في التسعينات ، كنت أقول لأصدقائي المبدعين ، وهم أحياء لكن لا يُرزقون ، أن ” حسن عبد الحميد ” فوق موهبته كناقد – خصوصا في مجال التشكيل – لديه من القدرات ما يكفل تحوله إلى مؤسسة ثقافية . وقد صدق ظني حين انبرى حسن أخيرا لإصدار جريدته ” الرأي ” التي وصل إدارة الموقع العدد الأول منها والذي قدم له حسن بافتتاحية قال فيها بلغته الشعرية : ( حقا كان يجب إطفاء نار المغالاة قبل إطفاء نار الحرائق . كما كان ينادي محبو روما حين التهمتها النيران . من هنا نسعى عبر نوافذ هذا المطبوع أن نلملم شظايا وركام ما خلفته الحروب والحصارات ومتوالياتها ونحن ندخل محراب الإعمار والبناء ؛ بناء الروح قبل المباني والشواهق من خلال الرأي والكلمة ، وعرض المشكلات بغية حلّها وكشف الأخطاء من أجل تصحيحها . لسنا في ( الرأي ) ملائكة مثلما نحن لسنا بشياطين ، نخطأ ونتعلم . بدأنا الخطوة ونحلم بأكثر ، ونؤمن بأن الخطأ قد يكون مسموحا ، ولكن إعادة الخطأ ليس مسموحا بها ) .وتظهر حرفية حسن العالية والمسبقة في أنه قد أصدر ( 23 ) عددا تجريبيا من هذه الصحيفة قبل أن يستقر على شكلها ومضمونها شبه النهائي . وحين تقرأ ” اللاين ” في ذيل الصفحة الأخيرة فسوف تدهشك مجموعة أسماء الكتاب والمراسلين اللامعة التي اجتذبها حسن بأخلاقيته ، فكل من فاتحهم بمشروعه استجابوا ثقة به ، وكتبوا عن اتصاله بهم مستبشرين ، رغم أنهم من مشارب ذوقية وثقافية ومزاجية مختلفة بل متضادة أحيانا .
تحية لأبي إيهاب العزيز …
وتمنيات حارة من إدارة موقع الناقد العراقي للزميلة ” الرأي ” بالتقدم والنجاح خدمة لثقافة وطننا العظيم .
حسن عبد الحميد …. تحية
تعليقات الفيسبوك