مسلم السرداح : استشارة ..

moslem sirdah 5استشارة دينية

حين عاد الى الطبيب ليساله عن ابرة الدواء التي وصفها لها يوم أمس ، وهل هي مفطرة لزوجته ام لا . وجد الطبيب متبحرا في شؤون الدين يستطيع قيادة حوزة دينية بكاملها . ولايعوزه الا ان يلبس عمامة بيضاء او سوداء من تلك التي يلبسها الحوزويون ، مع جبّة روزخونية . حتى انه قال ، بعد ان هش وبش في وجهه مرحبا ، قال بالحرف الواحد ، معبرا  عن حالته :
–    لو لم اكن طبيبا ، لتفرغت لشؤون الدين ، لاني درست الدين بما يضاهي شهادتي في دكتوراه الطب .
ومضى  تفكيره بعيدا وهو يحمد الله لانه  وجد طبيبا متدينا  ، اذ لازال في الدنيا بعض الخير ، كما قال في نفسه . وتذكر حكاية صديقه  ، التي رواها له ، عن طبيب كان يتنازل للفقراء عن ثمن كشفية العيادة وهو إضافة لذلك كان يرشدهم إلى الصيدلية المقابلة ليأخذوا الدواء مجانا على حسابه الخاص . حتى انه كان في نهاية كل شهر يدفع راتبه الى صاحب الصيدلية . ما دعا الفقراء الى التردد الى عيادته للحد الذي جعل  دائرة الأمن العامة تضعه في قائمة المشكوك بانتمائهم الى احد الأحزاب العلمانية  المحظورة ، وتجنّد بناء على ذلك احد السريين* لمراقبة الطبيب . ولكنه فرح ، هذا اليوم ، إذ وجد هذا الطبيب الذي أمامه جهارا عيانا وهو يحدثه عن فضيلة الصوم ومفطراته واضطرار المريض للدواء وزرق الإبر ، وماشاكل .حين ودع الطبيب وأدار ظهره ليخرج من العيادة ، ولم يكد يضع قدمه على عتبتها ،  حتى ناداه الطبيب :
–    لم تدفع لي أجرة العيادة . فاستدار قائلا :
–    أتيت فقط لاسالك .
–    ولكنك أخذت من العيادة وقتا يكفي لفحص اكثر من  مريض . وكان سؤالك دينيا ولا علاقة له بالطب .
–    أنا سألتك عن الطب وأنت أسهبت في الدين .
–    كان يجب أن أسهب لان في سؤالك حلال وحرام  ، وانا مكلف دينيا أن أجيبك على سؤالك  .
دفع الرجل آخر فلس في جيبه وخرج . ولم يسال الطبيب عن التكليف الديني في خروج الرجل مفلسا من العيادة .

برقع

سال الأبناء أمهم :
–    هل كنت جميلة يا أماه ؟
اجابتهم  الام المسكينة ، مبرقعة الوجه ،  متحسرة على ماضاع منها :
– اه لو رايتم كم كنت جميلة ايام شبابي ، وكنت قبلة للطلاب ايام دراستي الجامعية  .و لكن ، حين تزوجني والدكم اجبرني على ان البس البرقع لتغطية وجهي .
سألها ابناؤها :
–    وهل لديك صورة لما قبل الزواج ؟
قالت الأم  بارتباك :
–  لقد مزق والدكم كل صوري القديمة .
–    ولماذا يفعل والدنا ذلك ؟
–    يقول إن ذلك يتعارض مع الدين .
–    ما دام يتعارض مع الدين فلماذا منح الله للنساء وجوها ؟. كان الأفضل أن يخلق المرأة بلا وجه .
ثم سألوها :
–    ولماذا رضيت الزواج به إذا كانت أفكاره هكذا ؟
–    لم يكن هكذا قبل الزواج . لكنه تغير فجأة بعد الزواج اثر هبوب عاصفة دينية أحرقت اليابس مع الأخضر .
قالت ذلك وراحت تبحث عن صورة تعيد لها وجهها الذي لم تكن تفتقده قبل الآن . وتمنت ساعتها أن تكون تكتمت على زوجها في أمورها الخاصة !!!  .
…………………………………………

•    كانوا يطلقون على العنصر الأمني لقب ” السرّي ” .

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| محمد الدرقاوي : كنت أفر من أبي .

 هي  لا تعرف لها  أبا ولا أما ،فمذ رأت النور وهي  لا تجد أمامها  غيرهذا …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| كريم عبدالله : وحقّك ما مسَّ قلبي عشقٌ كعشقك .

كلَّ أبواب الحبِّ مغلّقة تتزينُ بظلامها تُفضي إلى السراب إلّا باب عشقك مفتوحٌ يقودني إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *