“شارع في كركوك” .. مجموعة قصصية جديدة للمبدع “نصرت مردان”

عن دار شمس في القاهرة ، صدرت مجموعة قصصية جديدة بعنوان : ” شارع في كركوك ” للكاتب العراقي ” نصرت مردان ” المقيم في جنيف حاليا . ضمت المجموعة (191 صفحة ) ثماني عشرة قصة جاء أغلبها ضمن ما يمكن توصيفه بـ ” أدب عصر المحنة ” الذي ينهم فيه الكاتب بالآثار الكارثية للشدائد الفاجعة التي عصفت بوطنه : العراق . قدم للمجموعة الناقد والقاص والفنان التشكيلي ” فاضل ناصر ” . وقد يعتقد القاريء لأول وهلة وهو يقرأ تقديم فاضل ناصر للمجموعة أن الأخير كان مفرطا في تقييمه حين يقول : ( إن هذا الإبن الوفي للعراق ( يقصد نصرت مردان ) بمجموعته القصصية هذه قدم لنا تأسيسا واستشرافا أدبيا وفنيا لمستقبل القصة العراقية المعاصرة بعيدا عن السردية القاتلة والتزويق الفج الذي أجهض أغلب النصوص القصصية العراقية لأدباء الداخل والخارج طوال عقود أربعة ، والتي ولدت مبتورة وغارقة في دماء التهاويم الغامضة تحت سيوف الرقباء احتفاء بنظرية المعادل الموضوعي للواقع المرير الذي عشناه . لقد أتت هذه المجموعة بدون التباس واضحة وعارية إلا من غلالة الواقع الحي والشفيف ، وهي تغوص في أديم مسراتنا ومواجعنا . فعذرا لانبهاري الجارف ) .
لكن بعد أن تكمل قراءة المجموعة ستجد أن ناصر كان منصفا تماما وأن التقييم الذي قدمه لمجموعة مردان هذه كان موضوعيا ودقيقا سوى أن المجموعة بأكملها لا توجد فيها بشارة مسرّة واحدة لأن الواقع العراقي الذي غاص في أحشائه القاص بمهارة وعزم لا يتيح نأمة تفاؤل شفيفة على الإطلاق ، وقصص مثل : أمي ، فندق القمل الجميل ، أقرب من الأمس أبعد من الغد ، هو وهي ، استقالة ، مدام مادلين ، أنا وجدي … وغيرها هي قصص يتسيد فيها شبح الموت والدمار والخراب … جسّد فيها القاص بمهارة التهاوي المهلك لحياة تتآكل على خلفية نعيق بوم الفناء المديد .

 

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

حــصـــرياً بـمـوقـعـنـــا
| مها عادل العزي : قبل ان تبرد القهوة .

-الخامسة فجرا بتوقيت مكان قصي خلف البحار والمحيطات- اشعر بانهاك شديد.. او انها الحمى تداهمني …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| د. زهير ياسين شليبه : المهاجر .

كان علىَّ اليوم أن أرى فيلم المهاجر! اتصلتْ بي شريكة حياتي، أو “نصفي الأفضل” كما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *