص فيها إذا كانت جديدة وتناسب تطلعاتي الفكرية والفنية .. وحجم الفكرة وعالمها وشخصياتها هى التي تختار قالبها ( رواية أو قصة ) ولست أنا.
. الرواية الأقدر على احتواء العالم .
*كثُرَ كتّاب الرواية ، انجذاباً للقول( الرواية ديوان العرب) أو ( زمن الرواية) ، واستسهلَ البعض هذا الفنّ العظيم الذي عرّفهُ ميلان كونديرا بأنهُ ( صدى لضحكةِ الإله) ، وسال لعاب البعض أيضاً على لقب( الروائي) ..هلْ يُقلقكَ هذا؟ أم تراه ظاهرة صحية؟أمْ ماذا؟ وأنت شخصياً هلْ تفضّل لقب الروائي على غيره من الألقاب ؟
– أفضل لقب الروائي على كل الألقاب حتى رئيس الجمهورية والمستشار والدكتور والفنان .. أما عن انجذاب البعض للرواية فأسبابه كثيرة بدأت من الغرب حيث تصاعد الاهتمام بالرواية بدرجة كبيرة منذ أواسط القرن العشرين وبدأ التركيز الواضح على القصة القصيرة في التراجع ، وقد كان معظم كتاب العالم يحققون مجدهم عبر القصة وأقل منه عبر الرواية ، والسبب الثاني ميل جائزة نوبل للروائيين أكثر من الشعراء وكتاب القصة ثم اقتفت أثرها جوائز أخرى ، وأدي هذا إلى السبب الثالث وهو تفضيل دور النشر للرواية وأهملوا القصة بنسبة صادمة ، والسبب الرابع فنى حيث أن الرواية أقدر على احتواء العالم المعقد والمحتقن بالنزاعات والصراعات والتناقضات والمتغيرات ، واكتفت القصة باللقطات والمواقف البسيطة والومضات الدالة والحالات الشعورية العابرة. ولا يقلقنى هذا ، فأنا لا أنزعج إلا من الزيف والتكلف وذيوع الصيت لأعمال تافهة.
. حياتي الشخصية موزعة في رواياتي .
*يقول الروائي الفرنسيّ ( ستندال):” الشيء الوحيد ذو القيمة في هذا العالم هو الذات”.. ما رأيك في هذا القول؟ و( كتابة الذات) أو ( السيرة الذاتية) ، وأنّ الكتابة و( الأعمال الأوتوبوغرافية) هي القادمة والأكثر شيوعاً ، كما يجزم ( هنري ميللر) .. كيف ترى ذلك؟ أيّ أعمالك مَن جسّد ذاتك أكثر؟ أعني في أي عملٍ كنت موجوداً أكثر؟
– قول (ستندال) ينطوي على اتهام للكاتب بالنرجسية ، والإنسان كمخلوق إلهى مميز بالعقل والروح المتطلعة وليست المتكلسة هو صانع الحياة ، والذات الإنسانية لها قيمة دون شك ولكن ذلك ليس دائما فأحيانا ما يكون الكلب أفضل من الإنسان ، بل كثير من الحشرات والبكتيريا والمخلوقات الدقيقة قد تكون أهم وأنفع .. العبرة إذن بعمق الشعور بالآخر وليس بالنفس .. القيمة تتحدد بالقدرة على العطاء والتغيير المجدد للحياة بحيث تصبح أجمل. وقد انتشرت في ربع القرن الأخير روايات تركز على الذات ومن حق الذات أن يتم التعبير عنها إذا كان هناك ما يستنطق أعماقها بما يضيف فهما وجمالا وليس في ذلك ما يقلق . المهم ألا تتحول الذات إلى كيان يستحق العبادة ، أما عن السيرة الذاتية فقد انتشرت منذ قرنين في الغرب اتساقا مع الحرية والثقافة والنشر ووعي القراء لكنها لا تزال تعاني في العالم العربي ، وقد كتب بعض المفكرين والكتاب سير ذاتية عليها تحفظات كثيرة ، وبعضها لا تصدر عن فهم لطبيعة السيرة الذاتية التى يجب أن تكون صادقة جدا وألا تقيم اعتبارا للمجتمع وتكشف نقاط الضعف وأن تتمتع بالطرح الأدبي وليتها تكتب كنص روائي كما فعلت في سيرتي الذاتية التي صدرت في جزءين بعنوان ” المفتون ” و” نساء وألغام ” ولا يزال هناك جزء ثالث لم أشرع فيه بعد . وكلام ميللر عن الكتابة الذاتية لا جديد فيه لأنها موجودة في الغرب بكثرة ولا أتوقع أن تنتشر في الوطن العربي قريبا ، وحياتي الشخصية – بالإضافة إلى ما ورد منها في سيرتي الروائية – موزعة في رواياتي التي يتضمن بعضها ملامح من هذه الذات .
. العالمُ يسبحُ في محيطاتٍ منَ الظلم .
*كتبَ جوزيف كونراد في روايته الرائعة ” قلب الظلام”:” إنّ أحداً ليسَ في مأمن ٍ من المتاعب في هذا العالم”.. وكتبّ كارلوس فوينتس في روايته” الغرينغو العجوز”:” ليسَ من مكانٍ آمنٍ في هذا العالم”.. كيف ترى هاتين العبارتين شديدتي القتامة ؟ قلْ لي مّمَ تخاف ؟ ما الذي يقلقكَ ويتعبك في هذا العالم ؟ لوْأردتَ أن ترسمَ بورتريهاً لعالم ٍ آمن كيف يكون شكله من كاتب وفنّان ومبدع كبير؟
– لا يزعجنى في هذا العالم إلا أنه يسبح في محيطات من الظلم بكل أشكاله منذ بداية الخلق وحتى الآن ، بل يتفاقم كل عام ، وليس هناك عام أفضل من سابقه مهما تمنينا لأن المسألة لا علاقة لها بالأمنيات ، وإذا حاولت تصور عالم آمن فإن شكله الوحيد أن يسوده العدل .. وأن تكون فلسفة تحري العدل قائمة في كل سلوك وفكر .. فعل وقول ، وأن يكون العدل متقدم على العلم والثقافة والحب والمتع والدين والاختراعات والفنون والآداب .
. النقد متراجع وعاجز عن مجاراة الإبداع .
*ككاتبٍ وناقدٍ أيضاً ، كيف تقيّم ما يُكتبُ من نقدٍ ؟ أهو بمستوى ماتلفظهُ المطابع ودور النشر من إبداع ؟ هلْ لدينا حركة نقدية جادة وفاعلة ؟ وكمبدع وقدْ أنصفك النقد في الدراسة والرسائل العلمية الجامعية ، كيف ترى مستقبل إبداعاتنا ؟
– النقد في مصر والعالم العربي متراجع في اعتقادي كما وكيفا وعاجز عن مجاراة الإبداع الذي تطالعنا به المطابع كل يوم بل كل ساعة ، والحركة النقدية تعاني من مشكلات منها : أن الصحف والمجلات لم تعد توفر المساحات الكافية لنشر النقد كما كان متوفرا قبل عشرين عاما ، كما أن دور النشر لا تتحمس لنشر الكتب النقدية إلا القليل منها ، بالإضافة إلى ندرة الجوائز التي تخصص للنقد ، فضلا عن عدم قيام الصحف والمجلات بدفع مقابل مادي للنقاد نظير المقالات ، ومن المشكلات أيضا قلة عدد النقاد ، ويتأثر النقد أيضا بالتوجهات الحديثة التي لا تنسجم إلى حد كبير مع ذائقة القراء مما يدفعهم إلى عدم التعاطف معها أو الإقبال عليها . أما عن إبداعات الكتاب العرب خاصة الشباب فأنا متفائل جدا بمستقبلها وأتصور أن الأعمال الصادرة خلال العشر سنوات الأخيرة تشير إلى مواهب عفية وثقافة ورؤي جسور أنتجها مناخ الحرية المتاح وإدراك الشباب لطبيعة المستجدات وتمتعهم بالقدرة المميزة على التخييل ومعانقتهم الدائمة للأحلام.
. لا حامي للوطن غير التمسك بالهوية .
*يكثرُ الحديث في المحافل واللقاءات والمؤتمرات الثقافية عن الهوية الثقافية .. قلْ لي كيفَ يمكن تحقيق هوية ثقافية وسط ما تمرّ بهِ بلداننا من أحداث وحروب أهلية ، مضافاً إليها التشرذم والتبعية ، وسياد الإقليمية المقيتة؟ ككاتب ذي نبض قومي وعروبي ماذا تقترح لهوية ثقافية عربية منافسة؟
– الهوية العربية الأم تتشكل من مجموعة من العناصر مثل الدين الإسلامي واللغة العربية والعادات والتقاليد والخصال العربية الأصيلة من كرم ونخوة وكرامة والشعربالطبع وهي هوية تأسست في الجزيرة العربية منذ نحو خمسة وعشرين قرنا وما تزال هي هوية الجزيرة وما حولها ، وهناك هوية عربية لكل قطر ، أساسها ما ذكرت مضافا إليها العناصر التاريخية التي تخص كل دولة ، فالعراق مثلا دولة قديمة وواحدة من مؤسسي الحضارات ومن ثم فالعهود البابلية والآشورية وما تلاها جزء رئيس من هذه الهوية ومثل ذلك يقال على سوريا ولبنان وتونس ومصر وكذلك اليمن وعدن فما قبل الإسلام ملمح لا يتعين تجاهله أو تركه يبيد والاكتفاء بما بعد ظهور الإسلام ، ومن هنا فالهوية العربية تقتضي أن تحرص كل دولة على منظومتها الثقافية بشتى تجلياتها ومراحلها وتجديد البحث في أصولها والاهتمام بها والترسيخ لها في المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية والإعلامية، والدفاع عن الهوية على النحو المشار إليه يحافظ عليها ضد كافة المتغيرات العنيفة التي تعصف رياحها بعدد من البلدان العربية في السنوات الأخيرة، ولا حامي للوطن العربي غير التمسك بالهوية واستحضارها في كل الشئون من الدين واللغة والعادات مرورا بالشعر والفروسية والشجاعة إلى مفردات الطعام والأزياء، ويكفي للدلالة على تضعضع بعض الدول العربية ما تتعرض له لغة القرآن على يد أبنائها.
. الجوائزُ لا تصنعُ أديباً .
*حصدتَ عديد الجوائز الأدبية والإبداعية، وأنت جدير بها بلا شك ، ما وقع الجائزة على المبدع؟ وعليك شخصياً ؟ يرى عديد الكتاب والمبدعين أنّ شروط الجوائز قدْ اختلفت ، وظلِمَ الكثيرون ، ودخلت المجاملات والمحابات ، وتلميع البعض ، أليسَ الإبداع هوَ الأصل ؟ ماذا ترى ؟؟
– الجائزة لا تصنع أديبا لكنها تشجعه على الاستمرار، ولذلك مثلت الجوائز في حياتي محطات استراحة وتحفيز على طريق طويل، ومن حق الأديب المجدد والمجرب أن يمنح الجوائز خاصة أن الأديب لا دخل له والعائد من كتابته التي تبتلع عمره لا يذكر. وأنا لا أعول ماليا على الجوائز لأنى أسيطر قدر الإمكان على مطالبي ، لكنها ترفع معنوياتي وتوقع على أحقيتى في الانتساب إلى أهل القلم وهذا يسعدني كثيرا .. ولقد مرت الجوائز بالعديد من المتغيرات وهذا وارد ولا بأس به لكن العار يلحق لا شك بأي جائزة تنهض على العلاقات الدخيلة والعواطف والمحاباة ، ولذلك يكن الكثيرون التقدير لجوائز مثل الفيصل والعويس والبوكر وغيرها ولا يكنه لجوائز أخرى تلعب الأيدي خلف أستارها وهذا أمر ترفضه الكرامة والضمير لأن الإبداع والجدارة هما الأصل .
*أيّ قصّة قصيرة ؟ وأيّ رواية ؟ وأي عملٍ يشغلك الآن ؟ وتغيب في عوالمه وتفاصيله ؟ ماذا ينتظر القاريء منك في الأيّام القادمة؟
– أعمل على رواية اسمها المؤقت ” الفاتنة تستحق المخاطرة ” وهي أول رواية تاريخية لي وتتناول أحوال المصريين في النصف الأول من القرن التاسع عشر تحت حكم محمد على الذي أتحفظ على الكثير من فلسفته المادية والنفعية خاصة أن المصريين عانوا في عهده من شتى ألوان القهر والحرمان، ورغم هذا فلا أختلف مع الرأي القائل بأنه مؤسس مصر الحديثة.
الكاتب والروائيّ المصريّ الكبير “فؤاد قنديل” في حوارٍ أدبي ثقافي :
لو لم تكن الكتابة لكنت بالتأكيد في السجن أو مشردا في الشوارع أشعث أغبر ترتدينى عباءة الجنون
تعليقات الفيسبوك